فاجعة لبنانية جديدة عقب غرق أحد قوارب الهجرة غير الشرعية

قضايا عربية ودولية 2022/04/25
...

 بيروت: جبار عودة الخطاط 
 
استفاق اللبنانيون صبيحة أمس الأحد على فاجعة مؤلمة، ضحاياها حشد من المواطنين الفارين من جحيم الواقع اللبناني المأزوم عبر ركوب قوارب الموت باتجاه أوروبا، إذ غرق قارب على متنه نحو 60 شخصاً، خلال محاولتهم الهروب بطريقة غير شرعية باتجاه قبرص، وساد التوتر والحزن العميق أحياء طرابلس شمال لبنان بينما أرسل الجيش اللبناني المزيد من التعزيزات وسط دعوات ساخطة للنزول إلى الشارع، وعثرت فرق الجيش البحرية حتى ساعة كتابة التقرير على 8 جثث في البحر قبالة جزيرة الفنار - رمتين في طرابلس، ووصف وزير الأشغال علي الحمية الحادث  بالفاجعة الكبرى التي أصابت لبنان. 
قيادة الجيش أعلنت أمس الأحد في  بيان لها ، أنه “بتاريخ 23 / 4 / 2022 تمكنت القوات البحرية التابعة للجيش حتى الساعة من إنقاذ 48 شخصاً مع وفاة طفلة، كانوا على متن مركب تعرّض للغرق أثناء محاولة تهريبهم بطريقة غير شرعية، قبالة شاطئ القلمون - الشمال، نتيجة تسرّب المياه بسبب ارتفاع الموج وحمولة المركب ‏الزائدة» .
وقد بذلت فرق الإنقاذ البحرية بمساعدة المروحيات وطائرة “سيسنا” جهوداً كبيرة من أجل سحب ‏المركب وإنقاذ أغلبية ركابه وقُدمت لهم الإسعافات الأولية ونقلت سيارات الإسعاف المصابين إلى المستشفيات القريبة، بينما واصلت عمليات البحث عن آخرين ما زالوا في عداد المفقودين، بينما ذكر مصدر في النقل البري والبحري اللبناني لـ«الصباح» أنه “من الصعب تحديد العدد الدقيق للأشخاص الذين كانوا على متن القارب ويمكن معرفة ذلك بعد انتهاء البحث عن المفقودين والرجوع لعدد الناجين”، هذا وتابع الرئيس اللبناني العماد ميشال عون منذ ساعة متأخرة من ليل أمس الأول السبت عملية إنقاذ ركاب القارب الذي غرق قبالة ساحل طرابلس والذي كان يحمل على متنه لبنانيين وغير لبنانيين إلى خارج المياه الإقليمية اللبنانية بطريقة غير شرعية. وأبدى عون توجيهاته بشأن وقائع عمليات الإنقاذ للركاب الناجين من الغرق وتأمين العلاج اللازم لهم، بينما تتابع الوحدات العسكرية البحث عن الركاب الآخرين.
كما طلب عون من الأجهزة القضائية والعسكرية المعنية فتح تحقيق في حيثيات هذه الفاجعة، وتابع رئيس الحكومة اللبنانية نجيب ميقاتي هو الآخر مع قائد الجيش العماد جوزاف عون وقائع البحث عن ركاب القارب والتحقيقات الجارية بهذا الشأن، وأبدى ميقاتي “حزنه الشديد للحادثة المؤلمة، مقدماً العزاء لذوي الضحايا الذين قضوا في الحادث، متمنيا للمصابين الشفاء والعودة السالمة للذين لا يزالون في عداد المفقودين”، وأكد ميقاتي “أن الإسراع في التحقيقات لكشف ملابسات الحادث مسألة ضرورية لمعرفة حقيقة الحادث المؤلم”. في الأثناء طالب رئيس “حركة التغيير” المحامي ايلي محفوض، رئيس الحكومة اللبنانية بالإسراع بتقديم استقالته بعد أن وصل اليأس باللبنانين إلى ركوب قوارب الموت لعلهم يجدون في الهجرة غير الشرعية متنفساً لهم يخلصهم من جحيم المأساة اللبنانية، وقال محفوض: “على رئيس الحكومة نجيب ميقاتي تقديم استقالة حكومته فوراً ومن دون أي تردد فمن غرق في بحر طرابلس كل طاقم الحكم وليس فقط المواطن الهارب من ظلمة الحكام، وبداية أي حل تكون برحيل الثنائي عون-بري. ‏إنه الجحيم المتنقل بين مرفأ بيروت والتليل وطرابلس”، هذا وساد مدينة طرابلس توتر شديد بينما واصل الجيش اللبناني إرسال المزيد من التعزيزات بعد الدعوات الشعبية للنزول إلى الشارع، بينما أفاد شهود عيان شمال لبنان في اتصال هاتفي مع «الصباح» بسماع أزيز رصاص كثيف ليل أمس الأول السبت وفجر أمس الأحد في طرابلس كان يتصاعد من منطقة القبة بعد سخط الأهالي إزاء ما حدث بقارب الموت في ميناء طرابلس، واحتجاجاً على الأوضاع المأساوية التي باتت تحاصر اللبنانيين من كل حدب وصوب، إلى ذلك تفقد وزير الأشغال العامة اللبناني علي حمية أمس الأحد عمليات إنقاذ الناجين من المركب التي تقوم بها وحدات البحرية التابعة للجيش والفرق الطبية للصليب الأحمر اللبناني والجمعية الطبية.
حمية وصف الحادثة بـ”الفاجعة الكبرى التي أصابت لبنان بأكمله”، مشيراً إلى أنه “تم إنقاذ ما يقارب 45 شخصاً بينما بقي الآخرون في عداد المفقودين، وأعمال البحث عنهم ما زالت مستمرة عبر الطرادات البحرية والطوافات التابعة للجيش”، وأضاف: “هي فاجعة أصابتنا جميعا وأبناء طرابلس هم أهلنا وتعجز الكلمات عن التعبير”، وتابع أن “البحرية التابعة للجيش تبذل كل جهد للبحث عن ناجين ومفقودين في عرض البحر وبالنسبة لموضوع الزورق، فالجيش يجري التحقيقات الكاملة لمعرفة العدد الكامل للذين كانوا على متن القارب، إذ تشير المعلومات الأولية إلى أن عدد الناجين بلغ 45 شخصا وهناك حالة وفاة لطفلة والبحث مستمر عن المفقودين الباقين» .
في الغضون علق  النائب محمد سليمان على فاجعة قارب الموت بقوله: “مرة جديدة، يدفع عهد جهنم (حكم الرئيس عون) اللبنانيين إلى مراكب الموت، ومرة جديدة سنواجه هذا الاستهتار والاستهزاء لسلطة الموت. نتمنى الشفاء العاجل للجرحى والعزاء لأهالي الضحايا، والتمني الأكبر أن ينتهي هذا الحكم وتنتهي معه محنة لبنان والمناطق المحرومة مثل عكار وطرابلس والمنية والضنية وغيرها» .