العوامل النفسيَّة في الانسداد السياسي

آراء 2022/03/22
...

 سعد العبيدي
 
لم يكن الانسداد السياسي الذي أعقب الانتخابات، التي جرت من قبل ستة شهور على وجه التقريب، هو الأول في تاريخ التجربة الديمقراطية العراقية والحياة السياسة الحزبية التي أعقبت عام التغيير (2003)، إذ إننا بتنا نواجه مثله انسداداً، أو قريباً منه عسراً مع كل انتخابات تحصل من بعد ذاك التاريخ إلى يومنا هذا، فيها النتائج أرقام، تكاد تكون متقاربة أو يتم السعي من خلال التحالفات اللاحقة للانتخاب في جعلها متقاربة، تُدخل الفائزين في أتون تكتلات تتصارع لتقسيم الحصص، بطريقة الحصر النفسي في عنق زجاجة افتراضي يكاد يخنق من يتواجد داخله، ممراً خاليا من التفاعل الديمقراطي المنعش للحياة. 
لقد تكرر هذا النوع من الانسداد السياسي، أو الحصر النفسي الغريب والنادر في التجارب الديمقراطية العالمية، وامتد أمده في العراق مرة بعد أخرى، بطريقة تدفع المهتمين والمتابعين من أهل العراق والعالم إلى الاستفسار عن العوامل والأسباب وراء تكرار الحصول، وهي بطبيعة الحال متعددة، ترجع إلى عوامل السياسة والاقتصاد والمال والأمن، داخلية منها وأخرى خارجية، باتت أشبه بالمعروفة من كثر تناولها على المستويات الإعلامية والبحثية، وكثر الحديث عنها في النقاشات، واللقاءات الخاصة التي تجري كل الوقت، وأخرى إلى جانبها اجتماعية نفسية يبدو من خلال مظاهر السلوك العام للقائمين على السياسة 
والحكم.
نها عوامل ترجع إلى طبيعة الشخصية السياسية في المجتمع العراقي، التي تتصف بعض جوانبها السلبية المؤثرة في حصول الانسداد بقلة المرونة السياسية، وعدم الرغبة في الانفتاح على غير المساهم معها في العمل السياسي، 
والميل النفسي إلى التقتير في العطاء، الشخصية الأقل تسامحاً من الغير... خصائص كان لها دور في إحداث هذا الفعل المعيق لممارسة الديمقراطية الصحيحة، إذا لم تتغير ستكون أحد أهم عوامل الهدم السياسي لتجربة هذه الديمقراطية التي ما زالت في طور النمو والتطوير، وستمد من معاناة شعب يفترض أن يتمتع بالديمقراطية بعد سني الديكتاتورية المقيتة.