المسؤوليَّة القانونيَّة لمقدم البرامج التلفزيونيَّة

آراء 2022/04/13
...

   كاظم عبد جاسم الزيدي
الاعلام مرآة الشعوب ويلعب دورا مؤثرا في توجيه الرأي العام في الرقابة على أعمال السلطات بالإضافة إلى نشر الفكر والوعي والثقافة في المجتمع,
 
وتعتبر المحطات الاذاعية والتلفزيونية من أهم وسائل الإعلام واكثرها انتشارا وتأثيرا، خاصة في ظل ما أفرزه التطور التقني والتكنولوجي من تنوع لوسائل البث الاذاعي والتلفزيوني، عبر التطبيقات الالكترونية وخدمات البث الرقمي عبر الشبكة الدولية للمعلومات (الانترنت )، ولأن الصحافة والاعلام سلطة شعبية تمارس رسالتها بحرية في خدمة المجتمع تعبيرا عن اتجاهات الرأي العام واسهاما في تكوينه وتوجيهه، من خلال حرية التعبير وممارسة النقد ونشر الأخبار، وفي ذلك كله في إطار المقومات الأساسية للمجتمع وأحكام الدستور والقانون، وتعتبر البرامج التلفزيونية من أهم المحتويات الاعلامية التي تقدم للجمهور، باعتبارها تخاطب جميع المستويات الثقافية ومختلف فئات المجتمع.
ولما كان البرنامج التلفزيوني يخرج للناس والمشاهدين والمتابعين، من خلال شخص يصطلح إعلاميا على تسميته بالمقدم لهذا البرنامج، وقد يتعرض في تقديمه لما يوقعه تحت المساءلة القانونية أو يساهم باعتباره جزءا من القناة التلفزيونية، والتي تأخذ الشخصية المعنوية لها وقد يظهر من خلال البرامج التي يقوم مقدم البرامج التلفزيونية من يسيء ويتجاوز، وأن كان مستضافا للبرنامج التلفزيوني وان مقدم البرامج يعمل على توصيل الأفكار والمشاعر بطريقة مؤثرة الى الآخرين.
وإن من أهم مقومات مقدم البرامج التلفزيونية أن يمتلك حضور الشخصية واللغة وسرعة البديهية وحسن التصرف والاهتمام بالمظهر وسعة الصدر والوعي والنضوج والحياد والموضوعية، وعلى الرغم من عدم وجود نصوص قانونية واضحة او قائمة مكتوبة بأخلاقيات.
يجب على المذيع إتباعها، إلا أن الأعراف التلفزيونية وكتب أساليب العمل التي تصدرها بعض المؤسسات الأإعلامية قد تطرقت اليها بشكلٍ أو بآخر، وتعتبر جرائم السب والشتم والقذف و التشهير والتحريض على العنف والكراهية الاكثر وقوعا في البرامج التلفزيونية، وتتمثل المسؤولية الجزائية لمقدم البرامج التلفزيونية من خلال توفر الركن المادي والمتمثل في القول، الذي يخرج عن أصول وقيود مهنة التقديم التلفزيوني وما يستتبعه من نتائج تترتب عليه ووجود رابط بين القول والنتيجة المترتبة عليها.
وكذلك ركن العلانية وهو ظهور العمل الذي يدخل تحت نطاق الجزاء عليه للعلن، وكذلك ركن القصد الجرمي بإدراك الفعل وتعمده للفعل الذي يحاسب عليه جزائيا، ووفقا للأمر (65) لسنة 2004 والخاص بتشكيل هيئة الاتصالات والاعلام فإن على مقدمي البرامج والاخبار قطع أي تصريح من فرد مهما كان منصبه يحرض على القتل او العنف او الاساءة، والتزام مقدم البرامج بمعايير اللياقة والآداب والذوق العام في مضمون 
برامجهم.
وعلى مقدم البرامج التأكد من مصداقية المواد قبل بثها، وعند استلام مادة خبرية تحتوي ادعاءات او اتهامات لأي فرد بصفته الشخصية والمعنوية او لجهة معينة بصفتها المعنوية، يجب التأكد من صحة الاتهامات والادعاءات قبل بثها ويجب عدم تناول وثائق القضايا المعروضة امام القضاء، منعا للتشويش على سير العدالة من أي تأثيرات خارجية والافضل تقديم تلك الوثائق للجهة القضائية المختصة، لأخذها بعين الاعتبار أثناء التعامل مع القضية وأن يكون النقد بناء وليس الاتهامات التي لا تستند لأي دليل.
لا سيما أن ضيف البرامج مسؤول جزائيا وتنطبق عليه القواعد الموضوعية في المسؤولية الجزائية والاعفاء منها، وإنه لا بد من تفعيل دور الجهات الرقابية عن المحتوى الاعلامي المقدم تلفزيونيا بما ينسجم مع التشريعات وقيم المجتم.