من اليوم يبدأ الغد!

ثقافة 2022/04/18
...

  عادل عطية *
 
أرادت إحدى الأمهات الأميركيات، أن تُشجّع ابنها في دراسته للبيانو؛ فأخذته لحضور حفل موسيقي، للموسيقار البولندي: "إغناتسه يان بادروفسكي"!
وبعد أن اتخذا موقعهما بين الحاضرين، رأت الأم صديقة لها، فسارت نحوها؛ لتحييها!
انتهز الولد الفرصة لاكتشاف عجائب المسرح، فنهض من مكانه، وبدأ يستكشف الطريق، حتى عبر من البوابة التي كانت تحمل علامة: "ممنوع الدخول"!
عندما خفتت أضواء المسرح، وكانت الحفلة الموسيقية على وشك البدء، عادت الأم إلى مقعدها، واكتشفت أن ابنها لم يكن هناك!
وفجأة رُفع الستار، وتركّزت الأضواء على البيانو الرائع على خشبة المسرح، فإذا بالأم تزداد رعباً، إذ رأت ابنها الصغير يجلس على البيانو، وينقر ببراءة، أغنية من أغاني الأطفال المعروفة!
 في تلك اللحظة، دخل عازف البيانو العظيم، واتجه بسرعة إليه، وهمس في أذن الولد الصغير، قائلاً: "لا تتوقف بل واصل العزف"!
 ثم انحنى "بادروفسکي"، وبيده اليسرى بدأ يضع النغمات المنخفضة في العزف، ثم بسرعة مد يده اليمنى حول الولد من الجهة الأخرى، وأضاف نغمات عالية!
واشترك ذلك الفنان الكبير، مع الهاوي الصغير ـ معاً ـ في تحويل ذلك الموقف المخيف، إلى تجربة استثنائية رائعة، أبهرت الجمهور!. وهذا ما أتصوّره، مع قائد وطني لم يظهر بعد، يرانا، ونحن نحاول عزف موسيقى "السلام الوطني"، فإذا بكل ما نحققه بأنفسنا، وما نبذله بأقصى ما في وسعنا، لا يرقى لمستوى الموسيقى البديعة الحالمة من أجل بلادي، لكن مع تدخله ـ كفنان سياسي مُحنّك ـ في هذه الحالة، تصبح الموسيقى الوطنية، بالفعل، رائعة، وهي تصاحب أغنيتنا: "بلادي بلادي بلادي، لكِ حبي وفؤادي"!
ولأنَّ الاسم يوحي بشخصية المسمى به، ويحمل الكثير من صفاته، فإنَّي أتمنى، أن يتسمى هذا القائد، باسم: "ابن الغد". وهذا يعني، أن هناك من يحيا في غده، ويحلم به، ويخطط له، ويرسم انتصاراته فيه!. إنَّ إحدى امتيازات الحياة، هي القدرة على اختيار أفكارنا. إذا اخترنا أن نكون ايجابيين، سوف نستمتع بحياتنا اليوم، ونتطلّع بأملٍ إلى الغد. وإذا اخترنا أن نكون سلبيين، لن يحدث ذلك الشيء الجميل، المُلهم.
إنَّها لفكرة حسنة، أن تمتلك ثقافة الحياة والأمل، وأن يبحث الإنسان عمّن يشاركه صوته، وأن يكون ذلك الصوت: صوتاً واحداً، بحناجر كثيرة!
* كاتب مصري