الألغام.. مخاطر وضحايا

آراء 2022/04/13
...

 سها الشيخلي
يعد العراق من أكثر دول العالم تلوثا بالألغام والذخائر العنقودية والمخلفات الحربية، ويشير المسح التأثيري للالغام الارضية الى أن التلوث يغطي مساحة كبيرة تبلغ (1730) كيلو مترا مربعا منها قنابل عنقودية وذخائر حربية غير منفلقة
وكلما يتقادم عليها الزمن تصبح اكثر خطرا وبعض من هذه الالغام مزروعة بطريقة يصعب رفعها بسهولة وتؤثر المساحات المزروعة بالالغام بحياة حوالي (6و1) مليون نسمة اغلبهم من المزارعين ورعاة الأغنام، والاطفال الذين يلعبون في العراء تعرضوا للقتل جراء وجود الالغام وخلال خمس سنوات المنصرمة تعرض (519) طفلا الى الموت، إضافة إلى الإعاقة الجسدية التي شملت الكثيرين وأهمها فقدان الأطراف. 
وفي اليوم العالمي للتوعية بالالغام الموافق 4 من شهر نيسان الحالي وفي مثل هذا اليوم تقوم دوائر الامم المتحدة ببناء القدرات الوطنية في كل البلدان، التي تعمل فيها بعثات حفظ السلام تدريب الراغبين بإبطال الذخائر المتفجرة كما فعلت في لبنان. 
وتسعى الأمم المتحدة وشركاؤها جاهدين، حيثما يعملون على إزالة الألغام، لضم النساء والرجال في جميع جوانب العمل بهدف تقديم أعلى مستوى من الخدمات المتعلقة بالألغام في استجابة لاحتياجات جميع أفراد المجتمع بغض النظر عن جنسهم
وإن الإجراءات المتعلقة بالألغام هي عامل تمكين حاسم لتحقيق الاستقرار بعد الصراع وبناء السلام وجهود التنمية، وعلى الدوائر المعنية تنفيذ خطة وطنية شاملة للتوعية بمخاطر الالغام لرفع مستوى الوعي وتقليل المخاطر في المجتمع ومساعدة الضحايا، عبر وضع وتنفيذ برنامج لمساعدتهم وتأهيلهم وإعادة اندماج الناجين منهم وتتنسيق برامج خاصة بشؤون الالغام بين الوزارات، لتكون قادرة على مواجهة هذه المخاطر . 
وتعد الإجراءات المتعلقة بالألغام عملا انسانيا كونها تنقذ الأنفس وتكثر وجود الألغام في المناطق التي كانت ساحة للحروب منذ سنوات، ومنها الحرب العراقية الايرانية، ثم جاءت حروب داعش لتزيد من اعداد المتفجرات التي زرعت على ثلث مساحة العراق، وهي المناطق التي احتلتها، لذا نجد أن أغلب النازحين يخشون العودة الى منازلهم ويفضلون البقاء في خيام ممزقة وحياة مشردة، خوفا من الألغام التي تحصد أنفسهم، ومع وجود برامج لتفكيك الألغام، إلا أنها غير كافية وبحاجة الى المزيد لحجم المساحات المغمورة بالالغام، ويحتاج الأمر إلى تفكيك وازالة الالغام الى موازنات خاصة، لأن حياة المواطنين ليست رخيصة ولا يمكن معادلاتها بالأموال. 
وعن الناجين من هذه التفجيرات الفتاكة، خاصة الذين فقدوا أطرافهم أن يعوضوا بشمولهم بمخصصات الشهداء، وهي تعويضات بسيطة ويجب أن تكون إجراءات التعويض بحجم المخاطر التي لحقت بهم، وتعد هذه الإجراءات عملا انسانيا، لأنها تنتشل الناجي من الضياع وصعوبة العيش.
وعن الاجراءات اللازمة لتمكين حفط السلام في حقول الالغام، يجب على الجهات المعنية والمنظمات الانسانية تقديم المساعدة للمواطنين من العيش بدون خوف من فقدان حياتهم، بسبب زلة قدم على أن لا تقتصر تلك الاجراءات على إزالة الألغام الأرضية فقط، بل تشمل تاثير زيادة الجهود الرامية الى حماية الناس ومساعدة الضحايا لتحقيق الاكتفاء الذاتي، ليصبحوا اعضاء ناشطين في مجتمعاتهم، إضافة الى توفير فرص الاستقرار والتنمية المستدامة لهم وتنقل لنا وسائل الإعلام دوما عدد الذين تعرضوا من ضحايا، هم عادة سكنة المناطق الحدودية ومناطق الحروب، ففي إقليم كردستان يبلغ عدد ضحايا الالغام (13الف) مواطن عراقي.