التحيزات الجنسانية في الأدب

ثقافة 2022/05/11
...

 سارة شافي
 ترجمة وإعداد: ليندا أدور
 
كشفت دراسة حديثة أجريت باستخدام تكنولوجيا الذكاء الاصطناعي بأن الشخصيات الرجالية أكثر شيوعا، في الأدب، بمعدل أربع مرات أكثر من الشخصيات النسائية.  
فقد كشف باحثون، من كلية مدرسة فيتربي للهندسة بجامعة جنوب كاليفورنيا، في بحثهم باستخدام تقنيات الذكاء الاصطناعي لحساب استخدام الضمير، عن الفارق الكبير في معدل التكرار الجنساني. استوحى مايانك كيجريوال، الأستاذ المساعد والباحث في قسم الهندسة الصناعية والنظم بجامعة جنوب كاليفورنيا، فكرة بحثه هذا من خلال عمله على التحيّزات الجنسانيّة ومعالجة اللغات الطبيعيّة، بالتعاون مع زميله الباحث، أكارش ناجراج، مستخدمين بيانات من ثلاثة آلاف كتاب نشرت للفترة ما بين العام 1880 إلى العام 2000، هي جزء من مشروع غوتنبرغ (مشروع تطوعي يهدف الى تحويل وتخزين ونشر الأعمال الثقافية بشكل رقمي، أسسه مايكل هارت في العام 1971 ويعد أقدم مكتبة الكترونية موجودة- المترجمة)، ضمت مختلف أنواع الأدب من بينها أدب المغامرات والخيال العلمي والغموض والرومانسي. 
استخدم الباحثان في دراستهما نظام التعرّف على الكيان المحدد (NER)Named Entity Recognition، (مهمة فرعية لاستخراج البيانات المسؤولة عن تحديد كيانات محددة مذكورة في نص غير منظم، وخزنها وتصنيفها الى فئات محددة مسبقا كأسماء الأشخاص والمؤسسات والمواقع والرموز الطبية والوقت والكميات والقيم النقدية والنسب المئوية وغيرها- المترجمة)، لتحديد الشخصيات الجنسانية من خلال النظر الى الأشياء ومنها ضمائر المذكر والمؤنث، كما قام الباحثان بحساب عدد المرات التي وردت فيها الشخصيات النسائية كشخصيات رئيسية.
يقول كيجريوال بأن: “التحيز الجنساني واقعي وحقيقي للغاية، وعندما نرى بأن عدد الشخصيات النسائية كانت أقل بأربع مرات في الأعمال الأدبية، الأمر الذي سيكون له تأثير باطني لا شعوري على مستهلكي الثقافة”، مضيفا: “وبهذا نكون قد كشفنا، وبشكل كمي، عن طريقة غير مباشرة عن التحيز الجنساني الموجود في الثقافة”. 
الى جانب الإحصائيات الخاصة بالشخصيات المذكرة والمؤنثة، درس الباحثان اللغة المرتبطة بتحديد الشخصيات، يقول ناجاراج بأن: “الأمر ذاته كان حتى مع الإسناد الخاطئ، اذ غالبا ما كانت الكلمات المتعلقة بالنساء هي عبارة عن صفات مثل “ضعيفة” و  “لطيفة” و”جميلة” وفي بعض الأحيان “”حمقاء”، أما الشخصيات الذكورية، فكانت الكلمات التي تصفهم هي “الزعامة” والسلطة” و”القوة” و”السياسة””. 
يشير كيجريوال في حديثه الى أن الدراسة التي أجروها “كشفت لنا بأن العالم الحقيقي معقد للغاية، لكنه يعود بالفائدة لمختلف المجموعات المشاركة في الخطاب الثقافي في مجتمعنا”، مضيفاً “عندما قمنا بهذه التجربة، كان هناك ميل لتكوين نظرة أكثر واقعية للمجتمع”. 
 
* صحيفة الغارديان البريطانية