وليد خالد الزيدي
لايمكن أن ترتقي الامم بحضارتها، من دون تحفيز الفكر واستنهاض العقل والبحث عن وسائل الازدهار، ولا يمكن للانسان أن ينمي مستوى حياته من دون استثمار كل العوامل المتاحة أمامه، وإذا ما أردنا ذلك أن يحدث في بلدنا العزيز، فإن هذا غير ممكن الحدوث من دون جهد، يشترك فيه كل المعنيين في اي قطاع حيوي يستلزم النهوض به، وما ذهب اليه فلاحو العراق في بادية المثنى إلـى تشغيل المضخات المائية على الآبار بالاعتماد على الألواح الشمسية، انما هو مبعث امل ومصدر تفاؤل في ان العراق لا يخلو من رجال منتجين ومبدعين وباحثين، عما يمكن ان يحدث في حياتهم نهضة واعدة ولتقليل متاعب العمل والانتاج والنقص الحاصل في عملية توفير الطاقة في بلدنا الذي يعاني من أزمات متشابكة.
تلك المسألة غاية في الاهمية، لذا لا بدَّ من الإشارة اليها وتسليط الضوء عليها، لكي تكون تجربة ناجعة يمكن أن تأخذ مداها في التوسع وشمول مساحات اكثر مما بدأت به، لذا نرى من وجهة نظرنا أن تلك التجربة لا مناص من تعزيزها وتعضيدها من قبل كل الجهات المعنية بها، لأنها تحقق اكثر من وجهة ايجابية، منها ضمان سد نقص كهرباء الخطوط الوطنية للطاقة البعيدة عن تلك المناطق النائية، وتجنب الانقطاعات المستمرة فيها بسب الأعطال التي يمكن أن تحدث في تشغيل مضخات السقي، فضلا عن اسـتمرار ومواصلة إرواء الأراضي الزراعية من هذا المصدر من خطوط توليد كهرباء الطاقة الشمسية، وتقليل معاناة فلاحي بادية المثنى بتوفيرها من مناطق بعيدة عن أراضيهم، التي تكلفهم الشيء الكثير.
وما يجب الإشارة اليه في تلك المسألة ايضا هو الاستثمار الامثل من قبل هؤلاء الفلاحين للأجواء، التي تمتاز بها البادية غرب العراق، وملاءمتها لتفعيل عمل ألواح الطاقة الشمسية في أوقـات النهار، لكونها تؤمن كميات كبيرة من المياه المستخدمة في إرواء مساحات واسعة من الأراضي الزراعية، وبسبب استخدام الطاقة النظيفة كطاقة بديلة تحدُّ بشكل كبير من آثار الانبعاثات الملوثة للبيئة، وهو تحول ملحوظ يتطابق مـع الاتفاقيات الدولية الخاصة بالحد من تلك الانبعاثات.
وهنا لا بدَّ من تعزيز تلك التجربة بمتطلبات ديموتها من قبل الجهات الحكومية ومصادر القطاع الخاص بتوفير المزيد من الواح الطاقة، المستمدة من الشمس، لتشغيل اكثر عدد من مضخات المياه المستخرجة من الآبار الارتوازية، لكي يستطيع فلاحو تلك المناطق وغيرها من سقي أراضيهم، فإننا نرى الجانب الإيجابي من اعتمادها وتفعلها بشكل مثالي لمساحات واسعة من الأراضي وبكلف قليلة، وتلك خطوة رائدة لتطور الزراعة في
البلاد.
وأخيرا لا بدَّ من توسيع تلك التجربة لأنها تجسد الاستثمار السليم لبيئة بادية العراق والمياه الجوفية فيها التي يصعب استخراجها بطرق بدائية، وتجنب تأثيرات شح المياه وقلة مصادرها.