قصيدتان

ثقافة 2022/04/13
...

  حسب الشيخ جعفر
 
 
القحط
كما تتراكمُ فوق الصحونِ.. الصحون
وترُكنُ مرمية للغبار
أكوّم ُ في النفس، في حفرة أو قرار
قصائد قد حفّرتها الغصون
وأنبشُ آنا فآن
أضابيرها الباليه 
كما ينبشُ الديك في كومة خالية
فلا حبّة من زؤان
ولا شيء غير الحطام الهشيم !
أباطيل قشّ قديم، قديم..
ويصدحُ في شجرة في اهتياج
هو القمح ملء الثرى والفضاء
هو القمح فاغتنمي يادجاج!.
 
بيتُ الرياح
مذ تعرّي الشجر
وتولّى الخريف الأخير
والخطى، تحت نافذتي، تتردّدُ ذاهبة، آتية
تتردّدُ، في هدأة الليل، ملء الطريق
فإذا انحدر الطرفُ مني، وجاب الطريق
لم أكن أتبيّن من أحد أو أرى
غير أعمدة الضوء موغلة 
في امتداد الطريق
بيد أن الخطى
لم تزل تتردّد، في هدأة الليل، ملء الطريق
هكذا مذ تولّى الخريف الأخير
وتعرّى الشجر
قلتُ: (عما قريب 
ستغطي الثلوج الطريق 
وأجيل النظر!)
وتناءى الترام الأخير
والخطى تحت نافذتي، تتردّد في هدأة الليل
ملء الطريق
فتتبّعت آثارها في انحدار
في انحدار بطيء إلى منزل لم يعد قائما منه
بين التفات الصنوبر والشوح
إلاّ بقايا جدار
واصطفاقة نافذة يتخافق فيها ستار
هكذا مذ تعرّى الشجر
وأكتسى بالثلوج الطريق
وأنا والخطى نتجول بعد الترام الأخير
في انحدار بطيء
فنطيل السهر
بين نافذة يتخافق فيها ستار
وبقايا جدار.
 
* من ديوانه «الفراشة والعكاز الصادر عن سلسلة كتاب الصباح».