باريس تدعو لإيجاد حلول عاجلة تعالج الأزمة في لبنان

ثقافة 2022/04/04
...

  بيروت: جبار عودة الخطاط 
 
يدخل اللبنانيون شهر رمضان بوضع اجتماعي قاهر فلم تعد العائلة قادرة على تأمين الحد الأدنى من المائدة الرمضانية التي اشتهرت بأطباقها حتى صار سعر كيلو الحلوى الواحد يقضم نصف راتب اللبنانيين، في وقت طالب البطريرك الكاردينال مار بشارة بطرس الراعي الحكومة بالإسراع في إجراء الإصلاحات لانتشال المواطنين من واقعهم المزري، بينما أعلن الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون ضرورة التحرك لاختراع الحلول من أجل لبنان، في حين دعا زعيم حزب الكتائب سامي الجميل الى عقد مؤتمر لمصالحة اللبنانيين. 
تصريح الرئيس الفرنسي جاء بعد صمت ليس بالقصير إزاء تناول الأزمة اللبنانية بعد وصول مبادرته التي أطلقها قبل ثلاث سنوات بخصوص لبنان إلى طريق موصد. اللبنانيون استبشروا خيراً بعودة ملف بلادهم إلى طاولة اهتمام باريس برغم كثرة وتعقيد الملفات الدولية الشائكة، إذ أكد ماكرون خلال مهرجان انتخابي على “ضرورة عدم الاستسلام للانقسامات الكبرى لأنها تحدث حالة شلل ولكن في المقابل لا بد من معرفة التشاور مع كل قوة، والاستمرار في بناء تحالفات في الشرق الأوسط والمضي بالتحرك من أجل اختراع حلول للبنان، هذا البلد الذي نحبه كثيرا”. 
ويراهن المراقبون على عودة فرنسا لممارسة نشاطها الداعم لبيروت بالتزامن مع عودة الاهتمام السعودي اللافت بالشأن اللبناني. البطريرك الماروني الكاردينال مار بشارة بطرس الراعي، من جهته طالب اللبنانيين بالتحرك انتخابياً للتغيير المنشود ، وذكر خلال ترؤّسه قدّاس أمس الأحد في بكركي،  أنّ “شعبنا اللّبناني النّاخب يحتاج لأن يستمدّ النّور الإلهي، كي يحسن اختيار مَن هُم الأفضل، لإحداث التّغيير المنشود، ومَن هم مخلصون للبنان دون سواه، ومخلصون لشعب لبنان”، موضحًا أنّ “قيمة الانتخابات في المجتمعات الدّيمقراطيّة، أنّها مناسَبة للشّعوب لتغيير واقعها نحو الأفضل. أن ننتخب يعني أن نغيّر، وأن نقترع يعني 
أن نختار الأفضل”.  
وشدد على أنّ “الجدير بالمرشّحين أن يحدّثوا اللّبنانيّين عن مشاريعهم الإصلاحيّة الممكنة، بدل التّراشق غير المجدي الّذي “شبعنا منه”، داعياً إلى أن “يبادر الشّعب بكليّته إلى انتخاب الأفضل ، إذا أراد حقًّا التّغيير وإصلاح الواقع “، وأردف “على الحكومة الإسراع في إجراء الإصلاحات الماليّة والاقتصاديّة، لأنّ سرعة الانهيار تفوق بكثير بطء الإصلاحات”، أما رئيس حزب الكتائب اللبنانية سامي الجميل فأكد في تصريح له أمس الأحد  على ضرورة توافر ثلاثة عوامل لخروج لبنان من إزمته بقوله: “يجب توفير 3 أمور أساسية لتغيير الواقع الحالي، أولًا نحن بحاجة الى حضور قويّ في المجلس النيابي، وثانيًا إلى أشخاص مستعدين للنزول إلى الشارع، وثالثًا إلى مجتمع دولي يقف إلى جانبك، وعند توفير هذه الأمور الثلاثة يمكننا خلق فرصة لنصل إلى نزع سلاح المكونات اللبنانية كافة وتوحيد القوة الشرعية بيد الجيش اللبناني والقوى الأمنية الشرعية، وأكد الجميّل أن النظام اللبناني برهن على فشله في خلق مواطنة حقيقية وتوحيد اللبنانيين وتأمين الاستقرار، إذ إن الهدف الأساس من أي نظام سياسي هو الاستقرار، داعياً إلى إيجاد نظام قادر على تأمين هدفين: أولًا خلق مواطنة لبنانية حقيقية، وثانيًا حماية التعددية في لبنان”. 
وقال “يجب أن تتم هذه العملية بطريقة عضوية ولا يمكن فرض أي شيء على أحد “، وطالب الجميل بعقد مؤتمر لمصالحة اللبنانيين والذي لم يتحقق منذ انتهاء الحرب الأهلية ، وتابع: “بعد الانتخابات، علينا عقد مؤتمر للمصالحة والمصارحة وأن نجلس معا على طاولة واحدة، لكي يعبّر كل فريق عن مخاوفه تجاه بعضنا البعض للتخفيف من حدة التشنج بيننا والتفكير بعدها جديًا بكيفية بناء وطن جامع، وللقيام بذلك علينا تقديم تطمينات لبعضنا البعض وصيانة التعددية، فالتطمينات ستوفّر لنا فرصة بناء دولة قائمة على المواطنة» .