أسعار الأعلاف تُهدِّدُ مشاريع إنتاج بيض المائدة

اقتصادية 2022/03/26
...

 بغداد: حسين ثغب 
باتت الأسعار المرتفعة للأعلاف تهدد مستقبل صناعة دواجن بيض المائدة، الذي وصل الى مستويات لامست تحقيق الاكتفاء الذاتي في بعض الفترات، إذ ارتفعت أسعار الأعلاف الى مليون دينار للطن الواحد، والذي تزامن مع انخفاض أسعار بيض المائدة في أسواق الجملة، ما دفع العديد من أصحاب المشاريع الى عرض مشاريع بيض المائدة أمام أصحاب المجازر لعدم وجود جدوى اقتصادية، وبذلك تعد هذه المشاريع المهمة مهددة بالتوقف وعودة الإرباك الى هذا المفصل المهم في القطاع الزراعي.
 
أحمد إبراهيم مهدي صاحب مشروع انتاج بيض المائدة قال: إن “الأعلاف باتت تهدد مستقبل مشاريع الدواجن في البلاد، إذ ارتفعت أسعارها الى مستويات لا تناسب واقع الاستمرار في هذه المشاريع التي تراجعت عوائدها المالية الى مستويات متدنية، وباتت أسواق الجملة تشهد تكدسا في المنتج المحلي من بيض المائدة، وهنا الأسباب تكاد تكون مجهولة لنا، في ظل منع دخول المستورد من هذه المواد”.
 
تأثيرات سلبيَّة
وأضاف أن “الأمر الخطر يتمثل في عرض العديد من المشاريع الدواجن المنتجة للبيع الى المجازر، وهنا يجب أن تكون للجميع وقفة جادة للحفاظ على هذه المشاريع، وأن تكون الجهات ذات العلاقة جادة في دعم هذه المشاريع التي تعد ثروة للبلاد وتغني عن التوجه للأسواق الدولية من أجل استيراد بيض المائدة الذي يصل أسواقنا المحلية من دون المواصفات، ويحمل تأثيرات سلبية على الاقتصاد الوطني ويعود بنا الى مرحلة الاعتماد على الغير رغم توفر مقومات نجاح هذه المشاريع”.
 
القيمة الغذائيَّة
أما صاحب مشروع دواجن بيض المائدة ياسر التميمي قال: إن “العراق بأمس الحاجة الى سياسة توازن في الأسواق المحلية للحفاظ على أسعار تناسب المنتج والمستهلك، لا سيما في مشاريع الثروة الحيوانية المتخصصة بإنتاج بيض المائدة الطازج وذات القيمة الغذائية الكاملة، لا سيما أن العراق خلال الفترة الماضية شهد توسعا مقبولا في هذا المفصل المهم و
الحيوي. 
وأشار إلى أن “المواطن العراقي بات يفضل بيض المائدة المحلي، وهذا الأمر يعد أحد الأسباب التي قادت الى التوسع بهذه المشاريع، وحركت السوق المحلية، إذ وفرت فرص عمل مباشرة داخل هذه المشاريع لشريحة واسعة من الشباب، كما عملت على توفير فرص عمل في القطاعات الساندة وفي داخل سوق عرض هذا المنتج المهم”. 
 
الأسواق المحليَّة
وشدد المختص بالشأن الاقتصادي مهدي علي على “ضرورة تقديم الدعم حقيقي لمشاريع تربية الدواجن المنتجة لبيض المائدة على اختلافها وأحجامها، من خلال توفير الأعلاف او المواد الأولية الداخلة في عملية صنع الأعلاف بأسعار مناسبة”، لافتا إلى أن “هذه الخطوة من شأنها أن توفر الأعلاف، كما تدعم الأسواق المحلية بحاجتها من الأعلاف بأسعار مناسبة تتناغم وحاجة الأسرة العراقية، ومن هنا نكون قد دعمنا مفصلا انتاجيا مهما في العراق يقدم خدمات جليلة للاقتصاد الوطني والأسرة التي تعد هذه المادة مهمة لها في الحياة 
اليومية».
 
دخول المستورد 
المختص بالشأن الاقتصادي عدنان الربيعي بيّن أن “حماية المنتج الوطني أهم خطوات النهوض الاقتصادي، وهذا أمر يتعلق بالأمن الوطني، ومن  هنا يجب أن تتكاتف جهود الجميع من أجل منع دخول البضائع المحظورة الى الأسواق المحلية، إذ يتطلب الأمر متابعة لواقع عمل الأسواق المحلية ومعرفة البضائع التي تعرض محلية كانت أو مستوردة، وكيف دخل المستورد ومن أين، والتعامل مع الأمر بكل حزم». ولفت الى أن “بيض المائدة بأمس الحاجة الى التعامل معه بحذر شديد، إذ تعرض الأسواق العالمية شحنات من هذه المادة غير صالحة للاستهلاك البشري على أنها صالحة للاستهلاك، وبأسعار متدنية جدا لعدم وجود طلب عليها ومنها يعرض بسعر ٨ دولارات للكارتون الواحد وتغيير مناشئ هذه المنتجات مع دخول الدول المختلفة ثم تعاود تصديرها، وهنا يجب أن نحذر من دخول مثل هذه المواد الى الأسواق المحلية 
العراقية».
 
مليون دينار 
وشدد على “حتمية دعم المشاريع المحلية المنتجة لبيض المائدة، وتوفير الأعلاف لها بأسعار مدعومة أو توفير المواد الأولية لصناعة الأعلاف بشكل يسير وبأسعار مناسبة لاستمرار هذه الصناعة، إذ وصل سعر الطن الواحد من الأعلاف الى مليون دينار بعد أن كان لا يتجاوز 600 ألف دينار لذات الكمية، وهذا الفرق في التكلفة يهدد مستقبل هذا النوع من المشاريع، بعد أن تنفّس أصحاب هذه المشاريع الصعداء، ولكن جاءت الرياح بما لا تشتهي السفن». وأكد ان “الحل الأمثل للحفاظ على هذه الثروة، يكمن في التعاون الجاد بين الجهات ذات الشأن وأصحاب المشاريع للاتفاق على آلية عمل مشتركة تؤمن استمرار هذه المشاريع وعرض منتجاتها بأسعار تنافسية تناسب الأسرة العراقية، وبذلك تدعم المنتج الوطني والأسرة في آن 
واحد».