السنيورة يطالب بالثلث المعطل في البرلمان

قضايا عربية ودولية 2022/03/22
...

 بيروت: جبار عودة الخطاط 
 
تَحتدم الاشتباكات السياسية للقوى اللبنانية استعداداً للانتخابات النيابية التي ستجري في منتصف آيار المقبل، وفيما يستنفر حزب الله ماكنته الانتخابية تحشيداً لقواعده الشعبية واصفاً ذلك بأنه تحد "لا يقل ضراوة عن حرب تموز"، التي خاضها الحزب عام 2006، طالب رئيس الحكومة الأسبق فؤاد السنيورة بالثلث المعطل في الندوة البرلمانية لتحول دون ما أسماه بهيمنة الحزب  على المجلس مشدداً على أنه "يجب أن يكون هناك ثلث معطل في مجلس النواب في وجه حزب الله". 
وفيما يلاحظ بأن الحزب يركز في أدائه السياسي عن الابتعاد عن الانخراط في السجالات السياسية التي أدمنتها الساحة اللبنانية على مختلف الأصعدة ويكثف التحشيد الجماهيري تأهباً لموقعة الانتخابات، يسعى الفريق السياسي المقابل والذي وجد نفسه في حالة إرباك بعد قرار انسحاب الحريري إلى تنظيم صفوفه وبلورة ما يستطيع من أوراق انتخابية ليكون في مواجهة ما يسميه بـ (مشروع حزب الله) ويقف السنيورة كأبرز اللاعبين في هذا السياق بالرغم من موجة الانتقادات التي يتعرض لها حرص الأخير على إعداد ودعم مجموعة من المرشحين (السنة)، حيث ذكر السنيورة  أمس الاثنين أن حزب الله الذي كان يسعى إلى الثلث الضامن يسعى اليوم إذا استطاع للحصول على الثلثين دستورياً وقانونياً عبر الانتخابات النيابية في مجلس النواب، مضيفاً بأن "هناك من يحاول أن يدفع اللبنانيين نحو التشكيك بحصول الانتخابات، ولو حاول البعض أن يؤجّلها، يجب تركيز جهودنا جميعًا على أن الانتخابات واقعة، وعلينا أن نشارك في الانتخابات بقوة وأن نختار الخيار الصحيح. وأردف بان " المملكة العربية السعودية ودول الخليج الأخرى ابتعدت عن لبنان لأنه امتنع عن الإصلاح، وحصل إخلال كبير في سياسة لبنان الخارجية". وبشأن مشاركة اللائحة التي أشرف عليها في الانتخابات واللغط الذي أثارته في الشارع (السني) أكد بأنه " من البداية لم أرد الترشح للانتخابات، ويجب أن يعود لبنان للحضن العربي لمصلحة البلد"، وقوبل الحراك السياسي للسنيورة بنقمة (سنية) سجلتها مواقع التواصل الاجتماعي متمهمة إياه بالإمعان في ضرب زعيم المستقبل المعتزل سعد الحريري والسعي إلى خلافة الأخير لتزعم التيار من خلال ركوب موجة الفراغ الذي أفرزه ابتعاد الحريري وهو الأمر الذي نفاه السنيورة مؤكداً بأنه يسعى إلى (قطع الطريق أمام ترك لبنان لـحزب الله) كما عبر مراراً، إلى ذلك حث  البطريرك الماروني الكاردينال مار بشارة بطرس الراعي، من مصر، في لقاء تلفازي، اللبنانيين على ضرورة المشاركة بكثافة في الانتخابات التي شدد على وجوب حصولها في وقتها المحدد،  ولفت بعد لقائه الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي  إلى "أننا تطرّقنا إلى قضايا لبنان الداخلية، وعبّر السيسي عن أسفه للحالة التي وصل إليها لبنان، وقلت له إن لبنان مريضٌ ونحن بحاجة إلى علاج مرضه وهو عدم تطبيق اتفاق الطائف والحلّ هو إعلان الحياد"، مؤكداً "أننا نأسف لأنّ لبنان أصبح منعزلاً عن العالم، والرئيس المصري مستعدّ لدعم القضيّة اللبنانية وقد أكّد هذا الأمر، وقلت له إنّ الحلول ليست في يد اللبنانيين وحدهم لتطبيقها إنّما هناك دور للعرب والمجتمع الدولي".
وأضاف "أنني أكّدت للسيسي أن الانتخابات يجب أن تحصل، ونحن يعنينا ذلك كي نحافظ على الاستحقاقات الدستوريّة، وعلى الناخبين أن يشاركوا بكثافة وأن يُحسنوا الاختيار وبيدهم استعادة الثقة"، مضيفًا: "تحدّثنا عن موضوع سلاح حزب الله الذي خرج من يد اللبنانيين، ولو كانت هناك ستراتيجية دفاعية لحُلَّ جزء من المشكلة".