يوسف أبو الفوز في القاهرة .. مناقشة وتوقيع رواية جديدة

ثقافة 2022/03/13
...

 بغداد: الصباح
 
على قاعة المركز الدولي للكتاب، وسط العاصمة المصرية، القاهرة، استضافت الهيئة المصرية العامة للكتاب، الكاتب يوسف أبو الفوز، لمناقشة وتوقيع روايته (جريمة لم تكتبها اجاثا كريستي)، الصادرة عنها حديثاً. ناقش الرواية كل من الناقد الدكتور رضا عطية، الشاعر والكاتب أسامة جاد والكاتب والفنان أحمد الجنايني.  أجمع المتحدثون على الإشادة بالرواية بكونها رصدت بشكل فاعل واقع وهموم الشباب العراقي والعربي من خلال موضوع الهجرة واللجوء. وأشار الناقد د. رضا عطية في حديثه إلى سعادته في المساهمة في النقاش اذ سبق له وشارك في قراءة ونقاش عددا من الأعمال الادبية العراقية، خصوصا ما يتعلق بما سماه (الإبداع العراقي المتعلق بالمكان الآخر، سواء كان المنفى أو المهجر) وبين أن رواية أبو الفوز إذ تتناول موضوع المكان الآخر، فهي تستدعي المكان الأول، أي الوطن والمنشأ ببراعة وتتحدث عنه، وأشاد بأسلوبية الرواية في إشراك القارئ في أحداثها، من خلال إثارة الأسئلة التي يطرحها الراوي العليم، أو في ترك الكاتب بعض الجمل مبتورة عن عمد من دون إكمالها، وقرأ مقاطع من الرواية للاستدلال على حديثه.
الكاتب والفنان أحمد الجنايني بعد مقدمة أشاد بها بمكانة الأدب العراقي، بيّن أن عنوان الرواية الملفت، خلق عنده في البدء تخوفاً من أن تكون مجرد رواية بوليسية عادية، تحكي عن جريمة باستدعاء مفتش شرطة على غرار قصص اجاثا كريستي، لكنه مع البدء بالقراءة واجهه عمل أدبي مشغول بحرفية، وبهموم وأوجاع الوطن، وأن مفتش الشرطة لم يكن سوى جسرا للعبور والمرور بأحداث يعيشها الوطن العربي والشباب العربي ويأخذنا معه الى ما لا نتوقع كل مرة. بينما أشار الشاعر والكاتب أسامة جاد الى كون الرواية، نجحت في تسليط الضوء على معاناة قطاع من الشباب، ليكونوا قضية عامة يواجهها الشباب العربي، الباحث عن حياة أفضل، فجاءت الرواية كسيرة للمنفى. وبيّن أن الرواية اعتمدت في السرد أساليب متعددة، وفي بعض فصولها اعتمدت الإيقاع الشعري، الذي يستمد أسلوبيته من القصيدة، وذلك بانتهاء الجملة بكلمة، وسرعان ما تبدأ الفقرة اللاحقة بذات الكلمة، وهكذا في حركة دائرية، تذكر بالشعر، كما أشاد بكون الرواية طرقت باب التابوات المعروفة في المجتمع العربي، خلال تناولها سلسلة من الجرائم التي أشارت لها، كجرائم الشرف، وتحركت الأحداث والشخصيات في الرواية بإحكام مثل لعبة شطرنج. في حديثه، شكر الكاتب يوسف أبو الفوز، الجميع، المنظمين والحضور والمناقشين، على الحفاوة والنقاش، وبيّن أنه في عمله هذا، وأعمال روائية سابقة، مكتوبة خارج وطنه العراق، حرص على عكس الهم العراقي دائما، فهو وإن كان في روايته الحالية يتناول حياة العراقيين في فنلندا، فهو اجتهد لتغطي روايته واقع حياة الشباب العراقي الذي يواجهون جريمة سرقة وطنهم ومن ثم فقدان كرامتهم، وأملهم في حياة طبيعية، نتيجة لواقع سياسي واجتماعي جاء نتيجة لحكومات المحاصصة الطائفية والاثنية، مما دفع بالشباب العراقي للاضطرار للهجرة كنوع من الاحتجاج على تدهور الأوضاع وغياب الأمل بحياة طبيعية. وبعد إجابة أبو الفوز على العديد من الأسئلة من قبل الحاضرين تم توقيع نسخ من الرواية.