انقسام لبناني بشأن عودة سفراء الخليج إلى بيروت

قضايا عربية ودولية 2022/04/13
...

 بيروت: جبار عودة الخطاط 
 
انقسم اللبنانيون إزاء عودة السفير السعودي وسفراء الخليج  الآخرين إلى بيروت بين من يرى بأن الرياض طوت صفحة الخلاف مع لبنان وهي اليوم تستأنف نشاطها فيه من خلال البوابة الإنسانية وان هذه العودة تتزامن مع سعي الرياض لإنهاء الملفات الساخنة في المنطقة ومنها الملف اليمني واللبناني، في حين يرى آخرون أن عودة الرياض إلى بيروت مرتبطة بحسابات سياسية تتصل بقرب الاستحقاق الانتخابي والعمل على رص صفوف (الساحة السنية) المتشظية بعد اعتزال الفاعل الأبرز فيها سعد الحريري، في وقت ما زالت  فيه الأزمات تعصف بالبلاد حيث هز انفجار منطقة صيدا في الجنوب 
وأوقع عدة ضحايا. 
ويشير مراقبون إلى أن عودة السفير السعودي لبيروت يمكن فهمها بالالتفات  إلى  طبيعة الشخصيات التي تواصل معهم السفير وليد البخاري حيث يصنفون على فريق سياسي واحد يقف في الخط المضاد لحزب الله، وتسعى أوساط سياسية في الساحة (السنية) لاستثمار الزخم الذي تمثله عودة السفير البخاري إلى بيروت لدفع حراكها الانتخابي بعد قرار الابتعاد الذي عمد إليه الحريري في ظل أجواء التخوين التي طالت تلك الأوساط من قبل الجمهور حيث عد ذلك الحراك الانتخابي طعناً بتوصية الحريري الذي طالب بعد اعتكافه بمقاطعة الانتخابات ولعل أبرز المتصدين لتنظيم لوائح انتخابيٍة (سنية) هو رئيس الحكومة الأسبق فؤاد السنيورة الذي يأمل بأن يحظى حراكه بدعم الرياض لينعكس ذلك إيجاباً على مسار ترشح لائحته التي يدعمها في وضع سياسي ملتبس، وهو ما كشفته معلومات صحفية أمس الثلاثاء بأن السفير السعودي أبلغ السنيورة بأن السعودية “تبارك الجهد الانتخابي الذي يقوم به لعدم ترك (الساحة السنية) فارغة أمام حزب الله”،جاء ذلك خلال زيارة البخاري وسفير الكويت عبد العال سليمان القناعي إلى منزل السنيورة في بيروت قبل يومين وأكد البخاري بأن المملكة حريصة على أن تكون الطائفة السنية جزءاً من العملية الانتخابية، الأمر الذي قابله 
السنيورة بارتياح بالغ. 
السفير السعودي البخاري أكد من جانبه أنه “لم يكن هناك قطع للعلاقات مع لبنان إنما إجراء دبلوماسي للتعبير عن موقف كان مسيئا للمملكة ودول الخليج “، وأضاف خلال مأدبة إفطار أقامها لكبار الساسة اللبنانين في منزله الواقع في مبنى السفارة السعودية في اليرزه ببيروت، أن “السعودية لطالما أكدت اهتمامها وحرصها على استقرار لبنان وانتمائه الوطني وانطلاقاً من هذه الرؤية كانت 
عودتنا إلى لبنان”. 
وأشار إلى “أن العودة أتت وفق مشاريع مشتركة وسنتحدث عن مشاريع مشتركة بين فرنسا والسعودية لتقديم الدعم الإنساني والاستقرار في لبنان وهناك لجنة تحضيرية مشتركة لتنفيذ المشاريع”. وحضر المأدبة  رئيس الوزراء اللبناني نجيب ميقاتي، والرئيسان السابقان أمين الجميل وميشال سليمان ورئيسا الحكومة السابقان فؤاد السنيورة وتمام سلام ورئيس حزب القوات اللبنانية سمير جعجع، ورئيس الحزب التقدمي الاشتراكي وليد جنبلاط ، ووزير الزراعة عباس الحاج حسن وممثلا رئيس مجلس النواب نبيه بري ورئيس حزب الكتائب سامي الجميل والنائبة بهية الحريري، كما شاركت في المأدبة السفيرتان الأميركية دوروثي شيا، والفرنسية آن غريو، و  السفير البريطاني يان كولارد، ومبعوثة الأمم المتحدة يوانا فرونتيسكا وعدد من السفراء العرب 
المعتمدين في بيروت. 
إلى ذلك أكد الأمين العام لحزب الله السيد حسن نصر الله في موقف لافت تزامن مع حراك السفير السعودي في بيروت بأن “السعودية شنَّت حربا مدمرةً على اليمن وعلى شعبه، قضى فيها عشرات الآلاف وخلقت أسوأ أزمة انسانية على مدى سبع سنوات، فمن يكون يخرب العلاقات العربية العربية؟ من شنَّ الحرب أم من وقف مع المظلوم” وأشار في كلمة رمضانية متلفزة  “سمعت من مسؤول سعودي أن مئات ملايين الدولارات أنفقت في انتخابات 2009 وحجب الصوت في بعض الدوائر كان مقابل 500 دولار وقد يدخل مال انتخابي كبير في هذه الانتخابات وبدأ ذلك بحجة أن الناس محتاجة وقد يلجأ 
كثيرون لبيع أصواتهم”. 
في غضون ذلك هز انفجار  بلدة بنعفول التابعة لقضاء صيدا في جنوب لبنان  أمس الثلاثاء لم تعرف أسبابه بعد، وفي حصيلة أولية أدى إلى وفاة شخص واحد ووقوع سبعة جرحى، كما أدى  إلى تدمير مبنى المجلس البلدي بالكامل، وإلحاق أضرار بالغة بالمباني القريبة، وقد هرعت سيارات الإسعاف إلى مكان  الانفجار وقامت بنقل المصابين إلى مستشفى الراعي في صيدا.