الطلاق الصامت

آراء 2022/04/17
...

 سرور العلي 
 
تصاب كثير من العلاقات الزوجية بالبرود، وانعدام الحوار، والخواء في المشاعر، وهو ما يسمى بـ»الطلاق الصامت»، إذ ينعدم التواصل بين الزوجين، وتتسع المسافة بينهما مما يؤثر في الأبناء، ويجعل سقف تلك العلاقة الجافة غير مستقر ومهدد بالانهيار في أي لحظة، فتغيب المودة والاندماج بينهم، وتكون القسوة والجفاء متصدرة المشهد الأسري. 
وعادة ما يورث الأبناء الذين عاشوا تلك الأجواء المتوترة في هذا النمط من العلاقات الخاوية فتأثر في مستقبلهم، وطريقة فهمهم للارتباط، وتأسيس شراكة أسرية، وعدم قدرتهم على مواجهة صعوبات الحياة، وفقدانهم الثقة بأنفسهم، وانطباع صورة خاطئة عن الزواج في أذهانهم.
وكثيرة هي الأسباب التي تؤدي لهذا الاغتراب الجسدي والنفسي ومنها، أعباء الحياة المتزايدة، وتدهور الأوضاع الاقتصادية والاجتماعية، وتزايد طلبات الزوجة، والأبناء من دون مراعاة الوضع المادي للزوج، والضغط الذي يعانيه الأب من أجل تأمين لقمة العيش، واختلاف المستوى الاجتماعي والثقافي بين الزوجين، إضافة إلى أن هناك اختلافا في طريقة تفكيرهما ومعتقداتهما، فيلجآن للاهتمام بتلك الأمور بعيدا عن الالتفات لعواطفهما، وما يحتاجه كلٌ منهم مما تكثر المشاجرات، وتغيب لغة التفاهم، وظهور النفور العاطفي، ويرغب البعض بعدم الانفصال للحفاظ على الشكل الاجتماعي إمام الآخرين، خاصة أن المرأة تخشى من لقب «مطلقة»، وكي لا توصم بفشل حياتها الزوجية، وتتعرض للاتهامات والشائعات لذا يضطر بعضهم للتظاهر بالسعادة، والدفء الأسري وتتسع الفجوة مع مرور الأيام من دون إيجاد الحلول الناجعة، وغالبا ما تدفع الزوجة للخيانة لشعورها بالفراغ العاطفي، وضياع فرص الزواج مرة أخرى وبدء حياة جديدة. 
وهذا النوع من الطلاق أكثر تدميرا، بسبب الحرمان من الحب، والتواصل والعيش في عزلة، وهو يشير إلى انتهاء صلاحية الشراكة الزوجية، ويتمسك به الزوجان للحفاظ على الأطفال من الضياع والتشرد، وخوفاً عليهم من الإصابة بالاضطرابات النفسية، والتفكك الأسري.
لذا يجب كسر هذا الحاجز بين الأزواج، والعودة للتفاهم، والنقاش وتصفية الأمور العالقة، وتبادل المشاعر وتلبية احتياجات بعضهم، للوصول إلى حل، والوضوح في العلاقة والصدق، وتجنب المشكلات، ومحاولة فهم الطرف الآخر وحقوقه، وأن لم تصلح العلاقة فمن الأفضل أن يتم الطلاق الفعلي.