إجلاء 20 ألف مواطن من الجمهوريات المنشقة عن أوكرانيا

قضايا عربية ودولية 2022/02/23
...

 موسكو : وكالات
 
تستمر عمليات إجلاء المدنيين من جمهوريتي لوغانسك ودونيتسك إلى روسيا، الذين بلغت أعدادهم عشرات الآلاف، في ظل استمرار القوات المسلحة الأوكرانية قصف المناطق السكنية في الجمهوريتين.
وتم إجلاء أكثر من 20 ألف شخص من هناك إلى الأراضي الروسية المجاورة في يوم واحد، وأفاد تقرير مديرية الحدود التابعة لجهاز الأمن الفيدرالي الروسي في منطقة روستوف المجاورة: "أبلغت إدارة الحدود التابعة لجهاز الأمن الفيدرالي الروسي لمنطقة روستوف أنه خلال اليوم الماضي، عبر أكثر من 20000 مواطن من أراضي جمهوريتي لوغانسك ودونيتسك الحدود عبر نقاط التفتيش".
وبلغ مجموع الذين تم إجلاؤهم من جمهورية لوغانسك في أربعة أيام أكثر من 48.8 ألف شخص، معظمهم أطفال ونساء، بينهم 12324 طفلا.
هذا وأعلن وزير الخارجية الروسي، سيرغي لافروف، أمس الثلاثاء، أن رد فعل الغرب على اعتراف روسيا بجمهوريتي دونيتسك ولوغانسك الشعبيتين كان متوقعا.
وقال لافروف في تصريح صحفي: "رد الفعل كان متوقعا، في ما يخص الزملاء الغربيين، فلقد اعتادوا على مدى العقود الماضية على إلقاء اللوم على روسيا في كل المشكلات وتوجيه أصابع الاتهام إلينا في كل شيء".
وأضاف لافروف أن روسيا تشك في قدرة الاتحاد الأوروبي على العمل كوسيط في حل النزاعات.
وأعلن الرئيس الروسي فلاديمير بوتين، مساء الاثنين الماضي، في كلمة توجه بها إلى الشعب الروسي عن اعتراف روسيا باستقلال جمهوريتي دونيتسك ولوغانسك الشعبيتين عن أوكرانيا.
في المقابل أعلنت وزارة الخارجية الروسية أن الاتفاقيات التي تم توقيعها مع جمهوريتي لوغانسك ودونيتسك تسمح بنشر قواعد عسكرية روسية على أراضيهما، منوهة بأن موسكو لا تخطط لفعل ذلك حاليا.
وقال نائب وزير الخارجية الروسي، أندريه رودنكو، أنه ليس هناك حديث الآن عن نشر قواعد عسكرية روسية على أراضي الجمهوريتين، على الرغم من أن الاتفاقات المبرمة تسمح بذلك، مضيفا أن روسيا ستفعل ذلك إذا تطلب الأمر.
وفي وقت سابق اليوم صدق مجلسا الشعب في كل من جمهوريتي لوغانسك الشعبية ودونيتسك الشعبية، على معاهدة الصداقة والتعاون والمساعدة المتبادلة مع روسيا الاتحادية.
كذلك وجه بوتين، بعد إعلان الاعتراف باستقلالهما، القوات المسلحة الروسية بضمان السلام في جمهوريتي دونيتسك ولوغانسك.
من جهته، قال رئيس أوكرانيا فولوديمير زيلينسكي: إن كييف تدعو روسيا إلى حل القضية والتوتر شرق أوكرانيا من خلال الحوار بأي صيغة كانت.
وقال زيلينكسي، أمس الثلاثاء :"نحن نتفهم جميع المخاطر، ونحث روسيا، وليس للمرة الأولى، على حل هذه المسألة من خلال الحوار والجلوس إلى طاولة المفاوضات ونحن مستعدون للجلوس في جميع الأماكن (بأي شكل) (من أجل الحوار).. روسيا تعرف ذلك جيدا.. تلقينا رداً وكان الجواب بالأمس، واليوم نقوله على الملأ.. على أوكرانيا الرد على ذلك، وحماية سيادتها ودولتنا".
وأعرب زيلينسكي عن اعتقاده بأنه لن يكون هنالك تصعيد عسكري من جانب روسيا، "نعتقد أنه لن تكون هناك حرب ضد أوكرانيا ولن يكون هناك تصعيد واسع النطاق من جانب روسيا وإذا حدث ذلك سنطبق الأحكام العرفية ( قانون في حالة الحرب).
ولفت الرئيس الأوكراني إلى أن كييف تدرس قطع العلاقات الدبلوماسية مع روسيا على خلفية اعترافها باستقلال جمهوريات دونباس.
وفي السياق نفسه، أعلن رئيس الوزراء البريطاني بوريس جونسون أمس الثلاثاء عن أن المملكة ستفرض "حزمة عقوبات محدودة" ضد روسيا على خلفية اعتراف موسكو باستقلال جمهوريتي دونيتسك ولوغانسك الشعبيتين.
وأوضح جونسون خلال اجتماع طارئ عقده مع أعضاء الحكومة البريطانية أن العقوبات تستهدف ليس فقط جهات في دونباس، بل كذلك داخل روسيا ذاتها، وأنها ستضرب المصالح الاقتصادية الروسية "بقسوة 
شديدة".
وأضاف أن المملكة مستعدة لفرض إجراءات تقييدية إضافية ضد روسيا في حال إقدامها على "غزو واسع النطاق" للأراضي الأوكرانية.
وفي 21 فبراير/ شباط أعلن الرئيس الروسي فلاديمير بوتين عن اعتراف روسيا باستقلال جمهوريتي دونيتسك ولوغانسك الشعبيتين، وتم التوقيع مع رئيسيهما على اتفاقيتين حول الصداقة والتعاون والمساعدة المتبادلة. كما وجه بوتين وزارة الخارجية الروسية بإقامة علاقات دبلوماسية مع الجمهوريتين، ووزارة الدفاع بضمان السلام على أراضيهما.
من جهة اخرى، علقت إيطاليا، على قرار السلطات الروسية الاعتراف باستقلال جمهوريتي لوغانسك ودونيتسك، معتبرة أن ذلك يخالف اتفاقيات مينسك.
ودان وزير الخارجية والتعاون الدولي الإيطالي، لويجي دي مايو، هذا القرار  باعتباره مخالفاً لاتفاقيات مينسك، و"يشكل عقبة خطيرة أمام البحث عن حل 
دبلوماسي".
وفي تصريحات على هامش مشاركته بمجلس الشؤون الخارجية، قال لويجي دي مايو: "إيطاليا تواصل دعم وحدة أوكرانيا وسيادتها الكاملة داخل حدودها المعترف بها دوليا".
وأضاف أن "إيطاليا تناشد جميع الأطراف العودة إلى طاولة المفاوضات بالصيغ المناسبة، إيمانا منها بأن المبادرات الأحادية الجانب تمنع تحقيق ظروف الاستقرار والأمن في المنطقة".
وأوضح أن بلاده "على اتصال دائم مع الشركاء الأوروبيين والأطلسيين لتنسيق الرد على إعلان رئيس الاتحاد الروسي".
وفي سياق متصل، اعتبر الرئيس التركي، رجب طيب أردوغان، أن قرار روسيا الاعتراف بجمهوريتي دونيتسك ولوغانسك "غير مقبول"، داعياًالأطراف إلى "الالتزام بالحكمة والقانون الدولي".
وفي تعليقه على التطورات الأخيرة بين روسيا وأوكرانيا، قال رجب طيب أردوغان: "باعتبارنا دولة مطلة على البحر الأسود علينا اتخاذ حزمة من التدابير وهذا ما نقوم به فعليا".هذا وقال أردوغان معلقاً على اقتراح رئيس أوكرانيا، فلاديمير زيلينسكي، لعقد قمة مشتركة بين مجلس الأمن الدولي وتركيا وألمانيا: "إذا وافق أعضاء المجلس والدول الأخرى فسنشارك في هذا الاجتماع".