بغداد: الصباح
اكدت مدير تقنية المعلومات في جامعة صلاح الدين ماردين عبد الله أنور أن “العراق، وبما يحتاجه من جهد اقتصادي كبيرـ مطالب بالتوجه الى تبني تطبيقات الذكاء الاصطناعي، خلال العقد القادم في جميع المجالات لدوره الايجابي في التنمية الاقتصادية واتمام العمليات على أتمّ وجه وبما يحقق أعلى المنفعة للبلاد”. ووفقاً لدراسة أجرتها مؤسسة جارتنر، زاد عدد الشركات التي تستخدم الذكاء الاصطناعي بنسبة 270 % في السنوات الأخيرة. وسيؤدي الاستخدام الواسع النطاق للذكاء الاصطناعي إلى زيادة الطلب على التقنيات الذكية ودعم المنتجات والصناعات والشركات ونماذج العمل الجديدة.
وقالت أنور “رغم التاريخ الطويل للأتمتة في قطاعات مثل التصنيع، فإنه يُنظر إلى الهندسة الميكانيكية على أنها الوجهة القادمة لإضافة التقنيات الذكية، ويتوقع الخبراء حدوث تحول في طريقة تصميم المكونات والآلات وتطويرها واختبارها”.
وأشارت إلى أن “الخبراء يحذرون من أن تطبيقات الذكاء الاصطناعي المنتشرة على نطاق واسع، لأنها تؤدي إلى تفاقم الأزمة الحادة بالفعل المتعلقة بنقص المهارات التقنية، ولذلك، يقع التركيز المتجدد على تنمية مهارات تقنية المعلومات والاتصالات على رأس الأولويات في العراق والعديد من الدول في الشرق الأوسط”. وتابعت “يمكن للجامعات أن تؤدي دوراً كبيراً في ذلك، من خلال الافادة من قدرات شركات وقطاع التقنية لتعريف الطلاب بالتقنيات المتطورة التي يمكن أن يتوقعوها في العالم الحقيقي”.
ولفتت إلى أنه “لا يختلف استخدام الذكاء الاصطناعي في جامعة صلاح الدين جوهرياً عن أتمتة المصانع، فالفكرة الأساسية هي نقل المهام المتكررة والشاقة إلى آلات يمكنها أداؤها بكفاءة أكبر وبتكلفة أقل، وفي الهندسة الميكانيكية، سيتحمل الذكاء الاصطناعي وتعلم الآلة مسؤولية الكثير من عمليات معالجة البيانات، مما يفسح المجال أمام المهندسين للتركيز على استخدام مهاراتهم وخبراتهم التحليلية لاتخاذ القرارات النهائية”.
وبينت أنور أن “للذكاء الاصطناعي تأثيراً كبيراً في الطلاب عند تطبيقه في سيناريوهات الحياة الواقعية، وقد تمكن الطلاب من اكتشاف الأخطاء في الأجهزة الميكانيكية والتعرف عليها بشكل متكرر باستخدام المعرفة التي اكتسبوها من الدورة التدريبية”. وأشارت إلى أن “تقنيات الثورة الصناعية الرابعة تُنتج مثل إنترنت الأشياء كميات كبيرة من بيانات التشغيل والصيانة، ويتجاوز تحليل كل هذه البيانات القدرات البشرية، ما يعزز انتشار تطبيقات الذكاء الاصطناعي”. وتتوقع رؤية شركات عالمية مثل هواوي وسواها من الشركات العالمية أن تصل البيانات المتراكمة إلى 180 زيتابايت في العام 2025، وهو ما يتجاوز بكثير قدرة المعالجة البشرية للبيانات.
وقالت انور:”تعدُّ البيانات أحد الأصول المهمة للمؤسسات، ولذلك فإن استخدام الذكاء الاصطناعي لتحليل البيانات ومعالجتها بكفاءة واتخاذ القرارات يعزز الإنتاج والقدرات الذكية للمؤسسات. وسيصبح ذلك الدور مهمة أساسية في العمليات التجارية للمؤسسات”.
يذكر أنه تمثل عمليات الصيانة التنبؤية القائمة على الذكاء الاصطناعي إحدى الفوائد الأخرى، التي توفرها هذه التقنيات للمؤسسات، حيث يمكن للذكاء الاصطناعي استيعاب كميات كبيرة من البيانات وتوقع المشكلات المحتملة ومعالجتها قبل أن تؤدي إلى توقف العمليات أو الخدمات أو الأنظمة، كما يعدُّ امتلاك قدرات الصيانة التنبؤية القوية عاملاً ممكّناً للشركات على توقع الأعطال المحتملة في الخدمة قبل حدوثها، والاستجابة بشكل استباقي قبل توقف الخدمات نهائياً.
فعلى سبيل المثال، في قطاع النفط والغاز، يعدُّ إرسال فرق الصيانة إلى منصات البترول لإجراء عمليات التفتيش الروتينية أمراً مكلفاً
وخطيراً.