{سرياليَّة ما وراء الحدود}... خريطة للفنّ حول العالم

ثقافة 2022/05/10
...

 ترجمة: كريمة عبد النبي
 
استضاف متحف "تيت مودرن" في بريطانيا، وهو متحف يهتم بمعارض الفن الحديث الدولي، معرضاً فنيا للفن السريالي. ضم المعرض ما يقرب من المئة والخمسين لوحة سريالية لعدد من الرسامين لفترة امتدت إلى نحو الثمانين عاماً.
وحسب صحيفة الغارديان البريطانية، فإنَّ المعرض أقيم تحت عنوان "سريالية ما وراء الحدود". وتقول الصحيفة إنه "ينقل الزائر والمتابع إلى جولة حول العالم تتضمن عرضاً للوحات سريالية ظهرت في القرن العشرين". 
وشمل المعرض أعمالاً من المكسيك والسويد والبرتغال، وكذلك مصر وكوبا وهاييتي، فضلاً عن عرض عدد من الأفلام من نيوزيلاندا وكولومبيا التي تخص الحركة السريالية.
وتشير الصحيفة إلى أن المعرض يختصر الأعمال المعروضة التي تمتد لفترة ثمانين عاماً، إذ عمل المتحف على ترتيبها من دون التقيد بجغرافية أو زمان تلك الأعمال. 
وتقول الصحيفة إنه ضم عدداً من الأعمال الأوروبية الكلاسيكية، مثل المنحوتات البرتغالية ومجموعة من أعمال الفنان مارسيل دوشامب. 
وفي إحدى زوايا المعرض، يجد الزائر لوحتين فنيتين تمثلان منظراً طبيعيا أنجزها الرسام الفرنسي مارسيل جين عام 1941 حين كان عالقاً في هنغاريا ولم يتمكن من العودة إلى فرنسا. وحسب التقرير فإن المتحف استضاف أيضا عددا من الأعمال اليابانية، إذ ازدهرت الحركة السريالية في اليابان في فترة ما قبل الحرب العالمية الثانية. 
وعلى الرغم من أنه ضم عددا من الأعمال التي طغت على غيرها مثل لوحات الرسام العالمي سلفادور دالي، إلا أن معرض "السريالية ما وراء الحدود" يستحق المتابعة لما فيه من أعمال سريالية ساخرة، فضلا عن الصور الفوتوغرافية لمصورين محترفين من جميع أنحاء العالم".
كما ضمّت إحدى قاعات المتحف عددا من الأعمال التي سميت بـ "الغرابة في كل يوم" وشملت الصور الفوتوغرافية والأعمال التي ظهر التنافر والاختلاف عليها واضحا، إذ عكست القلق في سوريا، والهلوسة والأوهام في لاغوس وعدد من الصور لمصورين من المكسيك أظهرت سريالية خالصة.
لكن السريالية، كما يقول تقرير الصحيفة، أصبحت تميل للتركيز على الأمور السياسية في مختلف أنحاء العالم، إذ بدأت هذه الحركة الفنية بتسليط الضوء على ما يجري من أحداث سياسية حول العالم كالراديكالية، مخاوف الحروب، التعذيب والاضطهاد.
كما ونجد أن العديد من الرسامين أخذوا بتكرار ما تناوله عدد من الرسامين السرياليين العالميين داخل المعرض. ويظهر ذلك واضحا في لوحة الرسام الياباني كيكوجي ياماشيتا التي أنجزها عام 1967 والتي تعكس خوف مجند ياباني تم ارساله لجبهات القتال لمحاربة الصين خلال الحرب العالمية الثانية.
وتقول صحيفة الغارديان البريطانية في تقريرها أن "الزائر لهذه القاعات يجد أن الأعمال ليست متساوية من حيث البراعة والدقة في اتقان العمل، نظراً لكثرة الأعمال وكثرة الفنانين". 
وبدأت الحركة السريالية، وعلى الأخص بعد قرن من الزمان، بتكرار نفسها من خلال الأعمال الفنية التي استضافها المتحف البريطاني المذكور والتي يستمر عرضها إلى التاسع والعشرين من شهر آب المقبل، فضلاً عن أن عددا من الفنانين المشاركين ليسوا من الوجوه المعروفة في الوسط الفني وفي الحركة السريالية.
والسريالية هي إحدى أهم الحركات الفنية والثقافية والأدبية التي ظهرت في العصر الحديث وتحديدا في بدايات القرن العشرين كمذهب جديد في الفن خرج على مختلف الأفكار التقليدية في جميع أنواع الفنون، واسم السريالية مشتقٌ من كلمة فرنسية، وتعني بشكل حرفي ما فوق الواقع أو ما بعد الواقع. تهتم المدرسة السريالية بتحدي المنطق والواقع من خلال إعمال الخيال وإلهام الأحلام التي تنتاب الإنسان. 
نشأت المدرسة السريالية كوريث شرعي وفني للمدرسة الدادائية في العام 1924 بشكل رسمي، إذ إن الدادائية هي الحركة التمهيدية التي سبقت السريالية، فقد ظهرت الدادائية في العام 1916، وكانت أهدافها الخروج على الأفكار التقليدية والبرجوازية في الفن، وفي أوائل العشرينات أصبحت ظاهرة فريدة في عالم 
الفن. 
ويعد رواد الدادائية أنفسهم روادا للسريالية التي انبثقت عنها وتابعت تطورها كمذهب فني وثقافي جديد. تطورت السريالية بعد ذلك تطورا كبيرا خلال فترة قصيرة، وبحلول الأربعينيات من القرن العشرين أصبحت ظاهرة عالمية، وقد كان للحرب العالمية الأولى تأثير على نشأتها. من أهم الشخصيات الفنية التي أسهمت في تأسيس السريالية: هانز آرب، وماكس إرنست، وخوان ميرو، ومارسيل دوشامب، وفرانسيس بيكابيا، وتريستان تزارا، وكورت شفيتز، وسلفادور دالي، وأندريه ماسون.   
 
عن صحيفة الغارديان البريطانية