بدء المحادثات الأوكرانية الروسية على حدود بيلاروسيا

قضايا عربية ودولية 2022/03/01
...

 موسكو/كييف: وكالات
 القاهرة: إسراء خليفة
أعلنَ مستشار الرئاسة الأوكراني ميخائيل بودولياك لوكالة "رويترز" في رسالة نصية، أمس الاثنين، أن المحادثات بين أوكرانيا وروسيا بدأت بالفعل، في موقع على الحدود مع بيلاروسيا، وبينما أعلنت وزارة الدفاع الروسية وضع أسلحة الردع النووي في حالة التأهب تنفيذاً لأمر الرئيس فلاديمير بوتين؛ تواصل القوات الروسية توغلها وسيطرتها على الموانئ والمطارات والقواعد العسكرية الأوكرانية.
وكانت أوكرانيا قالت في وقت سابق إن وفداً تابعاً لها وصل إلى الحدود البيلاروسية، بهدف إجراء محادثات مع الجانب الروسي لإنهاء ما وصفته بـ"الغزو" الذي بدأ الخميس الماضي، وقال مكتب الرئيس الأوكراني: إن "الهدف الرئيس للمحادثات مع روسيا هو الوقف الفوري لإطلاق النار وسحب القوات الروسية"، ويضم الوفد الأوكراني وزير الدفاع أوليكسي ريزنيكوف، ومستشار مكتب الرئيس ميخائيل بودولاك، وفقاً لوكالة أنباء "تاس" الروسية.وقبيل ذلك، أكدت بيلاروسيا أنها جاهزة لاستضافة المفاوضات المقررة بين روسيا وأوكرانيا، في اليوم الخامس من الهجوم الذي شنته موسكو، وقالت وزارة الخارجية البيلاروسية على "فيسبوك": "مكان المحادثات بين روسيا وأوكرانيا في بيلاروس جاهز، وننتظر وفدي البلدين"، وأرفقت الوزارة المنشور بصورة لقاعة المفاوضات، تُظهر طاولة طويلة وأعلام الدول الثلاث في الخلفية.
وتأتي تلك التطورات بعدما قال المفاوض الروسي مستشار الكرملين فلاديمير ميدينسكي: إن موسكو تريد التوصل إلى "اتفاق" مع كييف، وأوضح ميدينسكي للتلفزيون الروسي: "كلما طال النزاع لساعة إضافية كلما قضى مواطنون وجنود أوكرانيون. اتفقنا على التوصل إلى اتفاق لكن يجب أن يصب في مصلحة الطرفين".
ووافقت أوكرانيا أمس الأول الأحد على فكرة إجراء مفاوضات مع روسيا، لكنها أشارت إلى أنها "لا تعول كثيراً" على أنها قد تفضي إلى إنهاء ما وصفته بـ"الغزو" الروسي الذي بدأ صباح الخميس.وستتم المفاوضات "من دون شروط مسبقة"، بحسب أوكرانيا التي أكدت أنها "لن تستسلم" في مواجهة موسكو، وتعهد الرئيس البيلاروسي ألكسندر لوكاشنكو، حليف نظيره الروسي فلاديمير بوتين، بأن المقاتلات والمروحيات والصواريخ الروسية في بلاده ستبقى على الأرض خلال وصول الوفد الأوكراني ومغادرته وخلال إجراء المفاوضات، بحسب كييف. في غضون ذلك، أعلن وزير الدفاع الروسي سيرغي شويغو أمس الاثنين أن قوات "الثالوث النووي الروسي" بدأت بالمناوبات بطواقم معززة. وحسبما أفادت وزارة الدفاع للصحفيين، فإن شويغو أبلغ الرئيس الروسي فلاديمير بوتين بأنه تنفيذا لأمره، بدأت مراكز التحكم التابعة لقوات الصواريخ الستراتيجية والأسطولين الشمالي والمحيط الهادئ وقيادة الطيران بعيد المدى، بالمناوبات القتالية بطواقم معززة.
وكان بوتين، أمر أمس الأول الأحد، وزارة الدفاع بوضع قوات الردع الستراتيجي الروسية في حالة تأهب قتالي خاصة. وجاءت أوامر الرئيس الروسي خلال اجتماعه مع وزير الدفاع سيرغي شويغو ورئيس الأركان العامة فاليري غيراسيموف.
وشدد بوتين على أن هذه الخطوة تأتي رداً على مسؤولي الغرب الذين "لم يكتفوا باتخاذ خطوات عدائية اقتصادية وحسب.. بل أدلى مسؤولوهم في حلف الناتو بتصريحات عدوانية ضد روسيا".يذكر أن القوات الروسية تواصل لليوم الخامس عمليتها الخاصة في  أوكرانيا وسط تصعيد غير مسبوق للعقوبات الغربية ضد روسيا.في المقابل، أعرب مفوض الشؤون الخارجية بالاتحاد الأوروبي، جوزيب بوريل، عن قلقه من التعديل الدستوري في بيلاروسيا ومحو المادة 18 عن الحالة غير النووية للبلاد، واعتبر بوريل في اجتماع عقده أمس وزراء دفاع الاتحاد الأوروبي "إمكانية جعل بيلاروسيا قوة نووية عند نشر أسلحة نووية روسية هناك أمرا خطيرا للغاية".
وأضاف، أنه سيقترح على وزراء خارجية الاتحاد الأوروبي "تمويل إمداد الجيش الأوكراني البطل، الذي يقاتل بمقاومة شرسة ضد الغزاة الروس، بالأسلحة الفتاكة، وتوفير الإمدادات غير الفتاكة التي تشتد الحاجة إليها، مثل الوقود"، بحسب تعبيره.وكان بوريل أعلن في وقت سابق عن حزمة عقوبات أوروبية تشمل وضع الرئيس الروسي فلاديمير بوتين ووزير الخارجية سيرغي لافروف ومسؤولين أمنيين على قائمة العقوبات، فضلاً عن إجراءات أخرى تعيق وصول روسيا ورؤوس الأموال الروسية إلى أسواق المال الأوروبية.بدوره، أكد أمين عام حلف الناتو، ينس ستولتنبرغ، أنه تحدث مع الرئيس الأوكراني فلاديمير زيلينسكي، هاتفياً، وأكد له أن الحلف سيزيد من إمدادات صواريخ الدفاع الجوي، ومضادات الدبابات. وقال ستولتنبرغ، في تغريدة، أمس الاثنين: "تحدثت للتو مع الرئيس زيلينسكي، وأثنيت عليه لشجاعة الشعب والقوات المسلحة لأوكرانيا.. حلفاء الناتو يكثفون دعمهم بصواريخ الدفاع الجوي والأسلحة المضادة للدبابات، فضلاً عن المساعدات الإنسانية والمالية". إلى ذلك، أعرب مجلس جامعة الدول العربية على مستوى المندوبين الدائمين عن القلق إزاء تطورات الأحداث الجارية في أوكرانيا وتأييد جميع الجهود الرامية لحل الأزمة من خلال الحوار والدبلوماسية وبما يحفظ أمن وسلامة الشعوب في هذه المنطقة المهمة من العالم.وأكد المجلس، في بيان بختام أعمال  اجتماعه غير العادي أمس الاثنين ، على أهمية احترام مبادئ القانون الدولي وميثاق الأمم المتحدة ودعم المساعي الهادفة إلى تخفيف حدة التوتر والدعوة إلى الشروع في إجراءات التهدئة وضبط النفس وبما يكفل عودة الاستقرار والسماح بعودة الحياة إلى مجراها  الطبيعي.
كما عبر المجلس عن القلق إزاء تدهور الأوضاع الإنسانية والتأكيد على أهمية استمرار التعاون والتنسيق بين الدول العربية للحفاظ على أمن وسلامة الجاليات العربية الموجودة في المنطقة حاليا وتسهيل عبور الراغبين منهم إلى الدول المجاورة والحفاظ على أمن وسلامة أعضاء البعثات الدبلوماسية العربية.وأوصى المجلس بتشكيل مجموعة اتصال عربية على المستوى الوزاري تتولى متابعة وإجراء المشاورات والاتصالات اللازمة مع الأطراف المعنية بهدف المساهمة في إيجاد حل دبلوماسي للأزمة.
وترأس وفد العراق في الاجتماع السفير الدكتور أحمد نايف الدليمي مندوب العراق الدائم لدى جامعة الدول العربية وسفيره في مصر.