بروكسل: وكالات
أعلنت قيادة حلف الناتو عزمها عقد اجتماع استثنائي نهاية الشهر الحالي لبحث الأزمة في أوكرانيا، بينما جددت برلين تأكيدها عدم إرسال قوات تابعة للحلف إلى خارج حدوده. وأكد الأمين العام لحلف الناتو، ينس ستولتنبرغ، حضور الرئيس الأميركي جو بايدن القمة الاستثنائية للحلف المنعقدة في 24 آذار الحالي في بروكسل.
وقال ستولتنبرغ، في بيان مشترك مع رئيس البنتاغون قبل اجتماع وزراء دفاع "الناتو": "أتطلع للترحيب بالرئيس بايدن من بين قادة آخرين في القمة الاستثنائية للحلف الأسبوع المقبل". وأشار الأمين العام لحلف الناتو كذلك إلى أنَّ وزراء دفاع الناتو في اجتماع اليوم (أمس الأربعاء)، 16 آذار، سيناقشون التخطيط الدفاعي طويل الأجل في ما يتعلق بالإجراءات الروسية في أوكرانيا.
وتابع أنَّ الحلف سوف يناقش ليس فقط العواقب المباشرة لما أسماه "الغزو الروسي لأوكرانيا"، وإنما أيضاً العواقب طويلة المدى، وتكييف الحلف لفترة طويلة، حيث "يتحمل (الناتو) مسؤولية ضمان ألا يتجاوز هذا الصراع أوكرانيا، ولهذا السبب ضمن أسباب أخرى، عززنا وجودنا في الجناح الشرقي للتحالف".
في غضون ذلك، جدد المتحدث باسم مجلس الوزراء الألماني شتيفن هيبيشترايت، أمس الأربعاء، رفض برلين فكرة إرسال عسكريين من قوات حلف شمال الأطلسي إلى أوكرانيا.
وعلق المتحدث على تصريحات ياروسلاف كاتشينسكي، نائب رئيس الوزراء البولندي ورئيس حزب "القانون والعدالة" الحاكم، الذي اقترح أثناء زيارته إلى كييف إرسال بعثة لحلف الناتو أو بعثة "أوسع" من ذلك إلى أوكرانيا.
وبحسب هيبيشترايت فقد "قال المستشار (الألماني) بهذا الصدد بكل وضوح مراراً وتكراراً - شأنه شأن الرئيسين الفرنسي والأميركي- إنه لن يتم إرسال أي جنود للناتو إلى خارج حدود الناتو أو إلى أوكرانيا. هذا شيء واضح. ويجب أن يكون ذلك خطاً أحمر، وإلا فسيكون من الصعب التمييز بين بعثة إنسانية أي بعثة إسعاف وأخرى عسكرية". مع ذلك فقد أشاد المتحدث باسم الحكومة الألمانية بزيارة رؤساء وزراء بولندا وسلوفينيا والتشيك إلى العاصمة الأوكرانية، واصفاً إياها بأنها "تظاهرة تضامن رائعة"، مضيفاً: "نرحب بكل شكل من أشكال التضامن".
وفي سياق متصل، أعلن رئيس الوفد الروسي في المفاوضات الروسية الأوكرانية، فلاديمير ميدينسكي، أنَّ المفاوضات مع أوكرانيا تجري بصعوبة وبطء. وقال: "المفاوضات تجري بصعوبة وبطء. بالطبع نريد أن يجري كل ذلك أسرع، وهذا هو السعي الخالص من قبل الجانب الروسي. نريد تحقيق سلام بأسرع ما يمكن".
وذكر أنَّ "الهدف الرئيس لمجموعة المفاوضات يتمثل في إيجاد من بين العدد الهائل من القضايا المعقدة تلك التي يمكن التوصل إلى اتفاق بشأنها والاعتماد عليها ووضع هذه القضايا المشتركة على جدول الأعمال، وبالتالي التحرك تدريجياً- خطوة بخطوة- نحو النتيجة وهي إبرام سلام يناسب شعوبنا". وأشار إلى أنه لا يريد التركيز على الصعوبات التي تواجهها عملية المفاوضات، موضحاً: "إن سعي دولتنا والمهمة التي طرحها الرئيس هي تحقيق السلام على أرض أوكرانيا، فهي دولة مسالمة ومحايدة وودية تجاهنا لا تعد موطئ قدم عسكري للناتو وليست بؤرة لتلك القوى التي تريد الإضرار ببلدنا".
وأضاف ميدينسكي في الوقت نفسه "يوجد هناك تقدم ما في بعض المجالات ولكن ليس في كل المجالات". وأكد أنَّ الحديث يدور خاصة عن "الحفاظ وتطوير الوضع الحيادي لأوكرانيا ونزع السلاح، كما يتم بحث مجموعة من المسائل المتعلقة بعدد العسكريين الأوكرانيين".
وأضاف: "تقترح أوكرانيا صيغة نمساوية أو سويدية لدولة حيادية ومنزوعة السلاح. والمسألة المركزية بالنسبة لنا هي وضع القرم ودونباس. وكذلك سلسلة من المسائل الإنسانية بما فيها جعل أوكرانيا بعيدة عن النازية وحقوق السكان الناطقين باللغة الروسية ووضع اللغة الروسية".