موسكو: وكالات
رأت الخارجية الروسية أن كييف لم تستفد من مبادرات حسن النية، وبينما أكدت دخول العمليات العسكرية مرحلة جديدة، عزت واشنطن عرقة حل الأزمة في أوكرانيا إلى عدم تواجد بعثتها الدبلوماسية في البلاد.
قال وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف،: إن أوكرانيا لم تقدر بادرة حسن النية عندما تم سحب القوات الروسية من ضواحي كييف، مؤكداً أن العملية العسكرية الخاصة في دونباس بدأت مرحلة جديدة
وأوضح وزير الخارجية الروسي في مقابلة صحفية، أمس الثلاثاء، أن روسيا قامت في مبادرة حسن نية، بعد محادثات إسطنبول، بتغيير مواقع قواتها في أوكرانيا (انسحابها من ضواحي العاصمة كييف)، لكن هذا لم يكن موضع تقدير لدى القيادة الأوكرانية.
وقال وزير الخارجية: “بما أنهم (الأوكرانيين) قدّموا للنظر ما يمكن أن يشكل أساساً للاتفاقية، قمنا، كبادرة حسن نية، بتغيير مواقع (القوات الروسية) في منطقتي تشيرنيغيف وكييف، كبادرة حسن نية، لكن لم يتم تقديره، وبدلاً من ذلك، تم خلق مشهد تمثيلي على الفور في بوتشا”.
وأكد لافروف أن العملية الخاصة في أوكرانيا تهدف إلى تحرير جمهوريتي دونيتسك ولوغانسك الشعبيتين، مضيفاً أن هذه العملية بدأت الآن مرحلتها الجديدة.
في المقابل، رفضت المتحدثة باسم البيت الأبيض جين بساكي التعليق على احتمال إدراج روسيا على القائمة الأميركية “للدول الداعمة للإرهاب”.
وقالت بساكي خلال مؤتمر صحفي لها :”حتى الآن لن أدلي بأي توقعات بهذا الشأن”.
وأشارت إلى أن الصلاحيات لإدراج روسيا على هذه القائمة متوفرة لدى الإدارة الأميركية ووزارة الخارجية.
وأضافت أن “وزير الخارجية يجب أن يحدد ما إذا كانت حكومة الدولة تدعم أعمالاً إرهابية”.
وكانت شبكة “سي إن إن” قد أفادت نقلاً عن مصادرها، بأن احتمال إدراج روسيا على قائمة “الدول الداعمة للإرهاب” يدرس بمثابة “الأداة لمحاسبة روسيا” على الوضع في أوكرانيا.
في غضون ذلك، قال المتحدث باسم وزارة الخارجية الأميركية نيد برايس،: إن عدم وجود تمثيل دبلوماسي أميركي في أوكرانيا يعرقل التشاور مع كييف لإنهاء الأزمة.
وأوضح برايس في مؤتمر صحفي أن “عدم وجود فريق دبلوماسي عرقل التشاور”، وأضاف قائلاً :”أؤكد لكم أننا سنعيد تواجدنا الدبلوماسي على الأراضي الأوكرانية”.
وأفاد بأن التشاور مستمر رغم عدم وجود دبلوماسيين على الأرض، مشيراً إلى أنه “في ظل عدم وجود دبلوماسي، نحن مستمرون في التواصل مع النظراء الأوكرانيين بشأن معرفة احتياجاتهم وبحث أفضل السبل لتلبيتها”.
وكانت كييف أبدت تحفظاً على إجلاء الولايات المتحدة دبلوماسييها وعائلاتهم قبل بدء العملية العسكرية الروسية في أوكرانيا.
ميدانياً، قال وزير الدفاع الروسي، سيرغي شويغو،: إن القوات المسلحة تواصل تنفيذ خطة تحرير أراضي جمهوريتي دونيتسك ولوغانسك ضمن سياق العملية العسكرية الخاصة في أوكرانيا، مشيداً ببسالة الجنود.
وأضاف وزير الدفاع: “يقوم الجيش الروسي بتنفيذ المهام التي حددها القائد الأعلى في سياق العملية العسكرية الخاصة. ويجري تنفيذ خطة تحرير جمهوريتي دونيتسك ولوغانسك الشعبيتين باستمرار، وتتخذ التدابير للعودة إلى الحياة السلمية وإعادة الأمن” في الأماكن المحررة.
وبحسب قوله، فإن العسكريين الروس المشاركين في العملية يظهرون شجاعة وبطولة في أداء الواجب العسكري.
وأضاف الوزير أن روسيا تظل ضامناً موثوقاً به لأمن مواطنيها.
كما أشار إلى أن أحداث الأشهر الأخيرة تظهر بوضوح مدى أهمية أن تواصل روسيا تطوير جيشها.
من جانب آخر أشار شويغو إلى أن واشنطن والدول الغربية الخاضعة لسيطرتها تبذل قصارى جهدها لتأخير العملية الخاصة للقوات المسلحة الروسية في أوكرانيا، وهي تنوي القتال “حتى آخر أوكراني”.
وتابع قائلا: “إن الولايات المتحدة والدول الغربية الخاضعة لسيطرتها تفعل كل شيء لتأخير العملية العسكرية الخاصة قدر الإمكان. إن الكميات المتزايدة من إمدادات الأسلحة الأجنبية لأوكرانيا تظهر بوضوح نواياها لدفع نظام كييف للقتال حتى آخر أوكراني”.
في الوقت نفسه، أضاف الوزير، أن تصرفات القوات الروسية ونوعية الأسلحة المستخدمة تظهر مرة أخرى صحة الأولويات التي حددتها القيادة العسكرية والسياسية للبلاد في بناء القوات المسلحة الروسية.