سعد الطائي
يشكل التنافس بين المنتجات بمختلف مناشئها أحد المحركات المهمة لدفع العملية التطويرية لهذه المنتجات، من أجل ضمان أقصى ثقل ممكن لها في الأسواق، عن طريق تحبيذ المستهلكين لها وإقبالهم على شرائها.
فعنصر التطوير يعد ضرورياً واساسياً لضمان استمرارية المنظمات الانتاجية في الإبقاء على فرصها التنافسية في الأسواق التجارية، ذلك أن الحرص على إدامة التطوير للسلع المنتجة يعمل على الاحتفاظ بالزبائن باستمرارية متنامية، كما أنه يعمل على زيادة وتحسين امكانات السلعة المنتجة في الوصول إلى زبائن جدد عن طريق توفير مزايا جديدة وحديثة لهذه السلعة.
فالأسواق التجارية تعج بالمتنافسين وبالسلع المتقاربة المزايا والامكانيات، الأمر الذي يزيد من حدة التنافس بين المنتجين في الحصول على أكبر فئة ممكنة من المستهلكين، وتتعدد أساليب وطرق محاولات الاستحواذ على المستهلكين، والذي يعد تطوير السلعة المنتجة أحد الاساليب التي تعمل المنظمات المنتجة بواسطتها على تحقيق اهدافه في هذا المجال.
إن عملية تطوير المنتجات المحلية تستلزم ايجاد ستراتيجية واضحة وعلمية مبنية على اسس رصينة وواقعية وفقاً لمعطيات الأسواق الاستهلاكية، ومؤثراتها من أجل تحديد مدى الطلب على هذه السلع بدقة لغرض وضع الستراتيجية التطويرية المناسبة، وفقاً لهذه المعطيات، فعملية تطوير المنتجات المحلية تعد من الخيارات الستراتيجية التي يجب أن تتبعها المنظمات الانتاجية المحلية، لإدامة تواصلها مع زبائنها وضمان الحرص على بقائها ووجودها في الأسواق التجارية وتحسين مركزها التنافسي في هذه الأسواق، ومن أجل ضمان دعم الاقتصاد الوطني بواسطة دعم المنتجات المحلية.
وقد زاد التقدم المضطرد للتكنولوجيا وبطفرات كبيرة في وقتنا الحالي من ضرورات العمل على زيادة عمليات تطوير المنتج المحلي، ذلك أن التطور المتسارع والمتلاحق لمختلف التكنولوجيات الانتاجية والصناعية زاد من حدة التسابق في ما بين المنظمات الانتاجية في جميع دول العالم، وجعلها في سباق محموم لاستقطاب أكبر شريحة ممكنة من المستهلكين وجعل من الكثير من البضائع مجرد موضات مؤقتة لا تلبث أن يمضي عليها الوقت، حتى تشهد تقادماً زمنياً لتظهر أخرى فتجعل منها شيئاً من الماضي، ما صعب على المنتجات المحلية مواكبتها بسبب التكنولوجيات المتقدمة التي تملكها المؤسسات الانتاجية الأجنبية المنافسة.
لذا فإن التخطيط والعمل على تطوير المنتج المحلي الذي يقدمه المشروع الإنتاجي المحلي يعد من الضرورات الستراتيجية للمنظمات الانتاجية في بلدنا، من أجل البقاء بشكل دائم في ساحة المنافسة مع المنظمات الإنتاجية الأجنبية المنافسة.