تضاعفُ أعداد العاطلين خطرٌ يُهدِّدُ اقتصاد البلاد

اقتصادية 2022/03/02
...

 بغداد: عماد الامارة
أكد أكاديميان حتمية معالجة البطالة ووضع حلول وإجراءات من شأنها امتصاص الأعداد الكبيرة من العمالة المتعلمة والماهرة وغير الماهرة، والعمل على إعادة هيكلة سوق العمل كي تستوعب الزيادة في القوة العاطلة الوطنية، وذلك من خلال تبني برامج مختلفة تُعنى بتدريب العاطلين وإعادة تأهيلهم للعمل، وتشجيع الشباب للعمل في القطاعات الانتاجية والخدمية عبر تنمية المهارات الفنية.
الأكاديمي في كلية الإدارة والاقتصاد جامعة بغداد د. ثائر العاني، أكد أن "معالجة البطالة أمر مهم يجب أن يكون من أولويات الحكومة والجهات المعنية لخطورة تداعياته، وتتطلب ايجاد وتوفير المناخ الملائم والمناسب للاستثمار المحلي والأجنبي بما يزيد من فرص الاستثمار والتشغيل مع التركيز على توجيه الاستثمار الى توفير فرص عمل حقيقة كثيفة العمالة وتخدم عملية الاستخدام والتشغيل والقادرة على استيعاب جزء كبير من القوى العاملة، ومن ثم تخفيض معدلات البطالة في البلد مع زيادة حجم الانفاق الحكومي والذي يشكل عاملا مهما في تحريك جمود الاقتصاد الوطني، فزيادة النفقات الحكومية التي تعمل على زيادة الاستهلاك والاستثمار تعمل أيضا على استيعاب العاطلين عن العمل في مشاريع الدولة او المشاريع الخاصة". 
 
تقدم التمويل
وشدد على "تنفيذ برامج وصناديق اجتماعية تقدم التمويل اللازم للمشاريع الصغيرة وتوفر البنى الأساسية والخدمات في المناطق الفقيرة، إذ تسهم هذه الصناديق في توفير العمل لأعداد كبيرة من العاطلين، فضلا عن مساهمتها في الحد من ظاهرة الهجرة من الريف الى المدينة، ومن الإجراءات والحلول الفاعلة للحد من ظاهرة البطالة هي التسريع من إعادة الإعمار للقطاعات الاقتصادية والبنى التحتية التي دمرتها الحرب على عصابات داعش الإرهابية، والذي من شأنه إيجاد فرص عمل جديدة تسهم بسحب وتشغيل العاطلين عن العمل وخاصة الشباب".
 
سوق العمل
نبه الى "أهمية إعادة تأهيل العاطلين وخاصة الشباب للعمل وذلك من خلال تقديم الخدمات اللازمة لتمكينهم من الحصول على فرص التوظيف في إطار بيئة العمل الجديدة، ومما لا شك فيه أن إكساب قدرات فنية عالية وتقاليد مناسبة واستعدادات مقبولة للانسجام مع فرص العمل المتيسرة لها أهميتها، وهي من اختصاص مؤسسات التدريب والتأهيل المهني التي تتوقف على نشاطاتها الحيوية سوق العمل لاستجابتها الى متطلبات حركة الانتاج .
 
القطاعات الانتاجيَّة
وفي سياق متصل بين الأكاديمي في كلية الإدارة والاقتصاد جامعة القادسية د.عبد الكريم العيساوي، أن "سبل معالجة البطالة وخاصة بطالة الخريجيين من الشباب تكون من خلال تشجيع الشباب للعمل في القطاعات الانتاجية والخدمية عبر تنمية المهارات الفنية، كذلك نشر الصناعات الكثيفة في أماكن مخصصة لها في المناطق السكانية الكثيفة العدد لتثبيت الأيدي العاملة في مناطقها الأصلية، فالواقع الآن يشهد هجرة للمدن في بعض النشاطات
الاقتصادية".
 
الارتباطات الأماميَّة
وشدد على "الاهتمام بالمناطق السياحية والأثرية، فهناك العديد من هذه المناطق منتشرة في أنحاء البلد، وهذا الاهتمام سوف يسهم في ايجاد فرص عمل للشباب على الأجل الطويل، فالقطاع السياحي له العديد من الارتباطات الأمامية والخلفية مع القطاعات الاقتصادية الأخرى، المطارات الدولية، والفنادق والمطاعم".
وبينَ العيساوي أنَّ "دعم المشاريع الانتاجية في الريف من خلال منح القروض للعاملين في الانتاج الحيواني وخصوصا المرأة في الريف، أمر غاية في الأهمية، ويكون ذلك من خلال شراء المنتجات وتصنيعها وتوفير التدريب والتأهيل للعاملين في المعاهد والجامعات ومنحهم شهادات تدريبية في مجال الصناعات الغذائية" .