الراعي: إن لم يبادر الشعب اللبناني للتغيير فليتحمّل الانهيار

قضايا عربية ودولية 2022/04/17
...

 بيروت: جبار عودة الخطاط 
تحشد الأحزاب والقوى اللبنانية كل ما تمتلكة من قوة وإمكانات ليوم 15 آيار المقبل، إذ تعد الانتخابات محكاً حقيقياً لإثبات وجودها على الساحة السياسية المربكة، بينما رمى البطريرك  بطرس الراعي الكرة في ملعب الشعب مؤكداً “إذا لم يتنبّه الشعب إلى خطورة المرحلة ويقدم على اختيار القوى القادرة على الدفاع عن كيان لبنان (في الانتخابات)،  فإنه  يتحمّل هو لا المنظومة السياسية مسؤولية الانهيار الكبير”، في حين أكدت مصادر مطلعة أن اللبنانيين سيكونون بعد الانتخابات على موعد مع قرار رفع الدعم عن جميع السلع والخدمات. 
وأضافت المصادر أن تأجيل هذا القرار الصادم إلى منتصف آيار القادم يأتي ضمن حسابات انتخابية، خشية من ارتدادات شعبية تنعكس على تمثيل القوى السياسية في المجلس النيابي، فالسلطات تؤكد أن الوضع حرج ولا يمكن الاستمرار بأي مستوى من مستويات الدعم الحكومي في ظل الأزمة الاقتصادية العنيفة التي تطبق على مفاصل البلاد. 
مراقبون حذروا من أن الإقدام على قرار كهذا من دون اتخاذ قرارات بتعديل الحد الأدنى من الأجور سيكون كارثياً، فاللبنانيون فقدوا أكثر من 90 ٪ من القدرة الشرائية لمرتباتهم، وبالتالي فإن الرفع الكامل للدعم سيشعل السوق المستعرة أصلاً حيث الأسعار الملتهبة التي جعلت أغلب اللبنانيين في مورد العجز عن تأمين وشراء الكثير من احتياجاتهم المعيشية. البطريرك الماروني الكاردينال مار بشارة بطرس الراعي من جهته طالب الشعب اللبناني بالتحرك الاستباقي لتغيير المنظومة السياسية الحاكمة من خلال الانتخابات، مؤكداً أنّه “بقدر ما يتحرك الشعب ويواجه جدياً الأمر الواقع الكارثي، يتشجع المجتمع العربي والدولي لمساعدته وتوفير إمكانات التغيير ووسائل الإنقاذ”، وذكر الراعي في رسالة الفصح أمس السبت: “بقدر ما رحّبنا بعودة أصدقائنا العرب إلى لبنان نتمنى أن يعود اللبنانيون أنفسهم إلى لبنانهم وأن يتخّلوا عن ولاءاتهم الخارجية وعن انتماءاتهم إلى مشاريع غريبة عن تاريخنا وتراثنا”، لافتاً إلى أنّ “إنقاذ لبنان بوحدته وتعدديته مرتبط بالتخلي عن الأدوار المصطنعة والمستوردة، وباستراداد دوره الوطني والحضاري وهويته الأصيلة وحياده، وبالولاء المطلق له، وبوحدة الدولة وسلطتها”، مشيراً إلى أنّنا “ “نراهن مع المواطنين ذوي الإرادة الحسنة، على حصول الانتخابات النيابية في موعدها، ومن بعدها الرئاسية، فإنها فرصة التغيير”، محذراً من أنّه “إذا لم يتنبّه الشعب إلى خطورة المرحلة ويقدم على اختيار القوى القادرة على الدفاع عن كيان لبنان وهويته وعلى الوفاء لشهداء القضية اللبنانية، فإن هذا الشعب يتحمّل هو لا المنظومة السياسية مسؤولية الانهيار الكبير”، وشدّد على أنّ “نتائج الانتخابات النيابية تتوقف على المشاركة فيها، فلا يوجد خاسر سلفاً ولا رابح سلفاً، ولبنان يحتاج إلى أكثرية نيابية وطنية سيادية استقلالية مناضلة مؤمنة بخصوصية الوطن وبالدولة الشرعية والمؤسسات الدستورية”. في غضون ذلك تفيد المعلومات بأن رئيس الحكومة اللبنانية نجيب ميقاتي سيشد رحاله في الأسبوع الأخير من رمضان إلى المملكة العربية السعودية في زيارة لأداء فريضة العمرة، ولم يتم التأكد من تخلل الزيارة لقاءات مع المسؤولين السعوديين، وإن حصلت مثل هذه اللقاءات تكون هي الأولى منذ تسنم ميقاتي مسؤولية الحكومة. يذكر أن الرياض أعادت الأسبوع الماضي سفيرها وليد البخاري إلى بيروت بعد أزمة سياسية حادة تسببت بها تصريحات سابقة لوزير الإعلام السابق جورج قرداحي عن حرب اليمن واعتبرت مسيئة للسعودية ودول الخليج.