بغداد: حسين ثغب
أكد عدد من المختصين بالشأن الزراعي ضرورة استثمار الوقت والعمل الحالي في رفع الطاقات الإنتاجية للوحدة الزراعية للأراضي المستثمرة من قبل المزارعين في زراعة الحبوب الستراتيجية (الحنطة)، إذ يعد رفع الطاقات الإنتاجية أهم خطوة لتحقيق الأمن الغذائي، لا سيما أن دعوات المختصين بالشأن الزراعي تتزامن مع توقعات عالمية بارتفاع أسعار الغذاء في الأسواق العالمية التي تأتي نتيجة نقص محصول الحنطة جراء الحرب الروسية – الأوكرانية، والتي باتت تلقي بظلالها على الاقتصاد العالمي.
عضو منتدى بغداد الاقتصادي هادي هنداس قال إن «واقع الحبوب الستراتيجية في البلاد يحتاج المزيد من الاهتمام الجاد، وذلك لتقليل تأثيرات متغيرات الأسعار العالمية التي يشهدها سوق الحبوب، جراء الحرب الروسية الأوكرانية، لا سيما أن الثانية تنتج أكثر من 10 ٪ من محصول الحنطة العالمية، والاثنين مجمعان ينتجان قرابة 25 % من الانتاج العالمي».
تخزين الحبوب
وأشار إلى أن «الخطوة المقبلة تتطلب العمل على تشكيل لجان متخصصة تتابع واقع تخزين الحبوب في صومعات البلاد (السايلوات)، وإجراءات الخزن، وهل تتعرض إلى التلف جراء الحشرات او الرطوبة وسواها من الأسباب التي تتلف الحبوب»، لافتا الى أن «العراق بأمس الحاجة إلى ضبط الكميات المتوفرة في السايلوات وإحصائها بدقة لمعرفة فترة تأمين مادة الطحين المهمة للمجتمع».
لفت هنداس إلى أن «الأمن الغذائي يمثل ضرورة حتمية، وهنا علينا أن نتجه إلى تأمين الحبوب التي تضمن إيصال مفردات البطاقة التموينية إلى المواطن بشكل منتظم، وبذلك يمكن أن تتجنب البلاد تبعات ارتفاع الأسعار في الأسواق العالمية، وتداعيات الحرب الروسية الأوكرانية على واقع الأسواق العالمية».
آليَّات التسويق
رئيس إحدى الجمعيات الفلاحية حابس بدع قال: إن «الموسم الزراعي الشتوي مر عليه أكثر من نصف فترته، وهنا لا يمكن التوسع بالمساحة او الخطة الزراعية المحددة من الجهات المعنية»، لافتا الى أن «المرحلة الحالية تتطلب العمل على كيفية أن ننهض بانتاج الوحدة الزراعية المستثمرة، لا سيما أن كثيرا من المزارعين لا يولون مساحاتهم الاهتمام المطلوب بسبب عدم تسلم المستحقات لبعض المواسم السابقة وآليّات التسويق المعقدة في أغلب مراحلها».
حصص مائيَّة
وأكد ضرورة أن «نتجه نحو خطوات ميدانية تساعد على رفع إنتاج الوحدة الزراعية ومضاعفتها، إذ يمكن تحقيق هذا الهدف من خلال تبني عدة خطوات، في مقدمتها تأمين حصص مائية اضافية لجميع المساحات المستثمرة بزراعة محصول الحنطة، لا سيما أن هذا الوقت تحتاج فيه النباتات إلى الماء الذي تذهب فوائده إلى البذور مباشرة ويسهم ذلك في رفع نسب الانتاج، وهذا لا بد أن يكون في حسابات جميع الجهات المعنية التي تقع عليها مسؤولية تأمين الحبوب لابناء الشعب العراقي، كما لا بد أن يتم توفير المزيد من الاسمدة الكيماوية إلى المزارعين بأسعار مدفوعة، خصوصا أن هذه الأسمدة تعمل على مضاعفة كميات الإنتاج في الحقول الزراعية».
ونبه إلى أنه «من خلال هذه الحلول التي طرحت سوف نتمكن من رفع الطاقات الإنتاجية للوحدة الزراعية، ونحقق الاكتفاء الذاتي للبلاد وتكون بمأمن من تأثيرات ارتفاع الأسعار العالمية، وعلينا أن نوحد الجهد بين المؤسسات العامة والمزارعين في الميدان لتكون النتائج في خدمة
البلاد».
المساحات المستثمرة
حسين علي فياض مزارع بيَّن أن «المساحات المستثمرة في زراعة محصول الحنطة كبيرة في مختلف مناطق البلاد، وأمامنا الفرصة يرفع الإنتاج من خلال ترصين التعاون بين المزارع ودوائر وزارة الزراعة المنتشرة في جميع مناطق البلاد»، لافتا الى أن «المزارع يحتاج في هذا الوقت إلى كميات اضافية من المياه، خصوصاً وان بعض دوائر الري في البلاد تشرع في هذا الوقت بصيانة الأنهر الاروائية، وهذا الأمر يحتاج إلى مراجعة، لوجود حاجة ماسة إلى المياة داخل الحقول الزراعية».
انسيابيَّة التسويق
وأكد فياض أن «المزراع العراقي قادر على رفع الإنتاج بما يمتلكه من وسائل عمل تقليدية، واليوم نحن أمام مرحلة تتطلب أن نوحد الجهود من أجل رفع الإنتاج الوطني من الحبوب، وأن تستعد وزارتا الزراعة والتجارة لتسهيل انسيابية تسويق المحاصيل والابتعاد عن التعقيد الذي كان يلازم المواسم السابقة، ويبعد المزارع عن تسويق محصوله في كثير من
الأحيان».
وأوضح أن «الكثير من المزارعين يعملون على تكثيف تواصله مع دوائر الري من أجل الحصول على كميات مياه ري إضافية وتأجيل جميع عمليات الصيانة للأنهر، إذ بات يدرك المزارع حاجة البلاد من الحبوب الستراتيجية المهمة لتأمين الغذاء لأبناء الشعب العراقي».