النقل بالسكك الحديد.. تأمين وكلفة قليلة

اقتصادية 2022/03/28
...

 بغداد: مصطفى الهاشمي
 
دعا مختصان بالشأن الاقتصادي، الوزارات والدوائر الحكومية، الى اعتماد النقل بالسكك الحديد ودعم الناقل الوطني، نظرا للخصائص التي يمتاز بها هذا النوع من النقل، والتي تتمثل بالأمان والسرعة والحفاظ على البنية التحتية للبلد، من الآثار السلبية الناجمة عن استخدام أساطيل النقل البري والشاحنات الكبيرة، التي أنهكت الطرق بكثرة رحلاتها بحمولات ثقيلة بين المحافظات المختلفة.
وفي هذا الشأن قال الباحث الاقتصادي أثمار فاضل المختار إن “قطاع النقل بشكل عام والسكك بشكل خاص يعاني من آثار تراكمات السنوات السابقة من الإهمال وعدم تحديث وتطوير البنية التحتية، ما يتطلب أن تقوم الشركة العامة للسكك الحديد بحملة لإعادة تأهيل السكك لغرض إعلان استعدادها التام لنقل المنتجات الوطنية المعدة للتصدير أو البضائع المستوردة”.
وأضاف المختار لـ “الصباح” أن “الشركة مطالبة بإظهار جديتها وقدرتها على تحمّل المسؤولية والتزامها من خلال البدء بحملات مكثفة لصيانة وتأهيل واستحداث خطوط السكك الحديد داخل العراق، لتستحق بذلك الدعم الكامل من الحكومة والجمهور بعد أن تثبت أنها الناقل الوطني الرسمي”.
وكانت الشركة العامة للسكك الحديد أكدت في وقت سابق أنها تواجه تحديات كبيرة جداً، منها عزوف القطاع الحكومي العام وخاصة وزارة النفط عن استخدام القطارات، والتوجه نحو السيارات التي أساءت الى البنى التحتية في البلد.
وذكرت في منشور على موقعها الالكتروني، تابعته “الصباح” أنها “بدأت تستعيد عافيتها وباشرت بإصلاح العديد من خطوطها، وأنها أعادت تأهيل القناطر والجسور، فضلا عن صيانة السكة وتأهيل المحطات، مشيرة الى أن ذلك انتهى بتوقيع عقود مع وزارة النفط لنقل المنتجات النفطية من مصافي الدورة وبيجي الى أم قصر.
بدوره قال الأكاديمي الاقتصادي الدكتور ماجد البيضاني إن “اعتماد النقل بالسكك الحديد ودعم الناقل الوطني، يعد ضرورة، نظرا للخصائص التي يمتاز بها هذا النوع من النقل، المتمثلة بالأمان والسرعة والحفاظ على البنية التحتية للبلد، من الآثار السلبية الناجمة عن استخدام أساطيل النقل البري والشاحنات الكبيرة، التي أنهكت الطرق بكثرة رحلاتها بحمولات ثقيلة بين المحافظات”.
وأضاف البيضاني لـ “الصباح” أن “على الشركة العامة للسكك الحديد النهوض من تحت ركام سنوات الإهمال والمباشرة بتجديد خدماتها، والإعلان عن إمكاناتها في نقل منتجات الوزارات المختلفة كالصناعة والنفط، من وإلى موانئ البصرة بالسكك الحديد”، مبينا: “أهمية الترويج لخدماتها وتوسيعها لاحتمال أن تكون هناك فرص استثمارية قريبة لموقع العراق الرابط بين الخليج وأوروبا الذي تلعب فيه السكك دورا محوريا”.
من جهتها أكدت شركة المنتجات النفطية وجود عقود موقعة مع السكك الحديد لنقل الغاز والنفط الأسود المعد للتصدير.
وقال مدير عام شركة المنتجات النفطية حسين طالب لوكالة الأنباء العراقية (واع)، إن “شركة المنتجات لديها عقود مع الشركة العامة لسكك الحديد تتعلق بالنفط الأسود لأغراض التصدير من محافظات الفرات الأوسط والجنوبية”.
وأضاف، أن “النفط الخام المصدر من صلاحية شركة النفط الوطنية عبر شركة الأنابيب الواصلة إلى مرافئ التصدير من دون الحاجة إلى تدخل النقل البري”.
وأوضح أنَّ “الشركة العامة للسكك الحديد لها الأولوية في عمليات النقل، نظراً لأهميتها في الجدوى الاقتصادية وفي الأسعار المعتمدة التي تقارب القطاع الخاص، من دون وجود مبالغة في الأسعار المحددة”. 
يذكر أن العقود المبرمة مع شركتي النقل البحري والنقل البري، والعقود المبرمة مع شركتي ناقلات النفط العراقية وتوزيع المنتجات النفطية تهدف إلى تعزيز مشاركة الشركات المحلية في نقل المنتجات النفطية، وأن هذه العقود تسهم في تعزيز القدرات المالية لهذه الشركات، وتحقيق إيرادات مالية إضافية.