وسائل التواصل ودعمها للسياحة

آراء 2022/04/13
...

 سرور العلي  
 
لقد أسهمت مواقع التواصل الاجتماعي بتوثيق العديد من المعالم السياحية في بلدان مختلفة، ومنها ما يحصل الآن في العراق حيث يتوافد الكثير من السياح بين فترة وأخرى، للإطلاع على معالمه والقيام بالسياحة الدينية، ومشاهدة آثاره، لا سيما المدرجة على قائمة اليونسكو للتراث 
العالمي.
وتتم تلك الجولات السياحية في شوارع بغداد ومحافظات العراق المختلفة، بشكل فردي أو ضمن مجموعات سياحية تأتي مع الشركات المحلية، ويقوم السياح عادة بتصوير الفيديوهات الخاصة بأطعمة تلك البلدان وسكانها وتجاربهم معهم، وعاداتهم وتقاليدهم ومناسباتهم واحتفالاتهم، ونشر المحتوى على موقع "يوتيوب" و"إنستغرام"، مما يزيد من نسبة السياحة في هذا البلد، وبرغم من كل ذلك فإن قطاع السياحة في العراق ما زال يفتقر إلى البنى التحتية الجيدة، والتمويل والتنظيم كذلك فغن بعض المواقع غير مؤهلة، وتحتوي على النفايات والأعشاب وتفسخات في الأرض.
وقبل سنوات كانت السياحة معطلة وغائبة في العراق، وزيارته كالحلم بالنسبة لكثيرين، بسبب الحروب المتعاقبة والعنف وانتشار الخطف، ما جعله بعزلة تامة عن العالم، ورؤية الدول الأخرى له بأنه بلد مدمر ويشكل خطراً على حياتهم، لكن اليوم الوضع تغير نحو الأفضل، مع عودة الأمن والاستقرار له، وصلاة البابا فرنسيس له العام الماضي في مدينة أور الأثرية جنوب العراق، وتشير هيئة السياحة الحكومية إلى دخول أكثر من مئة ألف سائح للعراق في العام الماضي من دول مختلفة، وتحاول الجهات الحكومية ترميم وإعادة تأهيل المباني الأثرية، والمواقع السياحية بشكل تدريجي. 
وللنهوض بالقطاع السياحي فلا بدَّ من تطوير البنى التحتية، واستثمار القطاع الخاص في وسائل الراحة والفنادق، ودعم الشركات السياحية التي تقوم بجولات للسياح الأجانب وجذبهم، وضرورة إعادة تأهيل بعض الشوارع، كشارع الرشيد لما له من أهمية تاريخية، وبسبب موقعه في قلب المدينة القديمة على غرار تجديد شارع المتنبي، وكذلك تأهيل البيوت البغدادية العتيقة والمتهالكة، كونها واجهة جميلة وتراثية تمثل تاريخ بغداد، وفتح العديد من المتاحف في العراق وتنظيمها، وإنشاء محطات استراحة، وترميم جميع المواقع الأثرية، وتوفير الخدمات المتنوعة للسياح ووسائل 
المواصلات.