ياسر المتولي
بينما بدأ العد التنازلي لذروة القطع المبرمج للطاقة الكهربائية هنا في العراق مع أول موجة حر خفيفة، فإنَّ الحكومة تحث الجهات القطاعية لتدارك الامر .
في هذه الأثناء تطلق الصين انجازها العلمي الفريد من نوعه (الشمس الصينية الصناعية) لتوليد الطاقة النظيفة بأقل الكلف .ولست هنا بصدد المقارنة بينا وبينهم ومعلوم عدم التكافؤ في مجال القياس، إنما لتبيان كيف يفكر العالم في إيجاد بدائل الطاقة وأثرها البيئي والاقتصادي على مستقبل العالم .
وتتوج الصين انجازها العلمي هذا في وقت يتجه العالم نحو استخدام بدائل الطاقة وبمختلف الأنواع لتتفوق الصين على كل التجارب العالمية .وتشير التوقعات إلى أن مستقبل استخدامات النفط ومنتجاته في تراجع واسعاره مهددة، حيث يقدر أحد خبراء الاقتصاد العالمي أن سعر برميل النفط سينخفض ليساوي سعر برميل الماء (وصفاً مجازيا).لذلك لا بدّ من الاتجاه نحو الصناعات البتروكيمياوية لاستثمار الطاقة استثماراً أمثل، خصوصاً أن العراق يمتلك بنى تحتية في هذه المشاريع ومواد أولية وتجربة فريدة من نوعها، وبذلك ننوع مواردنا ونخفض الاعتماد على الريع النفطي، هذا عدا الجدوى الاقتصادية لهذه الصناعات المهمة في استيعاب البطالة من خلال توفير فرص عمل.
أشير إلى أن العراق كان قد بدأ بتجارب متواضعة باستخدام الطاقة الشمسية، وفي العودة لموضوع الطاقة النظيفة، فتوجد الآن استخدامات في عدد من المحافظات لاستخدام الطاقة الشمسية بواسطة الألواح المولدة للطاقة في محافظة النجف الأشرف، وفي مزارع الحبوب والبساتين عرضتها إحدى القنوات التلفزيونية، وتبدو محاولات ناجحة حسبما ما ظهر في التلفاز .
لكننا نلاحظ تباطؤا في استثمار هذا النوع من التكنولوجيا، في قت خصص البنك المركزي العراقي مبلغ ترليون دينار عراقي لأغراض إقراض إنشاء هذا النوع من المشاريع باستثمار الطاقة الشمسية، وبفوائد ميسرة للتشجيع على هذه التقنية في انتاج الطاقة النظيفة، هذا الانجاز للبنك المركزي لا بد أن يقابله تسليط أضواء ومعلومات عن مدى التوجهات للاستفادة من هذه القروض .
وهنا نرى أن المصارف الخاصة هي الطريق الأنجح لهذا النوع من الاستثمار وقادرة على تحقيق النجاح المطلوب، حيث نجحت في عملية اقراض المشاريع الصغيرة والمتوسطة عبر مبادرة المركزي .
وهنا لا بد من أن تنصب اهتمامات الجهات القطاعية بدعم هذه المبادرة وتهيئة مستلزمات نجاحها من خلال اختيار الأماكن المخصصة لإقامة هذه المشاريع المهمة وتذليل مصاعب الاستثمار .
العالم يبحث عن تجارب ناجحة في هذا المضمار، كونها تلبي الحاجة الفعلية والمركبة للاستفادة من الطاقة البديلة، سواءً بيئاً او اقتصادياً ، فلا بد من الإطلاع على التجربة المصرية الرائدة في هذا المضمار، والتي استطاعت تحقيق نجاح كبير في اعتماد الطاقة النظيفة .
الجهات القطاعية المعنية لإنجاح مبادرة البنك المركزي هي وزارات البيئة، الكهرباء، الصناعة، الهيئة الوطنية للاستثمار ورابطة المصارف الخاصة ممثلة عن المصارف مدعوة لتكثيف جهودها لوضع آليات سريعة لاستثمار قروض البنك المركزي الخاصة بالطاقة الشمسية .
السؤال هل أن القرار الحكومي حث الجهات الحكومية في مواجهة الانقطاعات المحتملة في ما يخص وزارتي النفط والكهرباء، أم الدعوة تشمل الجهات الأخرى لدراسة سبل المواجهة في سلة واحدة؟.