بغداد: شذى الجنابي
"عملي في المتحف العراقي انتقالة من المحسوس إلى الملموس في عالم الآثار الحقيقي والانتقال من الاقتباس إلى الواقع، وجميع أعمالي تربطها فرشاتي وألواني، اكتسبت خبرتي في مجال صيانة الآثار من المدرسة الإيطالية وتدربت على أيدي الخبراء ما زاد من خبرتي العملية
هذا ما قالته مرممة الآثار والتشكيلية نوار إحسان لـ "الصباح".
وتضيف أن "لجدها الفنان الراحل خليل الورد تأثيراً في توجهها للاهتمام بالإرث العراقي، فضلاً عن عملها في الدار العراقية للأزياء وقدمت التصاميم التراثية والتاريخية وكان محور العمل هو الاقتباس من الآثار".
وتتابع أن "الحضارة العراقية هي مصدر إلهام لمختلف المجالات، والكثير من الفنانين اقتبسوا رموزها في أعمالهم الفنية، وعملي في المتحف العراقي كان حلمي الكبير". وتوضح: لا يمكن وصف شعوري عند ملامسة فرشاتي لآثار عاشت آلاف السنين على سطح واحد وأشعر بالفخر لمرتين، الأولى انتمائي لهذه الحضارة والأخرى المحافظة على تقديم مد حضاري للأجيال المقبلة.
وتقول إنها عملت على صيانة وإدامة العديد من القطع والشواخص، وخصوصاً المعالجات الفنية (نحت وتلوين الأجزاء المضافة) إذ يقوم الخبراء في المختبر المركزي باجراء الصيانة وبعدها يأتي دوري في عمل الصيانة الفنية لأهم الشواخص والجداريات مثل الجداريات العملاقة للحضارة الآشورية، كالثيران المجنحة، والشواخص والأرضيات في القاعة الآشورية، وجداريات القاعة الإسلامية، وجرار القاعة السومري.
وكان أهم عمل صيانة جدار معبد الوركاء من قبل فريق الصيانة، كما تشير إلى قيامها بإجراء المعالجة الفنية له لمدة تسعة أشهر، إذ يبلغ طوله سبعة أمتار، ويتكون من الآجر، فقد اجريت له معالجات سابقة وبعدها تم تلوينه قطعة قطعة وباستخدام طريقة الرش بالفرشاة وبدرجات لونية متعددة لإبراز شكل الآجر الأصلي، كما وعملت على تلوين أغلب الآثار، لأنني امتلك موهبة وطريقة مميزة أثارت اهتمام المسؤولين وأصبحت أمارس العمل بشكل فردي.
وتعد جميع الأعمال في المتحف قريبة إلى نفس إحسان، كما تضيف أن "كل قطعة لها بريق خاص في داخلي سواء أنجزتها من خلال الصيانة والترميم أو بالمعالجة الفنية".
".