مقابل 542 مليون دولار.. طهران تفرج عن جاسوسين بريطانيين

قضايا عربية ودولية 2022/03/17
...

 طهران: محمد صالح صدقيان 
 
أفرجتْ الحكومة الإيرانية، أمس الأربعاء عن مواطنين يحملان الجنسيتين الإيرانية والبريطانية في نهاية مسلسل قضائي طويل إثر خلافات دبلوماسية بين البلدين بشأن دين أعلنت لندن كذلك تسديده. وفي لندن، أكدت بريطانيا نبأ الإفراج عن نازنين زاغارين-راتكليف وأنوشه آشوري، لافتة إلى أنهما سيعودان إلى بريطانيا، في حين أفرج "مؤقتا" عن ثالث وهو مراد طاهباز من السجن. وقالت وزيرة الخارجية البريطانية، ليز تراس: إن زاغارين-راتكليف وآشوري "سيعودان إلى بريطانيا في حين أن مراد طاهباز "أفرج عنه من السجن مؤقتا." وسلّمت طهران الإيرانية-البريطانية زاغاري-راتكليف المحتجزة لديها منذ نحو ستة أعوام، إلى السلطات البريطانية في طهران. وأتى الإفراج عنهما بعدما أشارت وزيرة الخارجية البريطانية ليز تراس إلى أن لندن وطهران توصلتا إلى تسوية لدين قديم يبلغ 400 مليون جنيه إسترليني (542 مليون دولار) رفضت لندن تسديده منذ الإطاحة بشاه إيران العام 1979. لكن لندن أعلنت الأربعاء أنها سددت الدين.
ورحب ساشا ديشموخ رئيس منظمة العفو الدولية في المملكة المتحدة بقرار الإفراج "الرائع" ، مبيناً أن الاثنين "سجنا على أساس تهم مفبركة حول الأمن القومي". وأضاف أنه بعد الإفراج عن راتكليف وآشوري "يجب على الحكومة أن تجدد فورا دعواتها للإفراج عن المواطنين البريطانيين الآخرين مهران رؤوف ومراد طاهباز الذين لا يزالان يمران بالمعاناة نفسها مثل نزانين وأنوشه".
في غضون ذلك، أنهی وزير الخارجيَّة الإيراني أمير عبد اللهيان زيارة لموسكو أجری فيها مباحثات "مهمة" مع نظيره الروسي سيرغي لافروف تناولت مسار التطورات في مفاوضات فيينا النووية . وقالت مصادر مواكبة لـ "الصباح": إنَّ الجانب الروسي أبلغ عبد اللهيان أنهم مع إزالة العقوبات الأميركية وإحياء الاتفاق النووي وإن موسكو مستعدة للتعاطي إيجابياً مع أي موقف تراه طهران مناسباً من دون وضع أي شروط من أجل توصل مفاوضات فيينا لاتفاق يحقق المصالح الاقتصادية التي تسعی لها طهران؛ كما أنها لا تريد ربط مفاوضات فيينا بالأزمة الأوكرانية . 
وكانت روسيا قد نقلت أنها تسلمت من الجانب الأميركي أجوبة عن أسئلتها التي تتعلق بالتعاون الإيراني الروسي، موضحاً أنَّ التعاون الروسي مع إيران لن يتأثر بالمقاطعة الأميركية علی روسيا وأنَّ هذا التعاون يجب أن يكون مع إطار الاتفاق الذي يتم التوصل إليه في فيينا. وزير الخارجية الإيراني أمير عبد اللهيان الذي عاد إلی طهران وضع نظيره الصيني "وانغ يي" في إطار ما توصلت إليه مباحثاته مع الجانب الروسي خلال اتصال هاتفي عقده أمس الأربعاء، مشيراً إلی إمكانية التوصل لاتفاق جيد وراسخ ومستدام بدعم من جميع أطراف المفاوضات في فيينا في ما لو تصرف الجانب الأميركي بواقعية.