تعاط غريب

الرياضة 2022/05/11
...

علي حنون
 
الذي يُثير الشجن في النفس، ويأتي بالألم للفؤاد، هو اعتداد المسؤول، في أي مرفق بموقعه، والابتعاد، تفكيرا وسلوكا، عن مكانته المهنية بأبعادها الوظيفية وإتيانه بسلوكيات مبنية على الاعتبارات الشخصية، ولعل في طليعتها تعاطيه مع الإعلام استنادا إلى الضرورة، التي يرسم بتطلعاته المحدودة، ملامحها.. نعم، أشرنا في غير مرة، تعمد مسؤولين يعملون في مختلف المنظومات الرياضية، اعتماد لوحة مُؤطرة بألوان غير واضحة تعكس تفاصيل خاصة بهم عند الشروع بدعوة وسائل الإعلام للفعاليات العامة عبر ركونهم إلى توجيه دعوات شخصية إلى مؤسسة إعلامية أو اثنتين لتنفيذ تغطية صحفية، وتعمده حصر هذه الموضوعة (الدعوة) بمقامه من دون الأخذ بمشورة الآخرين وكأن الأمر يتعلق بنشاط شخصي! .
لقد كان لنا أكثر من وقفه حول هذا السلوك (المريض) عند بعض من يعنيهم الأمر، ولاسيما من جاءت بهم الرؤية غير الشفافة للأمور إلى المنصب وجعلتهم العلاقات والمحسوبية المقيتة يعتلون ناصية المسؤولية على حساب من يصلحون أكثر للموقع الإداري، والأكثر غرابة هو إصرار بعض المسؤولين على السير في سبيل (العزة بالإثم) في هذا الجانب عبر إمعانهم في إعطاء التعليمات لمن يسيرون في فلك إدارتهم بتوجيه الدعوة لنافذتين إعلاميتين والإمعان في مصادرة المعلومة والإتيان بكل الأساليب لحجبها عن المؤسسات الأخرى، لأسباب غريبة وكأن الأمر يجري في ساحة نفوذهم، وهذه يقينا رؤية شاذة مهنيا وغير منصفة تأخذ بحيثيات فردية وتعكس خللا واضحا في تفكير من بيدهم القرار.
ولم تعد المفأجاة تجد طريقها إلى تفكيرنا عندما تظهر فعالية معينة من خلال باحة فضائية أو صحيفة دون غيرها، لأننا بتنا نقف على حقيقة تفكير من يتصدى للمسؤولية في بعض المرافق العامة إزاء هذا الأمر، طالما أنه يجد أن في الوسيلة الإعلامية أو الصحفية، التي دائما ما يطل من خلال باحتها إلى الرأي العام، أكثر انسجاما مع طروحاته ومسايرة في رؤيتها إلى توجهاته وداعمة سواء بصورة مباشرة أو غير مباشرة لعملية تعاطيه مع مختلف الموضوعات، وهذا الأمر يقينا غير دقيق لأن جميع مؤسساتنا الإعلامية تعتمد المعايير المهنية وتتخذ من سراج مهمتها الصحفية نورا تهتدي به إلى طريق الحق والموضوعية.
إن الأنكى في هذا الموضوع هو انسحاب الدعوات الخاصة على أغلب فواصل المنظومة الرياضية، فقد بتنا نقف إزاء مُحاباة بعض الوجوه لمؤسسة بعينها حاضرا في تحقيق تغطية صحفية خاصة لحدث عام، وهي حال يجب على أصحاب المهنة تأشيرها والعمل على إيجاد الصيغة المهنية للتعاطي معها، ولاسيما بعد تكرار الأمر ما يعني أنه صار لزاما على المعنيين التعامل بحكمة مهنية معه قبل أن يستفحل ويمسي واقع حال لا يمكننا حينها تغييره، وهي برأينا معالجات مطلوبة، لأننا نخشى أن تنعكس مثل هذه السلوكيات في تعاطي من بيدهم الأمر مع تفاصيل استحقاقات رياضية آتية بصورة غير موضوعية وحصرها بتوجه إعلامي يعتقد المسؤول بأن فيه الملاذ لإصابة التغطية الصحفية المطلوبة، وحجب المعلومة عن المنابر الأخرى.