ميسان نموذجاً للاستثمار الزراعي

اقتصادية 2022/04/25
...

 وليد خالد الزيدي 
سطر المؤرخون وافصح اللغويون وتحدث الحكماء كثيرا عن معاني كلمة ميسان التي اقترنت بجزء مهم من مساحة السهل الرسوبي جنوب العراق، تلك التسمية التي تعني الكثير لمن يتصدى للمسؤولية في تلك الرقعة الارضية البهية، لكونها تحكي عن الأرض كثيرة الاعشاب والحشائش التي تتمايل مع الريح.
ونحن هنل لسنا بصدد سرد تاريخ تلك الأرض المعطاء، لكن ما يلفت النظر حاليا في محافظة ميسان الاهتمامات التي تتميز بها وباتت ورشة كبيرة للعمل يمكن ان يؤشرها الى من يتابع سير العمل هناك، فميسان اليوم تعكف على إعطاء مساحة واسعة من فرص الاستثمار المتخصص في بعض مشاريعها، التي تحتاج إلى خبرات أجنبيَّة للتوسع في معطيات التنمية الحديثة.
ان تلك الخطوة جاءت بناء على تلكؤ بعض المشاريع الخاصة بالتنمية الزراعية، التي يفترض أن تتناغم مع طبيعة أرض المحافظة الغنية بالتربة الخصبة، والتي فطن اليها المعنيون في المحافظة وبعد أن تلكأت بسبب عدم قدرة المستثمرين على إدخال الخبرات الأجنبية المتخصصة الكفيلة بانجاح عملية انجازها بما يحقق فيها إنتاجا زراعيا كميا ونوعيا جيدان من شأنه أن يعم بالفائدة على الإنتاج الوطني من المحاصيل الزراعية بالخير وعلى الاقتصاد العراقي عموما بالنماء.
وبالعودة الى اصل المشكلة في ميسان فأن مساعي المحافظة للتباحث مع المستثمرين المتخصصين انما تأتي ضمن برنامج لتوسيع المشاريع التنموية، التي تعكف على تنفيذها لا سيما في زراعة محصولي الحنطة والشعير لتنمية الاقتصاد المحلي، وتقليل الاستيراد من المناشئ العالمية، وضرورة الاعتماد على المحصول المحلي, ومن نافلة القول إن المحافظة وجهت دعوة الى وزارتي الزراعة والموارد المائية لتسهيل اجراءات عملية التعاقد مع المستثمرين المتخصصين في مجال الزراعة، وتحديث طرق تنميتها، ومن خلال تخصيص الاراضي المناسبة لاقامة المشاريع في هذا الاختصاص التنموي المهم، وحسنا فعلت المحافظة حينما عينت مشروعين ضمن تلك الاهتمامات، هما مشروع زراعة الحنطة والشعير في قضاء علي الغربي بواقع(20) ألف دونم، ومشروع آخر في ناحية علي الشرقي لانتاج الحطب والقوالب الخشبية الذي يتخصص لغرس اشجار استوردت من أميركا وجنوب شرق اسيا لنفس الغرض وبواقع (5) آلاف دونم هي من اخصب الاراضي الصالحة للزراعة في تلك المناطق.
ولابد من تعضيد مطاليب ادارة المحافظة وتعزيز الاجراءات التي تريد تجسيدها على أرض الواقع من قبل الجهات ذات العلاقة لتكون أطرافا ساندة لها، لكي تنهض بمهامها في هذه المحافظة وغيرها وتدعيم ركائز الاقتصاد الوطني بمنافذ انتاجية نوعية 
واعدة.