متطلبات التغيير

الرياضة 2022/04/06
...

علي حنون
 هدأت تماما عاصفة الصراخ والعويل، ومرَّ على (تبخر) حلم التأهل لمونديال قطر أيام بدا أنها كافية ،وكما هو مُعتاد، على تحويل الأحلام إلى أضغاث، وصارت تلابيب الحزن من الماضي، وأصبح لزاما البحث عن مخرج ليس للطوارئ وإنما منفذ للتغيير وإيجاد الحلول والخوض في مُتطلبات الإصلاح وتصحيح المسيرة، لأنه ومن دون ذلك لن تقوم لكرتنا الوطنية قائمة وستبقى تترنح في مكانها إن لم تهبط درجات ودرجات من الناحية الفنية لحساب تفوق منتخبات كانت تخشى حتى سنوات قليلة فائتة لقاء منتخبنا الوطني.. ولو وقفنا على أسباب عدم تلمسنا جادة التوفيق في المحطات الماضية، فإننا لن نكون إزاء أمر جلل في تأشير ذلك لأن الحال تُرشدنا إلى أن فشلنا في الإفادة من دروس التعثر ونسيان الإخفاق برمته بمُجرد مرور أيام عليه، هي العلة الكبيرة، التي تُعانيها إدارات منظومة كرة القدم.
منذ خروجنا الأخير سُوّق لنا الكثير من الكلام حول نية اتحاد كرة القدم الاستعانة بمدرب جنبي لتولي مهمة الإشراف على منتخبنا وإعداده لقادم الاستحقاقات وفي طليعتها بطولة القارة الصفراء في الصين، وربما نجد في هذه الخطوة بعض بشائر الخير لكنها يقينا لن تأتينا بواقع أفضل في حال كانت عملية التغيير تستهدف حلقة من حلقات، إذ أن كل حلقات المنظومة تُعاني الوهن ولو بدرجات مُتفاوتة، وأن الإرهاصات، التي تعيشها كرتنا الوطنية وفي جميع تشكيلاتها تُؤكد أن توزيع المسؤولية على الشركاء يعني الإنصاف ويعني أيضا، أننا نجحنا في تحديد المرض وبالتالي سَيسهل علينا موضوع العلاج. وليس بالضرورة أن تكون أولى الخطوات تشكيل لجنة من الخبراء لطالما كانت الصورة واضحة المعالم وليس بحاجة إلى تشكيل لجنة تأخذ من جرف الوقت الشيء الكثير، وبرأينا أن أولى الخطوات تتعلق بالركون إلى قرار السير في سبيلين، الأول يتعلق بالتخطيط للمرحلة القصيرة المُقبلة، والذي يقضي بترحيل العناصر المُتميزة مع الأولمبي وعدد من الوجوه المحترفة وعينة من لاعبي الدوري المحلي، وغاية هذه الخطوة مشاركة منتخبنا في الاستحقاقات الدولية القريبة، وأما العتبة الثانية، التي ينبغي وضع قدمنا عليها هي الاعتماد على مدرسة تدريبية واحدة لكل المنتخبات الوطنية وتشكيل فريق من الكشافين المُتمرسين والسعي لاتباع ذات الخطوات، التي تسير في سبيلها بعض دول الجوار والمحيط الإقليمي بتحقيق شراكات فنية مع أندية عالمية بهدف ابتعاث مواهبنا، التي يتم اختيارها وإدخالها في مُعايشات مع فرق تلك الأندية، لنكون أمام ذلك نُخطط لمستقبل واعد، لكرتنا الوطنية. لكن وكبادرة لقادم قريب، فإنه بات من الضروري، وتحقيقا لما أسلفنا، الشروع بخطوات الإعداد الأولى للاستحقاق القاري عبر التمهيد لانطلاقة جديدة تستند – حتما – على الإفادة من إفرازات رحلة التصفيات العالمية ونتائج مسيرتنا المُتعثرة فيها، وجعل أحداث المحطات الماضية، دروسا نتعلم منها كيفية تجاوز الأخطاء والعمل على تصحيح مسار الكرة الوطنية.. ولعله من الإنصاف القول، إن أحدا من النقاد لم يركن- متعمدا- خلال رحلة التصفيات الأخيرة، إلى مصادرة أو اختزال جهد أو أن يسير في سبيل يُؤثر سلبا في حضور كرتنا في المنافسات الكونية، لأن الجميع تقله ذات العربة، التي تحمل أمنيات الأمل بغد جديد لكرتنا الوطنية، عبر التميّز في التصفيات وتحقيق النجاح، لكن التعثرات، التي توالت على منتخبنا الوطني في غير مباراة وجعلته يخسر رهان التأهل إلى مونديال الدوحة، دفعت إعلامنا الرياضي إلى الجهر، بموضوعية ومهنية، بالأسباب التي وجد أنها ستبقى حاجزا أمام منتخبنا الوطني، في حال، لم يتم التعاطي معها، بايجابية. ولأننا نُدرك أن مسؤولية صور الوهن، التي رافقت فريقنا في المشاركات الدولية الأخيرة، تضافرية تتحمل فيها الأطراف المعنية بقيادة ومساندة اللعبة أبعاد ظهورها، فإن المنطق يفرض على الجميع الأخذ بالحسبان ذلك الأمر، وهذا الموضوع يُحتم على من بيدهم القيادة والإدارة، الالتفات إلى أهمية إجراء تغييرات والركون إلى معالجات مهمة ومطلوبة جدا لطالما، آتى حجم الالتزامات الإدارية والفنية المُترتبة على إدارة الاتحاد، أكبر على اعتبار أنه المنظومة التي تتصدى لقيادة الركب، وتحمل أيدي أعضائه مفاتيح الأمور.