طهران: محمد صالح صدقيان
ألقت الأزمة الأوكرانية بظلالها علی المفاوضات النووية التي تخوضها إيران مع المجموعة الغربية بعد تصريحات أدلی بها وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف بشأن التعاون الاقتصادي بين موسكو وطهران بعد التوصل لاتفاق في حين عاد كبير المفاوضيين الإيرانيين عباس باقري لطهران للتشاور مع حكومته بشأن آخر تطورات المفاوضات النووية؛ في الوقت الذي اطلقت فيه إيران مسباراً يحمل قمراً صناعياً للفضاء يحمل طابعاً عسكرياً.
وقال عباس مقتدائي نائب رئيس لجنة الشؤون الخارجية والأمن الوطني في البرلمان الإيراني: إن دول المجموعة الغربية تتخذ مواقفها استناداً للتطورات التي تمر بها مشيراً في ذلك لتصريحات الوزير الروسي الذي ربط الاتفاق النووي بالتعاون الروسي الإيراني علی خلفية الحظر المفروض علی موسكو بسبب الأزمة الأُوكرانية .
ونفی أن تكون موسكو تقف وراء عدم التوصل لاتفاق حتى الآن معرباً عن اعتقاده بأن الدول الآخری مثل روسيا لايمكن لها أن تفرض شروطاً علی الشعب الإيراني ؛ مشيراً إلی أن تطورات المفاوضات لاتسير باتجاه تحقيق كامل الشروط الإيرانية إلا أنها سوف تصل لنتيجة في القريب العاجل .
وقال وزير الخارجية الإيراني حسين أمير عبداللهيان لنظيره الروسي سرغي لافروف في اتصال هاتفي الاثنين: إن التعاون بين الجمهورية الإسلامية الإيرانية وأي دولة أخرى بما فيها روسيا، يجب أن لا يتأثر بأجواء الحظر.
وأعرب الوزيران عن ارتياحهما لنتائج زيارة مدير الوكالة الدولية للطاقة الذرية رفائيل غروسي الأخيرة لطهران ودور الوكالة المذكورة "بدأ بالمضي بالاتجاه الصحيح وعليه فقد أبرمت اتفاقاً جيداً مع إيران".
ودعا عبد اللهيان إلی رفع الحظر بنحو مؤثر في سياق الحصول على اتفاق نهائي خلال المفاوضات، وبذلك تستطيع الجمهورية الإسلامية الإيرانية أن توسع العلاقات مع سائر البلدان ومنها الدول الشريكة.
واعلن منسق المفاوضات الاوروبي انريكي مورا أن المفاوضات انتهت في فيينا وهي بحاجة إلی قرارات سياسية في الوقت الذي عاد فيه أمس الثلاثاء كبير المفاوضين الإيرانيين لطهران للتشاور .
مصدر إيراني مطلع قال إن الاتفاق أصبح جاهزاً وهو بحاجة إلی قرارات سياسية من أجل الإسراع بالتوقيع عليه مشيراً إلی أن الدخان الأبيض من فندق كوبروك بحاجة إلی مثل هذه القرارات بسبب ارتباط بعض القضايا الجوهرية في الاتفاق بالمصالح الخاصة بالشعب الإيراني .
وقال :إن استعجال الجانب الغربي لايمكن له أن يكون سبب في تجاوز الجانب الإيراني لمصالحه والتي تتجسد بالضمانات الاقتصادية وأن المفاوض الإيراني ما زال يصر علی قضية الضمانات التي هي من خطوط إيران الحمراء .
وفي هذه الأثناء أعلنت إيران أمس الثلاثاء أنها أطلقت مسبار "قاصد" الذي حمل القمر الصناعي "نور 2 " حيث نجح في وضع القمر في مدار 500 حول الأرض . ويعد القمر الثاني من نوعةه المختص بالاستطلاع والرصد التابع للقوات المسلحة الإيرانية حيث قام الحرس الثوري الإيراني بإطلاق القمر "نور 1" بداية العام 2020 الذي ما زال يعمل بنجاح في الفضاء الخارجي .
وقال قائد الحرس الثوري الإيراني حسين سلامي: إن إيران تعتبر الدولة الاسلامية الأولی التي ترسل قمراً عسكرياً للفضاء عاداً اطلاق القمر في ظروف المقاطعة والحصار انجازاً مهماً للشعب الإيراني وللحرس الثوري الإيراني .