لغم النزوح السوري..هل يطيح بالحكومة اللبنانية ؟

الرياضة 2019/03/17
...

جبار عودة الخطاط / بيروت
 
 
كثيرة هي الملفات الخلافية التي يتشبث بها الفرقاء الرئيسيون في الحكومة اللبنانية التي تشكلت مؤخرا بعد مخاض عسير امتد لأكثر من عشرة أشهر ويبدو ان لغم النزوح السوري في لبنان بات تهديدا جوهريا لتماسك الحكومة.  ففيما تحاول القوى السياسية إرجاء المسائل الخلافية بحيث تنأى بطاولة مجلس الوزراء عن تداعياتها التي قد تطيح بالحكومة جراء الخلاف العميق حيال قضية إدارة الدولة في هذه المرحلة، طافت تلك الخلافات على السطح لتأخذ عدة نقاط  مثل التعيينات، واعتراض رئيس الحكومة سعد الحريري على الخطة التي قدمها “التيار الوطني الحرّ”، بخصوص معالجة ازمة الكهرباء وغيرها.. ولعل الخلاف الأكبر بدا َجلياً في مسألة كيفية التعاطي مع ملف النازحين السوريين بين التيار الوطني الحر ممثلا بزعيمه ووزير الخارجية جبران باسيل وتيار المستقبل ممثلا بزعيمه ورئيس الحكومة اللبنانية سعد الحريري بحيث وصل الأمر الى التهديد بنسف الحكومة أو إسقاطها إذا لم تتحرك بشكل فاعل للعمل على عودة النازحين السوريين الى ديارهم في سوريا. النائب طلال أرسلان وهو حليف رئيس للتيار الوطني الحر أكد أمس الأحد أن “الأوضاع في سوريا  باتت مستقرة معتبرا أن “كل من يزور سورية اليوم من وفود عربية وغربية يؤكد استقرار الوضع وتقدمه يوما بعد يوم، مما يستدعي عودة سريعة للنازحين من الدول بشكل عام ومن لبنان تحديدا”. ولفت إلى أن “هناك عددا كبيرا من الاخوة السوريين في لبنان، يقومون بشكل أسبوعي بزيارة سورية ويعودون إلى لبنان للعمل فقط، كما تبين الإحصائيات كافة أن نسبة كبيرة من النازحين يرغبون في العودة الآمنة، إلا أن ثمة من يعمد الى تخويفهم وحضهم على البقاء خارج سوريا معتمدا على الإغراءات المادية والشائعات الكاذبة، ودورنا اليوم يقوم على تأمين العودة الكريمة والآمنة لهؤلاء جميعا، التي أصبحت ضرورة قصوى للبنان في ظل الأوضاع الاقتصادية والمالية الراهنة”.  باسيل من جانبه  قال: بالمختصر المفيد لا حكومة في غياب عودة النازحين السوريين الى بلادهم منتقدا مؤتمر “بروكسل”  وموقف الحريري خلاله، باعتبار أنه لم يلتزم بالبيان الوزاري وترى مصادر مطلعة أن شقة  الخلاف بين باسيل والحريري آخذة بالتمدد كما يبدو لتطل برأسها في مسألة التعيينات وملف الكهرباء ومسائل أخرى فضلا عن ذروة الخلاف بشأن النزوح السوري في لبنان. المصادر تعتقد أن عدم الوصول إلى حل في هذه الملفات ستكون له نتائج سلبية جدا وربما يكون بمثابة إعلان نهاية التسوية الرئاسية بين التيارين، أو بكلام آخر، سيكون كما يعبر اللبنانيون نهاية شهر العسل بين (الرابية) حيث التيار الوطني الحرو (بيت الوسط) حيث تيار المستقبل.
الرئيس الحريري أكد مجدداً تأييده للمبادرة الروسية بشأن النازحين، في حين يرى “التيار الوطني الحرّ” أن لا جدية في التعاطي مع ملف النازحين وأن مؤتمر بروكسل الذي شارك فيه رئيس الحكومة سعد الحريري وأحجم جبران باسيل عن حضوره ما هو الّا خطة لتمويل بقاء السوريين في لبنان ليصبحوا امرا واقعا كما هو حال الوجود الفلسطيني في لبنان. هذا الصراع داخل الحكومة اللبنانية الذي خرج الى العلن يرسم عدة علامات استفهام حيال الإبقاء على منسوب الحد الأدنى من التماسك داخل البيت الحكومي الهش وتعاطيه الشائك والمشتبك مع الملفات الخلافية الكبيرة وبالتالي صار الكثيرون ينظرون بعين التساؤل المشوب بالخشية على قدرة التسوية الرئاسية بين رئيس الجمهورية العماد ميشال عون و”التيار الوطني الحر” وحلفائه على الصمود في هذه الأجواء الخلافية العاصفة وهذا ما ظهر جلياَ في الحملات العنيفة سواء مباشرة كما فعل رئيس “التيار الحر” الوزير جبران باسيل، أو بطريقة غير مباشرة عبر محطة “المستقبل” التلفزيونية الناطقة باسم الحريري وتياره، كما حصل أمس مجددا.