مصادر ترجح عزوف ميقاتي عن المشاركة في الانتخابات اللبنانية

قضايا عربية ودولية 2022/03/13
...

 بيروت: جبار عودة الخطاط 
 
قبل ثلاثة أيام فقط من غلق باب الترشيحات للانتخابات النيابية اللبنانية التي من المزمع إقامتها يوم 15 آيار القادم، ما زال الساسة (السنة) يعيشون حالة إرباك وعدم استقرار في الموقف، بعد القرار الصادم من قبل زعيم المستقبل بمقاطعة الحياة السياسية. رئيس الحكومة نجيب ميقاتي الذي أبقى طيلة الفترة الماضية الباب موارباً أمام مسألة ترشحه، يبدو أنه على الأغلب وصل إلى شبه قناعة مفادها عدم الترشح شخصياً تماهياً مع موقف الحريري الذي يراقب الوضع من بعيد، إذ يعتكف في أبو ظبي. 
مع هذا أفادت مصادر قريبة من ميقاتي أمس السبت بأنه لم يحسم قراره بشكل قاطع وإن كان يرجح العزوف، لأنه برأيه الأنسب، وربما يعمد إلى دعم مرشحين آخرين مقربين منه، وستتضح الصورة أكثر قبل يوم الثلاثاء، في وقت يمضي فيه رئيس الحكومة الأسبق فؤاد السنيورة قدماً في مسألة ترشحه، وثمة من يتحدث عن دعم ضمني من الرياض حصل عليه من لدن مسؤول سعودي التقاه السنيورة في عاصمة غربية، بينما يعمل النائبان السابقان مصطفى علوش وأحمد فتفت على بلورة مشروع اللوائح الانتخابية في الشمال، خلافاً لرغبة الرئيس المعتزل الحريري، وشهدت مواقع التواصل الاجتماعي نقمة شعبية من جمهور تيار المستقبل على كل من السنيورة وعلوش وفتفت متهمة إياهم بالتمرد وطعن زعيم التيار الذي طالبهم بعدم المشاركة،  إلى ذلك من المنتظر أن يعقد  رئيس مجلس النواب نبيه بري مؤتمراً صحافياً في مقر مجلس النواب في عين التينة ببيروت الساعة الثالثة من ظهيرة يوم غد الاثنين للحديث عن الانتخابات المرتقبة، إذ سيشدد بري على حصول الانتخابات في الموعد المقرر يوم 15 آيار، تعليقاً على اللغط والتكهنات التي تشير إلى احتمالية تأجيلها، وسيعلن بري لائحة مرشحي حركة أمل في مختلف الدوائر الانتخابية في لبنان، في هذه الأثناء تشير معلومات دبلوماسية في بيروت إلى أن الكويت أكدت دعمها لإجراء الانتخابات في موعدها، وهي تعمل وفقاً لوزير الخارجية اللبناني عبد الله بو حبيب على إعادة تجسير الصلة بين بيروت وبعض دول الخليج، وذكر بو حبيب في حديث صحفي أمس السبت: " اجتمعت مع مسؤولي وزارات خارجية قطر والكويت والبحرين والإمارات أمس الأول الخميس، وبالتالي السؤال هو: هل عادت العلاقات إلى ما كانت عليه في السابق؟.. نقول لا، ولكن لا يوجد انهيار فيها"، مضيفاً: "هناك نوع من التحسن لأن الكويت تقوم بمبادرة مشكورة من أجل تحسين علاقة لبنان مع بعض دول الخليج، وليس كل دول الخليج". 
وشدد على أن "التفاؤل دائما موجود ولبنان علاقاته مع دول الخليج كانت أخوية، وكان أهل الخليج يعتبرون لبنان بلدهم الثاني، وأتمنى أن نعود إلى هذه العلاقة الطيبة". هذا وما زالت الأوساط السياسية في لبنان تراهن على عودة الدعم الخليجي للبنان، في وقت تشهد فيه البلاد أزمات كارثية على مختلف الصعد. في غضون ذلك أشار رئيس تجمع أصحاب المولدات الخاصة، عبدو سعادة، إلى أنه "إذا لم تُتّخذ أي حلول في موضوع المازوت مثل تسعيره بالليرة اللبنانية وفق منصّة سعر "صيرفة" أو ربّما دعم سعر المازوت، فسنشهد بعد 15 آذار انطفاءً للمولّدات في أغلبيّة المناطق"، وأضاف أن "الفاتورة سترتفع بنسبة 30 % إلى
40 %.. ولسنا من يحدد سعر صفيحة المازوت"، مشدداً على أن "على الدولة أن تعود إلى دعم المازوت، مما يسمح لنا بخفض ساعات التقنين، وبذلك تنخفض الفواتير"، بينما حذّر عميد المجلس العام الماروني الوزير السابق وديع الخازن، في بيان له، من تداعيات الحرب الدائرة في أوكرانيا على لبنان الذي يعاني 
مشكلات جسيمة. 
وأضاف الخازن: "يفتقر عالمنا يوماً بعد يوم إلى الإنسانية، ويفتقد للرحمة والتضامن والسلام والأمل، ما يُحتّم إعادة النظر في منظومة الأسرة الدولية، وفي نظام الأمم المتحدة ومجلس الأمن، وتعزيز قدراتهم لناحية الردع والفاعلية والحماية، فضلاً عن قطع دابر الحروب والأوبئة والأخطار". وقال الخازن: " إن المواطن اللبناني بات مُهدّداً في أمنه ومعيشته وصحته وعمله وقوته اليومي"، محذراً من تداعيات الحرب الأوكرانية على سلامة غذائه، وحث الحكومة على "الإسراع في اتخاذ التدابير الكفيلة بلجم فوضى ارتفاع الأسعار"، وخاطب المسؤولين بقوله: اتقوا الله في استشعار حدّة هذه الأزمات على اللبنانيين، والكفّ عن التمادي في لعبة التجاذب، فلبنان ينتحب تحت أنين الحاجة، ونحن نتلهى بالقشور.