مصرع 35 شخصاً إثر قصف روسي لمعسكر قرب الحدود البولندية

قضايا عربية ودولية 2022/03/14
...

 كييف : وكالات
قتل 35 شخصاً في قصف لقاعدة عسكرية،أمس الأحد، غرب أوكرانيا التي ظلت بمنأى نسبي عن الضربات الروسية، بينما سقط تسعة قتلى آخرين جراء عمليات قصف في ميكولاييف جنوب البلاد وفق ما أفادت به السلطات المحلية. وتقع القاعدة العسكرية في يافوريف على بعد أربعين كيلومترا شمال غرب لفيف حيث توافد كثير من النازحين، ونحو عشرين كيلومترا عن الحدود مع بولندا العضو في حلف شمال الأطلسي. وكانت القاعدة في السنوات الأخيرة ميدان تدريب للقوات الأوكرانية تحت إشراف مدربين أجانب، لا سيما أميركيين وكنديين.
وقال وزير الدفاع الأوكراني أوليكسي ريزنيكوف: إن "روسيا هاجمت المركز الدولي لحفظ السلام والأمن. ويعمل مدربون أجانب هناك"، من دون أن يحدد ما إذا كانوا حاضرين وقت الضربات.
وتابع ريزنيكوف: "هذا هجوم إرهابي جديد ضد السلام والأمن قرب حدود الاتحاد الأوروبي وحلف شمال الأطلسي. يجب أن نتحرك لوقف هذا. أغلقوا الأجواء!"، مكررا دعوة كييف لإنشاء منطقة حظر طيران، وهو طلب رفضه حلف شمال الأطلسي خشية توسع نطاق النزاع.
في غضون ذلك، تواصل القوات الروسيّة قصف الجنوب الأوكراني حيث سقط تسعة قتلى في ميكولاييف. وأعلن حاكم مدينة ميكولاييف في جنوب أوكرانيا سقوط تسعى قتلى أمس الأحد في عمليات قصف استهدفت المنطقة.
وكتب فيتالي كيم على حسابه في تطبيق تلغرام: "قتل تسعة أشخاص في قصف لهؤلاء الأوغاد"، من دون أن يكشف على الفور عن مزيد من التفاصيل.
من جانبها، قالت نائبة رئيس الوزراء الأوكراني إيرينا فيريشتشوك إن قافلة المساعدات ظلت عالقة أكثر من خمس ساعات عند نقطة تفتيش روسية أمسالأول السبت، متجهة إلى ماريوبول آتية من زابوريجيا عبر برديانسك.
ويُعد ذلك حيويا بالنسبة إلى ماريوبول، فهذه المدينة الساحلية الستراتيجية الواقعة في جنوب شرق البلاد بين شبه جزيرة القرم ودونباس، غارقة في وضع حرج "ميؤوس منه تقريبا" بحسب منظمة أطباء بلا حدود، وهي تفتقر إلى الطعام وسكانها محرومون من الماء والغاز والكهرباء والاتصالات.
في المقابل، أكد وزير الخارجية التركي مولود تشاووش أوغلو، أمس الأحد، موقف بلاده المعارض لفرض عقوبات على روسيا بسبب عمليتها العسكرية في أوكرانيا.
وقال الوزير أثناء مؤتمر صحفي عقد في أنطاليا التركية: "إن موقفنا مكشوف وواضح ومفاده أن العقوبات لن تحل المشكلة".
وكانت الولايات المتحدة والاتحاد الأوروبي وبريطانيا ودول أخرى عدة فرضت حزمات جديدة من العقوبات على موسكو ردا على إطلاقها في 24 شباط الماضي ما سماه الرئيس الروسي فلاديمير بوتين "عملية عسكرية خاصة" في أوكرانيا، من أبرز أهدافها تجريد هذه الدولة من الأسلحة و"استئصال النازية" فيها.
وفي وقت سابق، أشار دميتري بيسكوف، المتحدث باسم الكرملين، إلى أن روسيا استعدت لفرض عقوبات "خطيرة جدا" ضدها، مضيفا أن خطوات جوابية تناسب المصالح الروسية ستتم بلورتها بعد دراسة الوضع والتنسيق بين المؤسسات الحكومية المعنية بالشأن.
من جهته، أعرب مفوض الاتحاد الأوروبي لشؤون الأمن والسياسة الخارجية جوزيب بوريل عن قناعته بأن إعلان الغرب منطقة حظر طيران فوق أوكرانيا كان سيؤدي إلى اندلاع الحرب العالمية الثالثة.
وقال بوريل، في مقابلة نشرتها صحيفة إسبانية: "نفعل كل ما بوسعنا من الناحية العسكرية لدعم الأوكرانيين في مقاومتهم من خلال إمدادهم بآليات عسكرية، ونحاول تفادي امتداد هذه الحرب إلى دول أخرى وتجنب مواجهة قد تؤدي إلى نزاع نووي".
وأوضح عميد المفوضية الأوروبية: "عندما يطلبون منا فرض منطقة حظر طيران فإنه يقضي بوجود قدرة واستعداد لإسقاط طائرات روسية تخالفها، وهذا كان سيعني تحويل النزاع إلى الحرب العالمية الثالثة، ونحن لا نرغب في ذلك على ما يبدو".
وقال بوريل إن الاتحاد الأوروبي يفعل كل ما بوسعه بغية مساعدة أوكرانيا من دون أن ينخرط في النزاع، مضيفا أن العقوبات الغربية المفروضة على موسكو "ليس من شأنها وقف الحرب فورا لكن من شأنها إضعاف الاقتصاد الروسي،وستكلف روسيا ثمنا باهظاً".وتابع أن العقوبات الغربية "لا تستهدف تغيير النظام السياسي في روسيا".
وأقر بأن مسألة واردات الطاقة من روسيا إلى الاتحاد الأوروبي لا تزال قائمة، مبديا نية التكتل الأوروبي التخلي عن اعتماده على الطاقة الروسية في أسرع وقت ممكن.
ويأتي ذلك على خلفية تنديد حكومة كييف برفض حلف الناتو تلبية طلبها لإعلان منطقة حظر طيران فوق أوكرانيا على خلفية العملية العسكرية الروسية.
وفي سياق متصل نددت السلطات الألمانية بمظاهر التمييز ضد السكان الناطقين بالروسية على خلفية أحداث أوكرانيا، مؤكدة أنها لن تتسامح مع التهجمات عليهم.
ونقلت قناةمحليةعنمفوض مكافحة العنصرية في ألمانيا، ريم العبالي-رادوفان، قولها: "في بعض الأحيان يتجنب الناس التحدث بالروسية في الشوارع، وهذا يقلقني كثيرا. هناك حالات اعتداء على متاجر روسية، والأطفال الناطقون بالروسية يتعرضون للإهانة في المدارس"، وأضافت المسؤولة: "لا يمكننا أن نتسامح مع ذلك".
يذكر أنه على خلفية العملية العسكرية الروسية في أوكرانيا، تتزايد مظاهر التمييز ضد الروس والناطقين بالروسية في ألمانيا، لدرجة أن إحدى العيادات رفضت قبول المرضى الروس.