موسكو تنتقد محاولات واشنطن دفع الدول لتبني عقوبات ضدها

قضايا عربية ودولية 2022/03/24
...

 موسكو : وكالات
 
 عد وزير الخارجيَّة الروسي سيرغي لافروف أنَّ المطالب التي توجهها الولايات المتحدة إلى دول أخرى لفرض عقوبات على روسيا تمثل إهانة لهذه الدول، وبينما انتقدت موسكو فكرة إرسال قوات حفظ للسلام إلى أوكرانيا، انتقدت بكين محاولات إبعاد روسيا من مجموعة العشرين.
وحمّل لافروف، في كلمة ألقاها أمس الأربعاء أمام معلمي وطلبة معهد موسكو الحكومي للعلاقات الدولية، الغرب المسؤولية عن استخدام "وسائل رديئة" في محاولاته إظهار روسيا على أنها دولة معزولة.
ولفت لافروف إلى كثرة الدول التي رفضت فرض عقوبات على روسيا، على خلفية عمليتها العسكرية في أوكرانيا، على الرغم من الضغوطات الأميركية التي وصفها الوزير بأنها "هائلة وحتى غير لائقة بالنسبة لدولة كبرى".
وتابع: "يقولون بلا تردد: "طلبنا من الصين، طلبنا من الهند، طلبنا من تركيا". ألا يفهمون أنهم بذلك يهينون هذه الدول والحضارات العظمى التي يعود تاريخها لآلاف السنين؟".
من جهته، قال المتحدث باسم الكرملين، دميتري بيسكوف، تعليقاً على فكرة إرسال قوات حفظ السلام التابعة للناتو إلى أوكرانيا: إنَّ هذه ستكون خطوة متهورة وخطيرة، وقد تؤدي إلى عواقب يصعب إصلاحها.
وقال بيسكوف في تصريح معلقاً على تصريحات حول هذه المسألة: "سيكون هذا قراراً متهوراً وخطيراً للغاية. يجري تنفيذ عملية عسكرية خاصة، وأي تماس محتمل بين قواتنا العسكرية وقوات الناتو يمكن أن يؤدي إلى عواقب مفهومة ويصعب إصلاحها".
بدوره حذر وزير الخارجية الروسي، سيرغي لافروف، في وقت سابق، من أنَّ هذه الخطوة قد تؤدي إلى صدام مباشر بين روسيا والناتو.
وأضاف لافروف أنَّ المسؤولين البولنديين، الذين يعلنون الحاجة إلى إرسال قوات حفظ سلام تابعة لحلف شمال الأطلسي إلى أوكرانيا، معروفون بـ "تحركاتهم غير الاعتيادية" التي تهدف إلى إثارة "مشكلة كبيرة".
في المقابل، صرّح المستشار الألماني، أولاف شولتز، أمس الأربعاء، بأنَّ بلاده تسعى جاهدة لتقليل اعتمادها على موارد الطاقة الروسية في أقرب وقت ممكن، لكن هذه العملية لن تكون سريعة.
ونقلت بلومبرغ عن شولتز قوله في البرلمان الألماني: إنَّ "ألمانيا ستقطع الطاقة الروسية في أسرع وقت ممكن"، مشيراً إلى أنَّ ألمانيا تواجه مهمة التخلص من الاعتماد على موارد الطاقة الروسية، لكن لا يمكن تحقيق ذلك على الفور.
كما نقلت بوابة تي أونلاين عن المستشار الألماني قوله: "ستخفض ألمانيا (حجم الإمدادات) من الطاقة الروسية في أقرب وقت ممكن"، لافتاً إلى أنَّ ذلك "لن يحدث بين عشية وضحاها"، لأنَّ الإجراءات المتسرعة قد تؤدي إلى ركود في ألمانيا.
ووعد شولتز في الوقت نفسه بمواصلة تشديد العقوبات ضد روسيا، مشيراً أيضاً إلى أنَّ أوكرانيا يمكنها الاعتماد على 
برلين.
وفي معرض حديثه عن الوضع مع اللاجئين من أوكرانيا، صرّح بأنَّ ألمانيا مستعدة لاستقبالهم. ومع ذلك، رفض الموافقة على دعوات كييف لفرض منطقة حظر طيران فوق أوكرانيا، مشيراً إلى أنه "بغض النظر عن مدى صعوبة ذلك، لن نوافق على العمل على إقامة منطقة حظر طيران".
وفي سياق متصل، أكدت وزارة الخارجية الصينية في تعليق على فكرة استبعاد روسيا من مجموعة العشرين، أنَّ روسيا جزء مهم من هذه المجموعة، ولا حق لأي عضو في مجموعة العشرين في استبعاد عضو آخر فيها.
وقال المتحدث باسم الخارجية الصينية، وانغ وين بين، في إفادة صحفية أمس الأربعاء: "مجموعة العشرين هي المنتدى الرئيس للتعاون الاقتصادي الدولي، وروسيا عضو مهم فيها. ولا يحق لأي عضو في مجموعة العشرين حرمان دولة أخرى من عضويتها".
 وفي وقت سابق قال مستشار الأمن القومي الأميركي جيك سوليفان: إنَّ واشنطن تدرس مع الحلفاء قضية استبعاد روسيا من مجموعة العشرين، مروجاً للفكرة بادعائه أنَّ "الاتحاد الروسي لم يعد قادراً على ممارسة الأعمال كالمعتاد في المؤسسات الدولية 
والمجتمع الدولي".