نساءٌ سوداواتٌ يُغيّرْنَ شكل الأدب الأميركي

ثقافة 2022/03/16
...

 نيولاني كيرشنر
 
 ترجمة: حميد ونيس 
قالت توني موريسون في مقابلة أجرتها معها مجلة نيويوركر، إن كونها كاتبة سوداء ليس موقعا ضحلا أو ضئيلا، وإنما هو مكان غني لاستلهام الكتابة منه. «إنه لا يحد من مخيلتي؛ بل يوسعها».
تعمل النساء السوداوات في الولايات المتحدة على تغيير شكل عالم الأدب ككاتبات وناشرات ورئيسات تحرير مجلات وأكاديميات. وهناك قائمة بست نساء سوداوات غيّرنَ مشهد الثقافة الأدبية الأميركية الحديثة، فقد أصبحت دانا كانيدي، وهي صحفية سابقة حائزة جائزة بوليتزر في صحيفة نيويورك تايمز، أول شخص أسود يقود دار نشر رئيسية، سيمون وشوستر، كما ألفت المذكرات الأكثر مبيعا، Journal for Jordan))، أي: مجلة للاردن، وكانت تتحدث عن شريكها المتوفى، وهو من قدامى المحاربين في حرب العراق.
وهناك دون ديفيس التي أصبحت رئيسة تحرير مجلة بون أبيتيت (Bon Appétit)، وهي واحدة من أبرز المطبوعات المتخصصة بالطهو في الولايات المتحدة، خلال شباط من العام الماضي. وهي أول رئيسة تحرير لهذه المطبوعة من السود. وكانت دون ديفيس من عشاق الطعام طوال حياتها. وذكرت في أول مقال لها كتبته للمجلة: “عندما تلقيت الدعوة لترك نشر الكتب لكي أتولى زمام القيادة في هذه المجلة الشهيرة المشهورة بالتركيز على الإنصاف العرقي والثقافي، كان من المستحيل عليَّ رفض الفكرة”.
أما سميرة نصر فبعد مسيرة مهنية طويلة في مجال الأزياء، أصبحت أول رئيسة تحرير سوداء لمجلة الأزياء الشهيرة هاربر بازار في العام 2020، وبعد ذلك بسنة تقريبا تحدثت إلى صحيفة واشنطن بوست، قائلة: أريد فقط أن أحضر المزيد من الناس معي إلى الحفلة، لأنني أعتقد أن ذلك سيجعل الأمر أكثر إثارة للاهتمام. وكانت سميرة نصر، قبل عملها في مجلة هاربر بازار، تعمل محررة ضمن كوادر مجلتي فوغ (Vogue)،  وألور (Allure) في مدينة نيويورك.
هناك كذلك، غلوريا جان واتكينز التي تبلغ من العمر (69 عاماً)، وكانت معروفة باسم مستعار هو “بيل هوكس”. وحيث كانت تعمل أستاذة وناشطة اجتماعية، ثم غيّرت الطريقة التي تدرس بها الجامعات عملية التداخل بين العرق والجنس والطبقة. وخلال حياتها المهنية، قامت بيل هوكس بتأليف أكثر من ثلاثين كتابا، بما في ذلك كتابها المشهور لتأسيس فكرة معاداة التمييز العرقي والصادر في العام 1981  بعنوان “ألستُ امرأة؟”.  وهو كتاب يتحدث عن النساء السود والحركة النسائية، والتي أثرت في تغيير مسارات الحركة النسائية خلال عقدي الثمانينيات والتسعينيات من القرن الماضي. وقالت في هذا الكتاب: “إني أختار إعادة تعريف مصطلح (حركة المساواة بين الجنسين) للتركيز على حقيقة أن المساواة بين الجنسين في أي معنى حقيقي للمصطلح تعبر عن الرغبة لدى جميع الناس، إناثا وذكورا، في التحرر من أنماط الأدوار المتحيّزة ضد جنس الإنسان، والهيمنة، والقمع، وغيرها.
هناك أيضا، شخصية أوكتافيا بتلر التي كانت في العام 1995 أول كاتبة خيال علمي تفوز بزمالة ماكارثر جينيوس (منح العبقرية). فقد كتبت بتلر أكثر من عشرين رواية استكشفت من خلالها موضوعات الظلم الواقع على السود، وحقوق المرأة، وأزمة المناخ، والقضايا السياسية. وذات مرة تحدثت عن أعمالها فقالت: “إنني أكتب عن الأشخاص الذين يقومون بأشياء غير عادية. واتضح أن ذلك يُسمى الخيال العلمي”. وقد توفيت هذه السيدة في العام 2006.
بقيت هناك جاسمين وورد الروائية وأستاذة الكتابة الإبداعية في جامعة تولين. فبعد حصولها على شهادة في الكتابة من جامعة ميشيغان، نشرت جاسمين وورد كتابها الأول في العام 2008، ومنذ ذلك الحين نشرت ست روايات. وهي أول امرأة تفوز بجائزة “الكتاب الوطني” (National Book Award ) مرتين عن عملين لها، الأول (انقاذ العظام) في العام 2011 والثاني (غنّي، غير مدفون، غنّي) في العام 2017.
مجلة: اوبرا نيوز