لافروف: الحرب العالمية الثالثة ستكون نووية مدمرة

قضايا عربية ودولية 2022/03/03
...

 طهران: الصباح
 عواصم: وكالات
 
حذّرَ وزير الخارجية الروسي، سيرغي لافروف، من أن الحرب العالمية الثالثة ستكون "نووية مدمرة"، وشدّد في تصريحات لقناة "الجزيرة" القطرية أمس الأربعاء، على أن "روسيا لن تسمح بامتلاك أوكرانيا سلاحاً نووياً"، وأضاف أن "الغرب رفض التعامل مع مطالبنا بصياغة هندسة جديدة للأمن الأوروبي".
وأوضحَ وزير الخارجية الروسي محذراً، "الحرب العالمية الثالثة ستكون نووية مدمرة، والرئيس الأميركي جو بايدن ذو خبرة، وقال إنه لا يوجد بديل عن العقوبات سوى الحرب العالمية".
من جانبه، حض الرئيس الأوكراني فلاديمير زيلينسكي، اليهود في كل أنحاء العالم على "رفع الصوت وعدم التزام الصمت" بعد توجيه القوات الروسية ضربة استهدفت برج التلفزيون في العاصمة الأوكرانية كييف.
وقال زيلينسكي: "أنا أخاطب الآن جميع يهود العالم، ألا ترون ما يحدث؟ لهذا السبب من المهم جداً ألا يلزم ملايين اليهود حول العالم الصمت الآن".
في المقابل، صرحَ الناطق باسم الكرملين دميتري بيسكوف أن الوفد الروسي وصل إلى موقع الجولة الجديدة من المفاوضات مع أوكرانيا في وقت متأخر عصر أمس الأربعاء وسيكون جاهزاً للقاء وفد كييف.
ميدانياً، أعلنت وزارة الدفاع الروسية أن قواتها أصابت 67 هدفاً بضربة جوية مكثفة ضد البنية التحتية العسكرية الأوكرانية، مضيفة أن إجمالي المنشآت العسكرية الأوكرانية المدمرة بلغ 1502 منذ بدء العملية.
بدورها، قالت مفوضية الأمم المتحدة السامية لشؤون اللاجئين وفق إحصاء أعدته أمس أن عدد اللاجئين الفارين من أوكرانيا إلى البلدان المجاورة ارتفع مجدداً ووصل إلى 836 ألف شخص حتى الأول من آذار.
من جانب آخر، يدور في إيران جدل واسع بشأن الموقف من الأزمة الأوكرانية وآلية التعاطي مع الأزمة علی خلفية العلاقات المتميزة التي تربط إيران بروسيا إضافة إلی انعكاسات هذه الأزمة علی الملفات الإيرانية وتحديداً في ما يتعلق بالمفاوضات النووية الجارية في فيينا والتي وصلت إلی نقطة حرجة وحساسة.
وكانت طهران قد أعربت عن اعتقادها أن الأزمة الأوكرانية لن تؤثر في المفاوضات النووية التي تخوضها إيران أمام الدول الغربية؛ لكن تطور هذه الأزمة ربما يلقي بظلاله علی مسار المفاوضات وعلی بقية الملفات الإيرانية المتعلقة بتحالفها مع روسيا والصين، حيث تتحدث المعلومات عن تعثر المفاوضات خلال اليومين الماضيين الأمر الذي دعا وكالة أنباء الجمهورية الإسلامية "ارنا" الرسمية إلی اعتبار أن احتمال التوصل لاتفاق في فيينا من عدمه متساويان؛ وهو ما فسرته بعض الأوساط باحتمال تأثره بالأزمة الأوكرانية التي تتصاعد يوماً بعد آخر.
وقد وضعَ المرشد الإيراني الأعلی آية الله علي خامنئي إطاراً للتعاطي مع الأزمة الأوكرانية خلال خطابه أمس الأربعاء بمناسبة ذكری المبعث النبوي الشريف حيث أعلن رفض إيران الحرب ودعا إلی وقفها لكنه ألقی باللائمة علی الدول الغربية والولايات المتحدة تحديداً بأحداث هذه الأزمة.
وزارة الخارجية الإيرانية لم تأخذ موقفاً واضحاً من هذه الأزمة، ففي الوقت الذي رفض فيه وزير الخارجية أمير عبد اللهيان الحرب كوسيلة لفض النزاعات؛ إلا أنه أدان مواقف الدول الغربية التي أشعلت الأزمة. 
ولم يسجل علی الموقف الإيراني أي إدانة لروسيا ورئيسها فلاديمير بوتين باستخدامه الحرب كوسيلة لحل النزاع؛ لكن إيران في الوقت ذاته لم تعترف بانفصال المحافظتين دونيتسك ولوهانسك عن أوكرانيا.
هذه الصورة جعلت الموقف الإيراني مصاباً بنوع من الضبابية حيال الأزمة الأوكرانية، ففي الوقت الذي لا تريد فيه أن تنسجم مع الرغبة الغربية في تمدد حلف الناتو لأنه سيكون مستقبلاً علی حدودها الشمالية الشرقية في آسيا الوسطی وهذا ما يسبب لها خطراً أمنياً وعسكرياً محتملاً؛ لكنها في الوقت ذاته لا تريد أن تخسر حليفها الروسي أمام علاقاتها غير الطبيعية مع الدول الغربية.
وقد انعكس هذا الموقف علی أوساط سياسية إيرانية متعددة سواء في الجناح الأصولي المتشدد أو الإصلاحي المعتدل . 
وقد رسم المساعد السياسي لقائد الحرس الثوري الإيراني يد الله جواني، صورة عن الجو السائد في الداخل الإيراني وما تقتضيه المصالح الايرانية في التعاطي مع الأزمة الأوكرانية؛ مشيراً إلی أن "الحرب ضارة وتعرقل العمل السياسي، إلا أن تاريخ البشرية مرتبط بحروب مختلفة وطبائع مختلفة. وفي عالم اليوم، برأيه، تبدو الحرب ظاهرة حتمية". 
واعتبر جواني النظر إلى حرب أوكرانيا على أنها تخص كييف وموسكو فقط "خطأً ستراتيجياً" ، "لأنّ الطبيعة الرئيسية لهذه الحرب ترجع للتنافس الحاد والصراع الذي دام سنوات عديدة بين روسيا وحلف شمال الأطلسي برعایه الولايات المتحدة؛ حيث أصبحت أوكرانيا في الوقت الحاضر، الأرض الرئيسية لهذه الحرب" . 
وشدد علی الثوابت الإيرانية في عدم الانحياز للمعسكرين الشرقي والغربي، لكنه ندد بالدور الأميركي الذي يريد الهيمنة علی العالم في مقابل دول آسيا ومنها الصين وروسيا التي تشكل عقبة أمام الهيمنة الأميركية على العالم.