بغداد: حسين ثغب
تشهد سوق صناعة الدواجن انهيارا واضحا بعد إعلان أغلب مشاريع بيض المائدة إفلاسها، وعرض الطيور المنتجة الي البيع لأصحاب مجازر اللحوم، وبذلك خسر العراق مفصلا انتاجيا مهما يدعم الأسواق المحلية بأهم متطلبات المائدة العراقية، ولا يكاد يستغني عنها اي منزل في البلاد.
وبات اصحاب المشاريع يعرضون طيور الدواجن بسعر 2 - 3 آلاف دينار، رغم أن تكاليف إنتاج الطيور يصل الى 12 الف دينار، وبذلك يتكبد اصحاب المشاريع خسائر كبيرة، ومنهم من عليه التزامات مالية كبيرة مع المصارف التي أقرضت هذه المشاريع.
البيض المستورد
ياسر حبيب محمد صاحب مشروع لإنتاج بيض المائدة قال "عملت على إنشاء مشروعين للدواجن لإنتاج بيض المائدة بعد ان استبشرنا خيرا بتوجهات وزارة الزراعة الداعمة للمنتج المحلي، لكن الرياح جاءت بمالا تشتهي السفن، حيث وجدنا السوق خلال الفترة الماضية تعرض أنواع البيض المستورد وبأسعار زهيدة".
وأضاف أن "مشاريعنا انهارت وتكبدنا خسائر فادحة واآن في حيرة من أمرنا، ولا نعرف كيف نعوض المبالغ الكبيرة التي ذهبت أدراج الرياح، في ذات الوقت مشاريعنا غير مؤمنة، لأن شركات التأمين ترفض تأمين مشاريع الدواجن، وتعدها من المشاريع ذات الخطورة العالية، ولا تشرع الى منحها التأمين الذي يعزز تواجدها من جديد في سوق العمل
الوطنية".
مشاريع تهاوت
واشار محمد إلى أن "مشاريع انتاج بيض المائدة تعد من المشاريع المعقدة، والتي تحتاج إلى جهد كبير ومضاعف وصولا الي مرحلة لانتاج، حيث وصلت تكلفة طير بيض المائدة المنتج الى ١١ ألف دينار، وما زلنا في الأشهر الاولى من الانتاج، غير أن تراجع الاسعار، بسبب عدم حماية المنتج وارتفاع أسعار الاعلاف جعلاننا نتجرع مرارة الخسارة القاسية، وأقبلت على عرض المشروعين الى مجازر اللحوم بسعر 2- 3 آلاف دينار للطير، وفي هذا الامر خسارة كبرى، وتجربتي واحدة من مشاريع كثيرة تهاوتت وأفلست".
المنتج الأجنبي
علي التميمي صاحب مشروع إنتاج المائدة أكد أن "الخسائر التي يتعرض لها أصحاب هذه المشاريع تعد خسائر للاقتصاد الوطني، بسبب الاعتماد على المنتج الأجنبي الذي لا يحمل من المواصفات النوعية، كما أن الخسائر بدأت تنسحب باتجاه مشاريع انتاج اللحوم البيضاء بالنسبة للدواجن، بسبب عدم وجود حماية للمنتج الوطني، وعدم وجود سياسة استيرادية مثالية"، مشيراً إلى أن "مشاريع بيض المائدة بدأت مرحلة الانهيار الفعلي، بعد ان عرض أصحابها مشاريعهم أمام مجازر اللحوم، لأن في هذا الأمر خسائر كبيرة، لا يمكن أن تعوض".
وأشار إلى انه "كان يملك مشروع انتاج بيض المائدة يضم 30 الف طير منتج، أصبح هذا المشروع فقط جدرانا، بعد أن عرضت المشاريع الى أصحاب المجازر، وتم بيع كامل المشروع وتعرضت الى خسارة فادحة، فضلا عن تسريح قرابة ١٣ عاملا، كان يوفر لهم المشروع فرصة عمل لهم".
سياسة استيراديَّة
عضو منتدى بغداد الاقتصادي هادي هنداس وصف انهيار مشاريع بيض المائدة بالخسارة الكبيرة للاقتصاد الوطني وقال "كان الأجدر بالمؤسسات ألمعنية أن تحافظ على المشاريع التي كانت قائمة، من خلال الحفاظ على توازن العرض والطلب، وتبني سياسة استيرادية تحافظ على توازن الأسعار، الذي يخدم المواطن وأصحاب المشاريع".
واشار هنداس الى أن صناعة الدواجن مهمة للاقتصاد الوطني، كونها تحرك السوق المحلية وتوفر فرص عمل في المشاريع والقطاعات الساندة لهذه المشاريع، كما أنها كانت تفعّل قطاع صناعة الأعلاف الذي يعد من القطاعات المهمة، بما يوفره من فرص عمل كثيرة باتت عرضة للتسريح، وهذا يعقّد مشكلة البطالة في البلاد، كما أن مشاريع بيض المائدة لا يمكن تعويضها بسهولة، لأنها تحتاج الى فترة زمنية طويلة ليصل الطير الى مرحلة الإنتاج".
البيض المستورد
وحذّر من التعامل مع بيض المائدة المستورد بأنواعه، حيث يتطلب التعامل مع بيض المائدة مسارات دقيقية، لأن البيض عالميا يكون في افضل حالته خلال الـ 3 ايام الاولى من انتاجه، بعدها يعرض في الاسواق بسعر أقل، لأنه فقد جزءا كبيرا من قيمته الغذائية، اما بعد 15 يوما فالامر مختلف ولا ينصح باستهلاكه، وتوجد أسواق في العالم تستقبله بعد هذه الفترة وتصدره الى الدول الفقيرة، وبأسعار زهيدة تعرضه لتلك الاسواق التي تقبل دون اي مسؤولية على شراء أكبر كمية وعرضها في أسواقها المحلية، كون الارباح في هذا التوجه كبيرة".