أفريقيا والحربُ جوعاً
الرياضة
2022/04/07
+A
-A
علي حسن الفواز
هذا التوصيف يجعل من حرب الجوع، ليست بعيدة عن السياسة، ولا عن صراعاتها، والتي ارتبطت بضعف الإجراءات التي يمكن أن تقوم بها الدول الغنية، والمنظمات الإغاثية، في معالجة الصعوبات الاقتصادية والجفاف والتصحر والتغيّر المناخي في أفريقيا، فضلاً عن مساعدتها على ما تعانيه دولها من صراعات مسلحة وأزمات تنموية عميقة.
إنَّ مواجهة هذا الواقع الصعب تتطلب إجراءات عاجلة، وستراتيجيات تدعم اقتصاديات تلك الدول، ودعمها في تجاوز مشكلاتها الأمنية والغذائية، لاسيما بعد تداعيات الحرب في أوكرانيا، إذ إنَّ أكثر من ست دول أفريقية تستورد 30 % إلى 50 % من القمح الروسي والأوكراني، وهي أرقام أوردتها عدد من منظمات الإغاثة الدولية، وهو ما سيجعل دول غرب أفريقيا ومنطقة الساحل أكثر معاناة في مواجهة أسوأ أزمة غذائية، وعلى نحوٍ يجعل هذه الدول مهددة بتغيرات بنيوية خطيرة، جرّاء تزامنها مع تصاعد مظاهر الصراع الأهلي، والانقلابات العسكرية، والنزاعات المسلحة. انشغال الغرب بـ"خصخصة" المساعدات الكبرى لأوكرانيا يكشف عن طابع سياسات دول الغرب العنصرية، وتغافلها عن القيام بأيّ دورٍ إنساني حقيقي في أفريقيا، لمواجهةِ حربٍ أكثر عنفاً وقسوة، ستُهدد الملايين بالموت جوعاً وعطشاً وجفافاً..