الشرق الأوسط وتداعيات حرب أوكرانيا

قضايا عربية ودولية 2022/03/03
...

علي حسن الفواز
الشرق الأوسط سيكون بؤرة توتر ساخنة وصاخبة، وربما ستكون هي المنطقة الأكثر احتداماً، بحكم تعدد استقطاباتها وولاءاتها وأجنداتها، وطبيعة خزينها السياسي والايديولوجي المضطرب
ما بعدَ الحرب قد يكون هو الأصعب، والأسوأ، لأن تبعاتها ونتائجها ستكون سبباً في نقل النزاع، وتوسيعه، وتحويل الجغرافيا السياسية إلى مناطق حرب متجاورة، أو مناطق أزمات تشتبك فيها العسكرتاريا مع الاقتصادي والاجتماعي والإنساني.
الشرق الأوسط سيكون بؤرة توتر ساخنة وصاخبة، وربما ستكون هي المنطقة الأكثر احتداماً، بحكم تعدد استقطاباتها وولاءاتها وأجنداتها، وطبيعة خزينها السياسي والايديولوجي المضطرب، وما يرتبط به من استعداد التحشيد، وتبني سياسة المعسكرات الخلفية الداعمة لهذه الجهة أو تلك.
الحرب الأوكرانية الروسية هي حرب تحالفات، وأن توصيفها الجيوسياسي سيجعل من منطقة الشرق الأوسط، أمام "زمن ساخن" يهدد بإشعال حرائقها، والدخول في صراع مفتوح يتجاوز الاقتصاد والنفط والغاز إلى حرب هيمنة، ستكون إسرائيل طرفاً بها، أو جزءاً من مطبخها العسكري والأمني، تماهياً مع ما يجري في أوروبا، والخاص بترسيم حدود خارطة أمنية جديدة، وسياسات تسليح، أو سياسات حياد، أو بؤر نووية جديدة، وهي قضايا إشكالية ستجعل من الحرب الأوكرانية الروسية عتبة للدخول في حروب مفتوحة، أو في إطار سياسات قطبية جديدة تستعيد فيها القوى الكبرى منطق الحرب الباردة، أو حرب الادلجات الناعمة.
من أخطر التداعيات التي قد يتأثر بها الشرق الأوسط هي أزمات تتعلق بإمكانية بروز أزمة لاجئين جديدة، فضلاً عن أزمة الأمن الغذائي، لاسيما الدول التي تعتمد على استيراد القمح من روسيا وأوكرانيا، وكذلك أزمة الطاقة وتصديرها، وارتفاع أسعارها، وهو ما يعني انعكاس ذلك على الفقراء، وعلى السياسات الاقتصادية في دول تعاني من أزمة توفير تلك الطاقة، وكذلك تضخم ظاهرة العسكرة، وزيادة استيراد الأسلحة، والدخول المباشر في لعبة الأجندات والتحالفات، لاسيما وأن دول المنطقة تعاني من تعقيدات بنيوية، ومن صراعات داخلية وإقليمية، وقابلة للتفجّر في أيّ لحظة قد يتم توظيفها في سياق تمدد الحرب الروسية مع أوكرانيا والغرب 
وأميركا.