طهران: محمد صالح صدقيان
تراوح المفاوضات النووية مكانها بعد توقفها في فيينا قبل خمسة أسابيع انتظارا لما ستؤول إليه المواقف الأميركية بشأن إزالة الحظر عن مؤسسة الحرس الثوري التي أدرجها الرئيس الأميركي السابق دونالد ترامب في القائمة الأميركية المصنفة إرهابيا .
وتسود الأوساط السياسية الإيرانية حالة من الإحباط من نتائج مفاوضات فيينا التي لم تستطع حتى الآن التوصل لاتفاق مع الجانب الأميركي علی الرغم من دخول هذه المفاوضات عامها الثاني ؛ مما استدعی لجنة الأمن القومي والسياسة الخارجية البرلمانية لاستضافة وزير الخارجية أمير عبد اللهيان وكبير المفاوضين الإيرانيين علي باقري للوقوف علی حقيقة المعلومات المسربة من الوفد المفاوض بعد توزيع مسودة اتفاق قيل قد تم التوصل إليها في مفاوضات فيينا .
وقال المتحدث باسم لجنة الأمن القومي والسياسة الخارجية في مجلس الشوری البرلمان محمود عباس زادة أمس الثلاثاء أن اجتماع اللجنة مع وزير الخارجية أشار إلی إمكانية التوصل لاتفاق مع الولايات المتحدة معربا عن اعتقاده بأن الجزء الأكبر من القضايا العالقة قد تمت تسويته ولم يبق إلا القليل من دون أن يعطي أي تفاصيل عن طبيعة القضايا العالقة والعقوبات التي تحول دون التوقيع علی اتفاق مع الجانب الأميركي .
ونقل عن عبد اللهيان قوله: إن مفاوضات فيينا لم تكتب مسودة اتفاق حتى الآن وأن الجانب الإيراني يواصل مباحثاته مع الجانب الأميركي عبر الوسيط الأوروبي للتوصل لاتفاق يضمن الحقوق الإيرانية في ما يخص الضمانات وإزالة العقوبات .
مصدر مطلع نقل لــ “الصباح” أن رسائل تم تبادلها بين الجانبين الإيراني والأميركي عبر الاتحاد الأوروبي تعلقت بقضية إزالة الحظر عن الحرس الثوري . وقال المصدر إن الجانب الأميركي طرح علی طهران إمكانية إزالة الحظر عن الحرس الثوري مقابل مساهمته في خفض التصعيد في منطقة الشرق الأوسط ؛ لكن الجانب الإيراني – حسب المصدر- رفض مثل هذه الآلية لكنه أجاب بإمكانية تحقق ذلك من خلال اجتماع دول المنطقة لصياغة إطار للتعاون الأمني يستطيع معالجة المشكلات وإزالة التوترات الأمنية والعسكرية في المنطقة .
وقال عبد اللهيان في لقاء مع قناة إيرانية داخلية: إن المفاوض الإيراني يتابع قضية رفع الحرس الثوري عن قائمة العقوبات الذي اعتبره “طرفا رئيسا في ستراتيجية إيران الأمنية والدفاعية ونحن نطالب برفع العقوبات عنه رغم موقف قيادات الحرس الذي أبلغونا إياه”.
وذكر عبد اللهيان أن الحرس الثوري أبلغ وزارة الخارجية الإيرانية بعدم تقيد الوزارة بمطلب إزالة الحظر عنه إذا كان ذلك يخدم تقدم المفاوضات وإزالة العقوبات الاقتصادية عن الشعب الإيراني ؛ لكن عبد اللهيان عاد وتراجع عن التصريح بعد انتقادات وجهت له من قبل متشددين حيث ذكر أن قضية إزالة الحظر أمر أساسي وهو من الخطوط الحمراء التي يسعی المفاوض الإيراني إلى تحقيقها في مفاوضات فيينا. من جانبه، قال المتحدث باسم وزارة الخارجية الإيرانية سعيد خطيب زادة: إن الحرس الثوري يعد أحد أركان القوات العسكرية للجمهورية الإسلامية وله دور رئيسي في تعزيز القدرات الدفاعية للبلاد ولايعقل أن يستمر تحت عقوبات دولة أخری .
وشدد رئيس المجلس الستراتيجي للعلاقات الخارجية في إيران كمال خرازي علی أن أي اتفاق يمكن التوصل إليه في فيينا لن يكون علی حساب الإرادة السياسية لإيران واستقلالها . وقال في منتدی الدوحة: إن الاتفاق النووي وشيك وهو يعتمد علی الإرادة السياسية للولايات المتحدة بهذا الشأن .
وأكد علی ضرورة شطب الحرس الثوري من قائمة المنظمات الإرهابية “ولايمكن تصنيف أي جيش وطني علی أنه منظمة إرهابية “.