موسكو: وكالات
قدّمَ الرئيس الروسي توضيحاً لعمليات حماية المدنيين في مدينة ماريوبل، وفيما أكدت برلين عزمها عدم اندلاع مواجهة مباشرة بين روسيا وحلف الناتو، شددت بكين على أن قمة دول العشرين ليست مخصصة لبحث الأزمة في أوكرانيا.
وأوضحَ الرئيس الروسي فلاديمير بوتين لرئيس المجلس الأوروبي شارل ميشيل حقيقة الإجراءات التي تتخذها روسيا لحماية المدنيين خلال عمليتها العسكرية في أوكرانيا، لا سيما في مدينة ماريوبل.
جاء ذلك خلال محادثة هاتفية جرت بينهما أمس الجمعة، حسبما أفاد الكرملين، مضيفاً أن المحادثة تناولت مستجدات الأوضاع في أوكرانيا بشكل مستفيض، حيث أطلعَ بوتين محاوره على "التقييمات الأساسية في ما يتعلق بالعملية العسكرية الخاصة لحماية دونباس".
وأشار بوتين إلى أن أمراً صدر بعد تحرير ماريوبل، ولأسباب إنسانية، بإلغاء اقتحام المنطقة الصناعية لمصنع "آزوفستال". وأكد أنه في حال قرر جنود الجيش الأوكراني ومقاتلو الكتائب القومية المتطرفة والمرتزقة الأجانب إلقاء أسلحتهم، نضمن لجميعهم الحياة والمعاملة اللائقة وفقاً للقانون الدولي وتوفير الرعاية الطبية المؤهلة، لكن نظام كييف لا يسمح لهم باغتنام هذه الفرصة.
وفي سياق متصل، أعلنت المفوضية السامية للأمم المتحدة لحقوق الإنسان أنها لا تملك معلومات تؤكد ارتكاب "إبادة جماعية" من قبل روسيا خلال عمليتها العسكرية في أوكرانيا.
وصرحت المتحدثة باسم المفوضية، رافينا شامداساني، أثناء مؤتمر عقد أمس الجمعة في جنيف "ليس لدينا معلومات تشير إلى ارتكاب إبادة جماعية (في أوكرانيا)".
وجاء هذا التصريح في ظل تحميل عدد من الزعماء الغربيين، وفي مقدمتهم الرئيس الأميركي جو بايدن، القوات الروسية المسؤولية عن "ممارسة إبادة جماعية بحق الشعب الأوكراني".
وأكدت شامداساني خلال المؤتمر رصد المفوضية الأممية مخالفات من قبل طرفي النزاع.
وقالت: إن القوات الروسية خلال الأعمال القتالية ارتكبت "أفعالاً ترقى إلى مستوى جرائم حرب"، بما في ذلك "قصف مناطق مأهولة بشكل عشوائي ما أدى إلى سقوط ضحايا بين المدنيين وتدمير مستشفيات ومدارس وبنى تحتية مدنية أخرى".
في الوقت نفسه، أشارت شامداساني إلى توثيق الأمم المتحدة استخدام قوات الحكومة الأوكرانية أسلحة ذات تأثيرات عشوائية، ما تسبب في وقوع إصابات بين المدنيين وإلحاق أضرار بأهداف مدنية في شرق البلاد.
وقالت المفوضة السامية للأمم المتحدة لحقوق الإنسان ميشيل باشليه: "خلال هذه الأسابيع الثمانية الأخيرة، لم يتم تجاهل القانون الإنساني الدولي فحسب بل رمي بعيداً على ما يبدو".
ووثقت الأمم المتحدة منذ بدء العملية العسكرية الروسية في أوكرانيا في 24 فبراير مقتل 2345 مدنياً في هذا البلد وإصابة 2919 آخرين.
من جهته، صرح المستشار الألماني أولاف شولتس أن برلين تسعى جاهدة لتفادي مواجهة مباشرة بين حلف الناتو وروسيا بسبب أوكرانيا، مشدداً على أن الأولوية تعود لمنع نشوب حرب عالمية ثالثة.
وقال شولتس في مقابلة أجرتها معه مجلة "دير شبيغل" ونشرت أمس الجمعة: "فرض منطقة حظر طيران (فوق أوكرانيا) كان سيجعل الناتو طرفاً في الحرب. لقد أقسمت اليمين، وقلت منذ فترة طويلة إنه يجب علينا بذل كل ما في وسعنا لتجنب مواجهة عسكرية مباشرة بين الناتو ودولة مسلحة جيداً مثل روسيا، التي لديها أسلحة نووية أيضاً".
وتابع، "أفعل كل ما في وسعي لمنع تصعيد يؤدي إلى حرب عالمية ثالثة. يجب ألا تكون هناك حرب نووية".
ورداً على سؤال عن سبب اعتقاده أن تسليم الدبابات أو أسلحة ثقيلة أخرى لكييف يمكن أن يؤدي إلى حرب نووية، قال إنه لا توجد قاعدة تنص على متى يمكن اعتبار ألمانيا طرفاً في الحرب في أوكرانيا.
وأضاف: "لهذا السبب، من المهم للغاية أن نفكر في كل خطوة بحذر شديد، وأن ننسق بشكل وثيق مع بعضنا البعض، تجنب التصعيد تجاه الحلف يمثل أولوية قصوى بالنسبة لي".
كما أكد المستشار الألماني أنه سيكون من الصعب على الجيش الألماني تزويد أوكرانيا بأي أسلحة أخرى من مخزونها الخاص، وقال : إن "قدرة الجيش الألماني على التسليم من ترسانته قد استنفدت إلى حد كبير"، مضيفاً أنه يتم بحث جميع الخيارات.
في غضون ذلك، علقت وزارة الخارجية الصينية على بيان مجموعة السبع، الذي عبرت فيه الأطراف عن أسفها لمشاركة روسيا في مجموعة العشرين المالية.
وصرح بهذه المناسبة، المتحدث باسم وزارة الخارجية الصينية تشاو ليجيان قائلاً: إن الصين تعتقد أن استخدام مجموعة العشرين والمؤسسات الدولية الأخرى ذات الصلة يجب أن يكون لمناقشة القضايا الاقتصادية الدولية، وليس الأزمة الأوكرانية.
وفي هذا السياق، قال المتحدث باسم الدبلوماسية الصينية: "لقد لفتنا الانتباه إلى بيان مجموعة السبع ذي الصلة. نعتقد أن مجموعة العشرين والمؤسسات الدولية الأخرى ذات الصلة هي منصات لمناقشة القضايا الاقتصادية والمالية الدولية. هذا ليس المكان المناسب لمناقشة القضية الأوكرانية".
ولفت المتحدث الصيني إلى أن البيئة الدولية الحالية تواجه الكثير من عدم الوضوح، وبالتالي يحتاج المجتمع الدولي إلى الاتحاد للتعامل معها، مضيفاً بقوله: "يتعين على أعضاء مجموعة السبع اتباع نهج مسؤول، وتجنب تسييس وعسكرة التعاون الدولي، وتحقيق المزيد من الاستقرار والوضوح لعالم يواجه تحديات
متعددة".