فوضى إعلاميَّة غير منضبطة

آراء 2022/04/13
...

 عباس الصباغ  
 
في ظل الفوضى الخلاقة التي اجتاحت المشهد العراقي بحيثياته كافة، ومنها الإعلام فتماسست بموجب ذلك الفوضى الإعلاميَّة الخلّاقة التي أدت  الى خروج بعض وسائل الإعلام والسوشيال ميديا عن أهدافها المهنية المتوخاة في نقل الحقائق وتوصيل المعلومات الى المتلقين، وذلك باستخدام  عدة أساليب لا مهنيَّة منها التعتيم والكذب على الرأي العام وحرف القناعات المتجذّرة في المخيال الجمعي لتعطي دلالات أخرى لتشي بحقيقة الأجندة المضللة لهذه الوسيلة الإعلامية أو تلك عن طريق الكذب او افتعال الحقائق بوضع ثيمات أخرى إضافية أو حذف بعضها أو تدليسها على الرأي العام أو اختراع معلومات بعيدة عن الواقع الغرض منها تشويش الرأي العام وإرباك رجل الشارع والتأثير السلبي على قناعات المواطنين وليّ الحقائق المتوافرة عندهم.                                                                       
 وكما ضربت تلك الفوضى جميع مناحي الحياة ضربت كل مناحي الإعلام بجميع أنواعه، فلا يستغرب أي شخص من حدوث إرباك وهلع بسبب ركاكة بث الخبر أو بسبب آليَّة تقديمه وسوء اختار الوقت المناسب له، وعدم رصانته المهنية وبسبب  السبق الصحفي المستعجل والمرتبك وغير الناضج  للمتلقي الذي قد يأخذ المادة على أنّها من المسلّمات وهكذا، وعند التمحيص تتضح الحقائق المخفية وراء "الكواليس"، ويتضح أنَّ هذه الوسيلة الإعلاميَّة لم تستقِ الخبر من المصادر الموثقة وهو ما يتكرر دائما سواء أكان الخبر أمنيا أو اقتصاديا أو صحيا أو بيئيا وحتى رياضيا، ما يجعل المتلقي في دوامة وحيرة من أمره، فوسائل الإعلام ومعها السوشيال ميديا تكتظ بما لا يحصى من الأخبار والمعلومات المضللة يضاف إلى ذلك  الصور والفيديوهات أيضا، ومازال الكثير منا يتذكر  تعامل الإعلام مع جائحة كورونا وما رافقها من حيثيات وصلت الى درجة إنشاء أساطير حولها وعدد طرائق العلاجات ومسألة التلقيح، ولم يخلُ ميدان الطقس والمناخ من افتراءات معدّي أخبارهما وتصوير الحالة الجوية أنّها مقبلة على كارثة وجعل الناس في حيرة من أمورهم من تقلّبات غير محمودة في الطقس، ما يضيف معاناة أخرى مع معاناتهم، يضاف إلى ما تقدم طريقة تعاطي بعض وسائل الإعلام مع قضايا المال والاقتصاد وما يتعلق بمعيشة الناس كمسألة صرف الدولار مثلا،  فضلا عن التهويل في القضايا المجتمعية وقضايا العنف الأسري، وأكثرها أخبار ذات معلومات مبالغ فيها الهدف منها زرع التذمر والإرباك في النفوس عن طريق بث أخبار (اكشن) مستعجلة قد تكون ذات مضامين لا قيمة لها إعلاميَّا لكن لها تأثير سلبي بسبب حالات التذمر  والهلع والقلق وغير تلك من التي تبثها بعض وسائل الإعلام من دون تمحيص أو رقابة من الجهات المعنيَّة كهيأة 
الاتصالات.                    
ويعود السبب وراء ذلك إلى استسهال ممارسة العمل الصحفي من غير الكفوئين، وهو من أهم  تجليات الفوضى الخلاقة.