الضحيَّة والجلّاد

آراء 2022/03/25
...

 كاظم الحسن
 
غالبا ما تكون هناك ملامة للضحية، عندما تتعرض للسرقة أو أي حادث آخر، السر في ذلك هو أن الناس، تنتقد المستضعف وتخشى القوي، وهذ مايجعل الظلم هو السائد والغائب الأكبر هو العدل.
ربما أن نزوع الانسان إلى العدوان، أكبر من ميله للسلام، فالتاريخ سلسلة حروب لم تتوقف.
الظلم يبقى قائما والحروب لن تتوقف، طالما أن الضحية يبحث عن تقليد الجلاد، بمعنى آخر أن الفرق بين الاثنين، كلاهما يبحثان عن السلطة، ولايهمهما العدالة او الحرية او حقوق الانسان، ولذا قيل الثورة تأكل أبناءها، وبعدها يكون الشعب وقودا لها.
الثورات بطبيعتها تميل للعنف وتطلق عليه العنف الثوري المشروع؟. 
وهي تشرعن الاستبداد وتنطلق من مقولة زائفة، تسمى أهل الثقة بدلا من أهل الكفاءة، ووضح أن بناء الدولة والإعمار والتنمية ليس له الاولوية في برنامجهم الثوري، وتكون نظرية المؤامرة هي الرائجة في تفكيرهم، لسبب بسيط أنهم جاؤوا عن طريق القوة، إذن الطريق إلى السلطة مفتوح، لمن يحوز عليها بالقوة؟. 
بطبيعة الحال أن السلطة المطلقة مفسدة، وهذا يشمل جميع مفاصل الدولة إن لم تقيد وتراقب وتحاسب، سوف ينتشر الفساد والعنف والظلم فيها، وهذا ظاهر في جميع الثورات وليس بعضها، كما نعرف من خلال التجارب الثورية؟ هل يمكن تصديق تجربة انقلاب على الدولة ينتج عنها بناء ومستقبل مشرق! الجلاد لا يظهر من فراغ لا بدَّ من وجود حشود جماهيرية تدغدغ مشاعرها وغرائزها، شعارات العنف والحرب والثورة، وهذا يجعل ما يقوم به من جرائم له طابع الشرعية، مهما كانت تلك الفظائع، ومثال ذلك (جريمة حلبجة ) والمقابر الجماعية في العراق، لأن العبد بحاجة إلى سيد، هي جدلية تعبر عن نفسها في جريمة قتل العائلة المالكة في العراق، حيث قرر قادة الانقلاب في 14 تموز 1958 قتل الثلاثة الكبار، وهم فيصل الثاني وولي العهد ونوري سعيد، لأنهم يعتقدون وجود أي واحد من هؤلاء سوف يهدد عرشهم المغتصب باسم الثورة.
إنها جدلية السيد والعبد، لايتحرر العبد الا بقتل سيده او الوعي بالعبودية وذلك منال صعب.
ولو أخذنا الجانب الاجتماعي، نرى الظالم يسقط معاناته التي حلت عليه، من الاخرين على الضعيف، وهي تسمى عقدة الاضطهاد.
لذلك نجد في العراق تتضخم المشكلات بين اي شخصين على اسباب تافهة وبسيطة، وتصل احيانا إلى العنف اللفظي والجسدي بينهما، وقد يشتط الامر إلى القتل، ويتوج ذلك بمقولة عنفية رائجة (راح أطلع قهر الله بيك!) اي 
الضحية؟.