تسويق الطاقات الشبابيَّة

اقتصادية 2022/04/03
...

 ياسر المتولي 
الإعلام الحقيقي قادر على اكتشاف المهارات الواعدة والطاقات المكنونة لدى الشباب العراقي من جنوبه ووسطه الى شماله.
راق لي برنامج متلفز سلط الضوء على تجربة رائدة لمعهد  متخصص في دهوك يستخدم تقنية الريبوت في إلقاء المحاضرات على طلبة المعهد .
لم تبهرني هذه التقنية كونها ليست بجديدة في أنحاء العالم لكن الذي حفزني للكتابة عن قصة النجاح هذه كونها تحدث لأول مرة في العراق والذي أثار إعجابي أكثر مدى تفاعل طلبة دهوك مع هذه التقنية.
وزد على ذلك سرعة تعاطيهم وتقبلهم لفكرة التعليم الالكتروني بواسطة الروبوت وأذهلتني رؤى وتطلعات شباب دهوك العراقيين في طبيعة التفكير في تطوير هذه التجربة ومحاولة الوصول الى اختراع الروبوت نفسه وأبدوا استعدادهم لخوض هذه التجربة بقوة.
هذا هو العقل العراقي الحقيقي المقتدر وليس عليه غبار، الذي يحتاجه فقط  تثوير طاقاته ليروي لنا قصص نجاح أخرى متقدمة .
وأقصد بتثوير الطاقات الدعم اللازم والمطلوب لدفع الطاقات الشبابية نحو تحقيق التطور للحاق بالركب العالمي الجديد من خلال احتضان الطاقات الشبابية ودعمها بكل السبل.
في هذا السياق اضرب مثالاً على جانب من الدعم المطلوب للطاقات الشبابية، فقد أقيم يوم الأحد الماضي في معرض اكسبو دبي 2020 يوماً خاصاً للشباب العراقي أقيم على جناح العراق بالمعرض لكلا الجنسين ممن حققوا قصص نجاح في نتاجاتهم المختلفة .
 هذا المهرجان أقيم بتمويل من صندوق تمكين المتخصص برعاية المواهب وفي تقديم المبادرات المجتمعية المختلفة برعاية الأمانة العامة لمجلس الوزراء والبنك المركزي العراقي ورابطة المصارف الخاصة شهد حضورا رسميا رفيعا وشعبيا واسعا .
وبذلك حقق هذا المهرجان هدفين أساسيين أولهما تسويق الطاقات العراقية الخلاقة المنتجة الى العالم بما يضفي حاجة الدعم المعنوي أما الهدف الثاني فيتلخص بتشجيع الشباب على الإقدام والإبداع وشحذ هممهم واحتمالية احتضان هذه المواهب في خلق فرص عمل لهم .
عن هكذا دعم نتحدث وعليه نقترح نقل هذه الفعالية وإقامتها في العراق موطن المواهب وولاد الطاقات كي يكون حافزاً للشباب نحو الإبداع والسعي لتحقيق قصص نجاح مماثلة في جوانب متعددة ويقيناً أنها موجودة لكنها خارج الأضواء والمسموع .
من أجل ذلك قلت في مقدمة كلامي الإعلام الوسيلة الأمثل لتسليط الأضواء على قصص النجاح المغمورة وعلى الدولة بجميع سلطاتها إيلاء الاهتمام عبر كل وسائل الدعم المتاحة لشباب العراق البارع والجاهز للإبداع فقط شجعوهم.
واذا كان لا بدّ من تقييم لهذين الحدثين فإنّ الفضل يعود للشراكة والتعاون بين القطاع الحكومي والقطاع الخاص لدعم الشباب في تسويق مهاراتهم بهدف إيجاد فرص عمل تليق بهذه الكفاءات والقدرات الشبابية وستتلاقفهم الشركات الناجحة من دون أن ينتظروا فرص عمل حكومية صعبة المنال لصعوبة توفرها ولعدم إمكانية استيعاب حجم الشباب العاطل.
هذا جانب مهم من تحقيق التنمية البشرية التي تقود الى تحقيق التنمية الاقتصادية، فهل يتحقق حلم المبدعين؟.