عالم ريادة الأعمال

اقتصادية 2022/03/01
...

 ياسر المتولي 
 
محاولات خوض تجربة ريادة الأعمال حول العالم أخذت تتسع بين الأوساط الشبابيةً، هنا في العراق ومن مؤشرات هذا التوجه تعدد وتنوع مراكز تجمع الشباب ممن يرغب الاندماج في عالم ريادة الأعمال.
وتحولت هذه التجمعات الى منتديات للتشاور بشأن الأعمال التي يتطلبها عصر التكنولوجيا والعالم الرقمي الذي يوفر فرص عمل ذات جدوى اقتصادية تتلاءم وطموح الشباب في تأمين مستقبل واعد من خلال السعي لانتزاع فرص عمل من دون الانتظار لها .
وتتسارع هذه المنتديات بالتحول الى مراكز للتدريب والتطوير والتشاور والمشاركات في وظائف جديدة خلقتها متطلبات التطور في استخدامات التطور الالكتروني التي تندرج ضمن تخصصات الاقتصاد الرقمي هذا من جانب .
كما أن أغلب الدول النامية اتجهت نحو القطاع الخاص لاستيعاب الشباب العاطل بعد أن عجزت عن توفير الوظائف العامة (الحكومية) وخصوصاً لخريجي الكليات.
واذا أخذنا حالة العراق فنجد أن نسب الخريجين لا تتناسب والحاجة الفعلية للوظائف الحكومة التي هي الأخرى تعاني أصلاً من ترهل، فضلا عن تعطل القطاعات الانتاجية وإفراز بطالة فائضة (البطالة تعني موظفين من دون عمل 
وانتاج).
 هذا مما انعكس على خلق فائض من الخريجين، مع الأخذ بنظر الاعتبار التوسع الكبير في الجامعات الحكومية والأهلية. لذلك أخذت مجاميع من الشباب السعي للانخراط في عالم ريادة الأعمال بعد يأسها من الحصول على فرص عمل.
إن قصص النجاح في هذا المفصل للعديد من الشباب أسهم في التشجيع نحو هذا التوجه وأقصد ريادة الأعمال .
يأتي هذا التطور اللافت والمهم مع موجة الاهتمام العالمي بعالم ريادة الأعمال، إذ أفضت دراسات قام بها خبراء ومختصون ومهتمون الى سن قواعد او خطوات للنجاح في عالم ريادة الأعمال. 
وهي عبارة عن قيم جديدة في محاولة لصياغتها في نظرية اقتصادية حديثة تتماشى مع عالم ريادة الأعمال. ومن بين هذه القواعد الإمكانات المتاحة لدى الباحث عن فرصة عمل، وكذلك الدافع الذاتي في التخصص في عمل بعينه، وكذلك توسيع دائرة الاستشارات والتعاون مع الآخرين لتبادل الخبرات، فضلا عن التدريب والتعليم المستمر هذه هي أبرز قواعد النجاح وقوانينه. هكذا يفكر القطاع الخاص في دعم هذا التوجه بهدف الاستفادة من العناصر التي تتوفر لديها هذه القواعد من أجل ضمهم الى فريق عملهم .
الآن نلمس بين شبابنا العاطل الذي يسعى الى انتزاع الفرص المجدية التي تحقق طموحاته أسرع من الوظائف الحكومية، وهي أصلا مفقودة فعلامَ الانتظار. نأمل من الحكومة المقبلة دعم وتشجيع هذا التوجه بكل الإمكانات المتاحة من أجل خلق رواد عمل يبنون مستقبلهم ويبنون بلادهم بخبرات العراقيين المشهودة والمعروفة.