بغداد: عماد الامارة
حذّر خبيران في الشأن الاقتصادي من ارتفاع حدة التحديات التي تواجه الاقتصاد العالمي في اكثر من قطاع اقتصادي، بسبب الحرب الروسية- الاوكرانية، اذ تتجلى تأثيراتها في مسارات الطاقة العالمية من النفط والغاز الطبيعي، ما أدى الى نقص في الامدادات، وبالتالي ارتفعت أسعار تعرفة الطاقة، والسلع الغذائية والأساسية في العالم ومنها العراق، بحسب ما أوضحه خبيران اقتصاديان لـ "الصباح".
سلاسل التوريد
قال الأكاديمي الدكتور عبد الكريم العيساوي لـ"الصباح": أن "استمرار الحرب الروسية الاوكرانية يؤدي الى تقويض فرص الانتعاش الصناعي والاستهلاك الخاص المتوقع مع نهاية قيود متحورات (كوفيد- 19)، وتفاقم الضغوط التضخمية على الصعيد العالمي من جهة، اما على صعيد سلاسل التوريد العالمية سيكون هناك نقص محتمل في المعادن الاساسية مثل البلاديوم، الذي يستخدم في انتاج الهواتف المحمولة وحشوات الاسنان ونقص في الالمنيوم والنيكل المستخدم في صناعة البطاريات ويبلغ انتاج روسيا منه نحو 10 بالمئة من الانتاج العالمي، من جهة
ثانية".
وأضاف العيساوي: "هناك انعكاسات كبيرة على قطاع النقل البحري والجوي نتيجة ارتفاع تكاليف الشحن لمصادر الطاقة والسلع المتاجر بها دوليا، بعد تخلي المستثمرين الدوليين عن التعامل مع اصول السلع الاساسية الروسية، اما تاثيرات الحرب الروسية - الاوكرانية على الاقتصاد العراقي في البدء، لا بد من القول إن كلا البلدين المتحاربين لم يكونوا شركاء أساسيين للعراق مثلما كلاهما من الدول الاخرى ليس شركاء رئيسيين لاي اقتصاد في العالم، اذا ما استبعدنا الطاقة والغاز، وان صادراتمها تعد مدخلات رئيسية للصناعة العالمية بالامكان توفير بدائل عنها من دول منتجة اخرى".
السلع الغذائيَّة
وتابع الاكاديمي: "سوف يتركز التأثير في الاقتصاد العراقي في جانب الصادرات من السلع الغذائية، التي تستحوذ كل من روسيا واوكرانيا على صادرات القمح والذرة على 80 بالمئة و25 بالمئة من مجموع الصادرات العالمية من هذين المحصولين على التوالي، اذ تشير البيانات لعام 2020 أن العراق يأتي بالمرتبة 89 من صادرات روسيا العالمية من القمح، كما يستورد منها نحو 4218 طنا من طحين القمح ويحتل المرتبة 13 عالميا من صادرات طحين القمح، في حين يستورد من اوكرانيا نحو 115 الف طن من الذرة، وياتي بالمرتبة 25 من صادرات اوكرانيا العالمية من الذرة" .
ارتفاع الأسعار
وبسبب التوقعات العالمية في حدوث قفزة في ارتفاع اسعار السلع الغذائية والاساسية، نوه العيساوي الى "أهمية أن يتخذ العراق مجموعة حزم من السياسات الاقتصادية والتجارية العاجلة، منها تقديم الدعم الى الفلاحين في مجال توفير المدخلات الزراعية من الاسمدة والمبيدات الكيمياوية، وفي الوقت نفسه شراء المنتوج النهائي بأسعار مجزية ومشجعة".
العقود الآجلة
وفي سياق متصل قال المختص بالشأن الاقتصادي الدكتور احمد الراوي في تصريح لـ "الصباح": "أثرت الحرب الروسية الاوكرانية على صادرات البلدين من القمح والسلع الغذائية، حيث تمثل صادراتهما ربع الصادرات العالمية".
وأشار الى أنه "وفقا لبيانات المجلس الدولي للحبوب فان من المتوقع أن تكون اوكرانيا اكبر مصدر للذرة في موسم 2021 / 2022 ورابع اكبر مصدر للقمح، اما روسيا فهي اكبر مصدر للقمح بعد الصين".
واضاف الراوي: "هذا الامر سيؤدي فيه النزاع الى ارتفاع اسعار هذه السلع في السوق العالمية، وبحسب المعطيات ستتأثر الكثير من الدول العربية المستوردة للقمح، هذا فضلا عن ارتفاعها اساسا منذ بدء جائحة كورونا".