بابا الفاتيكان يزور لبنان في حزيران المقبل

قضايا عربية ودولية 2022/04/07
...

 بيروت: جبار عودة الخطاط 
 
تشخص الأبصار إلى حزيران المقبل بعد تأكيد قصر بعبدا بأنَّ البابا فرنسيس سيزور لبنان في هذا الشهر، بينما أثير لغط بعد إعلان الرئاسة زيارة البابا في وقت لم تؤكد ذلك الفاتيكان، أوساط سياسيَّة عدّت ذلك سقطة دبلوماسية في حين استغرب التيار العوني "الحملة على الرئاسة بسبب الإعلان عن زيارة البابا إلى لبنان"، بينما اتهم رئيس الحكومة نجيب ميقاتي جهات لم يسمها بعدم رغبتها بالانتخابات وتعد أنَّ الورقة الأخيرة لخلاصها منها هي إسقاط الحكومة، في وقت رجحت فيه مصادر اقتصادية توقيع اتفاق إطار بالأحرف الأولى بين لبنان وصندوق النقد الدولي. 
ولأنَّ كلَّ شيء مسيس في لبنان ويمكن توظيفه للضرب تحت الحزام كان إعلان الرئيس عون أمس الأربعاء لموعد زيارة البابا فرنسيس للبنان قبل أن تعلن الفاتيكان مناسبة للتوظيف السياسي وربما الانتخابي لتوجيه ما أمكن من سهام النقد للخصوم وعد ذلك غلطة دبلوماسية لا سيما بعد ردّ مراسل الفاتيكان لصحيفة "ناشونال كاثوليك ريبورتر" كريستوفر وايت على ذلك حيث كتب كريستوفر وايت عبر حسابه في تويتر رداً على تغريدة الصفحة الرسمية التابعة لرئاسة الجمهورية، إنَّ "رئيس لبنان أعلن أنَّ البابا سيزور البلاد في حزيران المقبل، بينما لم تؤكّد الفاتيكان الزيارة بعد" وكانت الصفحة الرسمية للرئيس اللبناني ميشيل عون قد ذكرت أمس أنه "تبلغ رئيس الجمهورية ميشال عون من السفير البابوي أنَّ البابا فرنسيس سيزور لبنان في حزيران المقبل على أن يحدد موعد الزيارة وبرنامجها بالتنسيق بين لبنان والكرسي الرسولي". في السياق استغرب عضو التيار الوطني الحر أمل أبو زيد في تصريح له عبر وسائل التواصل الاجتماعي، "الحملة اليوم على رئاسة الجمهورية بسبب الإعلان عن موعد زيارة قداسة البابا إلى لبنان". 
ولفت إلى "أنَّ ما قرأناه من عناوين ومن مواقف داخلية هو محاولة للتشويش على هذه الزيارة في الدوائر الفاتيكانية انطلاقاً من خلفيات كيدية سياسية لا مصلحة للبنان بها". هذا وأكدت مصادر قصر بعبدا بأن زيارة الحبر الأعظم ستجرى في موعدها في شهر حزيران المقبل وهذا الأمر تبلغته الرئاسة لذا تم الإعلان، إلى ذلك أطلق رئيس الحكومة اللبنانية نجيب ميقاتي تصريحات لافتة بخصوص ما يتم تداوله بشأن مسألة إقامة الانتخابات في منتصف الشهر المقبل والتشكيك بحصولها بقوله: "إنهم لا يريدون الانتخابات ويعتبرون أنَّ الورقة الأخيرة لخلاصهم منها هي إسقاط الحكومة وربما يحقق هذا الأمر إذا حصل مبتغاهم ولكنني لن أنساق إليه وأستقيل فلا استقالة ولا من يستقيلون. ولذلك  أدق جرس الإنذار للجميع من أنَّ الأوضاع لا تُدار بهذه الطريقة ولن أقبل بما يقومون به لأن ما يجري هو على حساب الوطن والبلد واللبنانيين ولن يؤدي إلى نتيجة"، واستغرب ميقاتي في تصريحات صحفية أمس الأربعاء "ربط البعض بين مشروع الموازنة وخطة التعافي"، وقال: "إنَّ الموازنة هي استحقاق دستوري على الحكومة أن تنجزه في مواعيده بينما خطة التعافي منفصلة عنها وسترفع وحدها إلى المجلس". ولاحظ أنَّ "البعض يمارس شعبوية وخلطاً بين الأمور على حساب الحكومة والعهد معاً وهذا لا يجوز ولا نستطيع أن نستمرَّ بهذه الطريقة وعلى هذا المنوال ومسرحية التصريحات لن تنطلي علينا"، في غضون ذلك أشارت مصادر حكومية  إلى أنَّ "مفاوضات الحكومة مع صندوق النقد الدولي تسير في طريقها الصحيح" متوقعة أن "تحقق نتائج قريبة". وكشفت أوساط اقتصادية عن أنَّ مسار المفاوضات يجري بشكل جيد ومن المحتمل أن يتم قريباً جداً توقيع اتفاق إطار بالأحرف الأولى بين لبنان وصندوق النقد الدولي إذا ما سارت الأمور بنفس مسارها الإيجابي وتبلورت  التفاهمات على الخطوط العريضة، بحيث يأخذ الاتفاق صيغته النهائية بعد أن ينجز لبنان المطلوب منه ويأمل اللبنانيون في إنجاز ذلك بحيث تتدفق المساعدات المالية من قبل الصندوق لتسهم في تحجيم الأزمات المالية والاقتصادية الخانقة التي تعصف بالبلاد وطالت كل القطاعات ومنها القطاع التعليمي حيث تعيش الجامعة اللبنانية واقعاً مأساوياً بحيث باتت مهددة بالإغلاق. وحذر النائب ادغار طرابلسي من أنه "في حال عدم رفع موازنة الجامعة اللبنانية إلى حدّ مقبول يراعي التراجع الحاد في قيمة العملة اللبنانية فسنكون أمام إقفال حتمي لأبواب الجامعة العام المقبل"، لافتاً إلى "أن وزارة التربية أخفقت بلحظ إضافات مقبولة في موازنة الجامعة اللبنانية كمساهمة من الحكومة"، وأضاف طرابلسي "أنَّ مبلغ الخمسين مليون دولار الموجود لدى شركات الطيران من عائدات الـ PCR بإمكانه مساعدة الجامعة اللبنانية على النهوض مجدداً"